مستشار مركز الملك عبدالله لحوار الأديان: كوردستان حققت قفزات كبيرة في تعزيز الفكر الديمقراطي

تحدث كبير مستشاري مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الأديان والثقافات في فيينا، والأكاديمي في الجامعة الأمريكية بواشنطن، محمد أبو نمر، عن واقع التعايش المشترك بين المكونات والأديان في إقليم كوردستان، والتغيرات التي طرأت في هذا الإطار، وأكد أن كوردستان شهدت تحقيق إنجازات ليست قليلة، فيما يتعلق بتصحيح المناهج وإعادة النظر فيها، وكذلك من ناحية القيم التي تعزز الفكر الديمقراطي، وفكر التعددية وقبول الآخر، وتنقية المناهج بحيث يكون للطالب الذي يتلقاها أفقٌ واسع نحو العالمية، بدلاً من التربية الوطنية الضيقة التي تمارس في كثير من مناطق العالم العربي.

وقال محمد أبو نمر، في مقابلة خاصة مع شبكة رووداو الإعلامية، إنه من خلال تجربتي وزياراتي إلى هنا، لاحظت توفر الأمن والاستقرار بنسبة أكبر، على مستوى الاقتصاد وسلامة الأفراد، وكذلك أمان سياسي إلى حدٍّ معين، ولهذه الأسباب فإن معظم المنظمات تفضل القيام بأنشطتها في مدينة أربيل، وفيما يلي نص المقابلة:

رووداو: كم مرةً زرتم إقليم كوردستان، وما تقييمكم للمواطنة في الإقليم، وكذلك في العراق؟

محمد أبو نمر: سعيدٌ جداً بالعودة مجدداً إلى كوردستان، وخصوصاً مدينة أربيل، حيثُ أعملُ منذ عام 2008 مع مختلف المكونات في كوردستان، وكذلك في العراق، وهذه المرة رافقنا مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات “كايسيد”، بهدف عقد اجتماع استشاري مع نخبة مميزة من مختلف المكونات الدينية والثقافية من جميع أنحاء العراق، وقد اخترنا أربيل لعقد هذا الاجتماع، وسيكون التركيز على موضوع المواطنة المشتركة، والدور الفاعل والبنَّاء للقيادات والمؤسسات الدينية، وكذلك المجتمع المدني، في تدعيم وتعزيز مفهوم المواطنة، بالإضافة إلى ممارسات وسياسات صانعي القرار في الاتجاه الصحيح من أجل تحقيق المواطنة لكل فرد.

رووداو: وكيف تقيم المواطنة في إقليم كوردستان؟

أبو نمر: انطباعاتي من خلال النقاشات داخل المجموعات التي عملنا معها، هي أن كوردستان كأي منطقة في العالم، تعرضت للحروب والأزمات، وهناك حيز إيجابي من ناحية وجود نيةٍ للعمل وإصلاح المؤسسات، على أن يكون العمل بشكل مؤسساتي من خلال السلطة والمجتمع المدني وفروع أخرى، كما أن هناك إمكانية للتحسين من ناحية قضايا العدالة والحقوق وشعور الأفراد بالانتماء، بحيث تعطيهم المؤسسات المختلفة حقوقهم في الوطن، فضلاً عن شعور كل فرد بإمكانية ممارسة حقوقه، إلى جانب القيام بمسؤولياته وواجباته كمواطن.

رووداو: كيف تقارن بين إقليم كوردستان وبقية أجزاء العراق، وكذلك دول المنطقة؟

أبو نمر: من خلال تجربتي وزياراتي إلى هنا، لاحظت توفر الأمن والاستقرار بنسبة أكبر، على مستوى الاقتصاد وسلامة الأفراد، وكذلك أمان سياسي إلى حدٍّ معين، ولهذه الأسباب فإن معظم المنظمات تقوم بأنشطتها في مدينة أربيل، ورغم ذلك فإن الأشخاص والمؤسسات التي نعمل معها، ما زالت بحاجة للعمل من أجل تحسين القضايا والمحاور المتعلقة بالمواطنة.

رووداو: بحسب خبرتكم وقراءتكم للواقع، هل هناك مواطنة حقيقية في العراق، وهل يتمتع كل فرد عراقي بالمواطنة؟

أبو نمر: بدايةً من الصعب مقارنة العراق أو إقليم كوردستان، بالسويد أو هولندا مثلاً، ولا حتى بزيمبابوي وسيرلانكا والفلبين، فلكل سياق خصوصيته، ولكن كما فهمت من المشتركين، فإن هناك نية واستعداد لدى المكونات الدينية المختلفة، ولدى المجتمع المدني، لأن يصلوا إلى وضع يمارس فيه الفرد حريته، وأن تُحفظ كرامته كمواطن، ويقوم بواجباته ومسؤولياته، على كافة الأصعدة التشريعية منها والقضائية والسلطة السياسية، والأهم من ذلك على صعيد التربية التي نوليها كل الاهتمام، وكذلك على صعيد ممارسة خطاب ديني معتدل من جانب المؤسسات الدينية، من أجل أن تُعزز الهوية والنسيج الاجتماعي المتماسك.

رووداو: تابعتم عن قرب التغييرات والخطوات التي حصلت في إقليم كوردستان بخصوص المواطنة، فكيف تقيمونها؟

أبو نمر: بدأتُ العمل في كوردستان منذ عام 2008 وحتى 2013 مع معهد “السلام”، ومنذ ذلك الحين هناك إنجازات ليست قليلة، فيما يتعلق بتصحيح المناهج وإعادة النظر فيها، ومن ناحية القيم التي تعزز الفكر الديمقراطي، وفكر التعددية وقبول الآخر، وتنقية المناهج بحيث يكون للطالب الذي يتلقاها أفقٌ واسع نحو العالمية، بدلاً من التربية الوطنية الضيقة التي تمارس في كثير من مناطق العالم العربي.

رووداو: لقد كان الشعب الكوردي في السابق محروماً من حق المواطنة مقارنةً بالمواطنين العرب في العراق، هل تعتقد أن تجربة إقليم كوردستان نجحت في تجاوز هذه المرحلة، وبالتالي الاتجاه نحو ترسيخ المواطنة الحقيقية لكل أبناء كوردستان، بغض النظر عن قوميتهم أو دينهم أو عرقهم أو جنسهم؟

أبو نمر: لا أملك المعايير الصحيحة والموضوعية لقياس المواطنة من وجه نظر الأشخاص في الشارع أو المدرسة أو في أي موقع، ولكن بغض النظر عن محور الاختلاف الكوردي-العربي، أو السني-الشيعي، أو أي مكون آخر في العراق، فإنني متأكد من أن هناك حاجة للمزيد من الحوار والتواصل السلمي والبرامج التي تكسر الحواجز التي أفرزتها الحروب الداخلية والخارجية، فالعراق وكذلك كوردستان، مرت بظروف صعبة للغاية في آخر 5 سنوات، وأول شيء يجب التفكير به في هذه الحالة، هو إعادة بناء العلاقات والثقة بين جميع المكونات العراقية، بما فيها الكورد والعرب.

رووداو: عندما نتحدث عن المواطنة، فإن الحديث يدور أولاً حول التعايش السلمي وقبول التعددية، فما هي الصلة التي تربط فيما بينها؟

أبو نمر: قضية التعددية في هذا الزمن الذي نعيش فيه أصبحت فرضيةً يجب أن نقبل بها جميعاً، لأننا لا نملك أي خيار آخر، فاليوم يمكننا أن نرى المختلفين عنا في كل مكان، من خلال التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، فالتنوع موجود في المجتمع، والمطلوب منا هو كيفية التعامل مع هذا التنوع، ونحن نطرح مسألة احترام التعددية التي من خلالها نعطي لكل فرد بمميزاته ومكوناته، حيزاً من ناحية الحقوق والواجبات بشكل متساوٍ، بغض النظر عن الهوية الدينية أو العرقية أو الإثنية، أو حتى الجغرافية والمهنية، حيث يجب ألا تكون هذه الهوية عائقاً أمام إمكانية حصول الفرد على حقوقه، أو إمكانية تقديمه للمسؤوليات، ولكن للأسف في حالات الحروب والنزاعات يتم توظيف الهويات، سواء العرقية أو الدينية أو الإثنية من أجل منع مجموعات معينة من الحصول على حقوقها، وهذه طريقة لحماية الذات، ونحن نقول دائماً إن القانون يجب أن يكون سلمياً، ومن خلال الاستفادة من التجارب التاريخية، وكذلك تجارب المنطقة، فإن العنف والتسليح يؤديان إلى سقوط ضحايا من جميع الأطراف، فلا يوجد حتى اليوم أي مكون أو فئة كسبت من الحرب في العراق، بل إن الجميع أصبحوا ضحايا.

رووداو: ولكن هل يمكن مسح مكونٍ بأكمله من الخارطة؟

أبو نمر: التاريخ أثبت أن هذا غير ممكن، حتى لو تم احتلال وتفريغ مناطق، فإن تراث هذا المكون سيبقى موجوداً في الذاكرة الجمعية.

رووداو: داعش حاول اقتلاع جذور الإزيديين، ولكن النتيجة كانت أن العالم كله عَلمَ بقضية الإزيديين الذي حصلوا فيما بعد جائزة نوبل للسلام.

أبو نمر: ليس فقط الإزيديون، مع أن هذه قضية مهمة، وقد زرتُ وجهاء الإزيديين وكذلك معبد “لالش” قبل سنتين واطلعنا على الأوضاع، وأعربنا عن مناصرتنا للمكون الإزيدي في العراق والدفاع عنه، وخصصنا له حيزاً في المؤتمرات الدولية من منطلق ضرورة بناء علاقات ثقة وأخوة وتعايش سلمي بين جميع المكونات، وقد كان الإزيديون آنذاك يعيشون محنةً أكبر مقارنةً بالمكونات الأخرى، ولكن التجربة واحدة، فإذا تعرض الإزيدي للأذى، أو الكاكائي أو الصابئي أو الكوردي أو العربي، فبالمحصلة هم أبناء وطن واحد هو العراق، وبالتالي سينعكس ذلك سلباً على الجميع.

رووداو: إذاً لا مفرَّ من التعايش السلمي والعيش المشترك وقبول التعددية؟

أبو نمر: المسألة ليست محصورة بجزيئة “لا مفر”، فيجب أن نعيش معاً ليس لعدم وجود بدائل، بل لأن الآخر بتنوعه يغني حياتنا، فهل يمكن أن نتخيل أن الذين يعيشون في منطقة واحدة، يأكلون ويشربون ويلبسون ويتحدثون ويتصرفون على نفس النمط دون وجود أي تنوع، فالحياة برأيي ستصبح مملة في هذه الحالة، ومن أجل ألا نخاف من المختلف، يمكن أن نستفيد منه، فلديه فكرة ومنظور للحياة يختلف عنا، وهذا شيء يغنينا، فحتى الطبيعة مبنية على التنوع، وعليه عندما نحارب المختلف فإننا نحارب الطبيعة البشرية.

رووداو: ما زلنا نعيش صراعاً مذهبياً بين السنة والشيعة، ونزاعات بين القوميات الكوردية والعربية والتركمانية والأطياف الأخرى في العراق، فكيف نخلق حواراً جدياً لقبول الاختلاف والتعددية؟

أبو نمر: خلال زياراتي بين عامي 2008 و2012، كان الوضع آنذاك يميل نحو قبول الحوار والحلول السلمية للنزاعات، كما كان التنوع وعدد المهتمين بهذا الموضوع أقل، أما بعد زيارات 2016 والعام الجاري، فقد رأينا أن الأجواء والبيئة الشعبية مهيئة لانتقال المجتمع إلى المرحلة التالية، أي مرحلة البناء، وهنا لا يقتصر البناء على تشييد المباني، بل يشمل بناء الفكر والعلاقات، فجميع الذين التقينا بهم أكدوا على الحاجة لبناء الثقة مع الآخر، وشاركونا بمئات القصص الجميلة التي قاموا من خلالها بمحاولة التواصل مع الآخر، وهذا الاختبار على عينة صغيرة يؤكد على وجود اهتمام بهذا الموضوع.

رووداو: أحد المشاركين من رجال الدين قال إنه إذا كان العبء الأكبر عليهم، فيجب أن يكونوا في الوقت ذاته الجزء الأهم من الحلول، فما هو دور رجال الدين في هذا السياق، لا سيما في مجتمع شهد الكثير من النزاعات؟

أبو نمر: أي صراع، سواء في العراق أو في العالم العربي، لا ينتج عن مجموعة واحدة، لأن الإعلام والسياسيين ورجال الدين وغيرهم، يساهمون في تأجيج هذا الصراع، وعليه عندما نطرح حلولاً معينة، يجب ألا نلوم أو نضع الوزر على فئة بعينها.

رووداو: ولكن ألا ترى أن مجتمعاتنا بشكل عام متدينة، وكلمة رجال الدين مسموعة فيها، وعليه ألا يكون لهم دور في هذه الحالة، إن كان إيجابياً أو سلبياً؟

أبو نمر: الهوية الدينية وُظفت من قبل السياسيين والمؤسسات الدينية في مرحلة معينة من أجل التأجيج والتعبئة حول جزئية معينة، وعليه فإن دورهم في هذه الحالة مهم ومركزي، لا سيما فيما يتعلق بمسألة الرأي العام والتوعية الإعلامية والتوعية الدينية، ولكن مع الأسف هناك من يضع المسؤولية الكاملة على المؤسسة الدينية ويحملها أكثر مما تستطيع القيام به، وعليه فإن أي حل يُبنى على الحوار والتعايش السلمي يتطلب تضافر جهود الجميع.

رووداو: كثيراً ما نرى القيادات السنية والشيعية، الإسلامية والمسيحية والإزيدية، تجتمع في منصة حوار واحدة جنباً إلى جنب، فهل هناك حوار ديني فعلي وجدي في العراق بين الأديان والطوائف المختلفة؟

أبو نمر: كانت هناك إشكالية في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم أجمع وليس فقط في العراق، وكانت الحوارات مبنية بشكل أكبر على منظور انسجامي، أي النظر إلى المشتركات والقيام ببعض الأعمال المشتركة، إلا أنها رمزية وطقوسية، أما اليوم فتم الانتقال إلى مرحلة النظر في الاختلافات، في العراق وكذلك في العالم العربي، وهنا لا نقصد الاختلافات العقائدية، بل تلك التي تمنعنا من ممارسة حقوقنا ومسؤولياتنا كمواطنين.

رووداو: ولكن ألا تُعتبر الاختلافات العقائدية العقبة الأكبر؟

أبو نمر: أعتقد أن الإشكالية لا تكمن في الفروقات العقائدية، بل تكمن في جهل طرفٍ بالآخر.

رووداو: وماذا عن الذين يعتبرون الإزيديين عبدة الشيطان، والمسيحيين عبدة الصليب، وغيرها من الأمثلة، أليس هذا اختلافاً عقائدياً بحاجة لحوار جدي؟

أبو نمر: هذه إساءة لفهم ماهية الهوية الإزيدية أو الصابئة أو غيرهم، كما أن الفروقات العقائدية بين السنة والشيعة قليلة جداً، ولكن يتم تضخيمها، لأن الطفل يذهب إلى المدرسة ولا يوجد لديه كتاب واحد أو فرصة واحدة ليتعرف فيها بشكل حقيقي على المعتقدات والمجموعات والمكونات الأخرى، وعليه عندما يكبر الأطفال بمعزل عن الآخرين، سيصبح الآخر بالنسبة لهم غير إنسانيين وأشباح.

رووداو: هناك الكثير من منصات الحوار، وأنتم تشرفون على العديد منها، وتلتقون بمؤسسات دينية عالية المستوى، مثل الفاتيكان والأزهر، فطالما أن هناك حوار جدي بين الأديان، فلماذا يستمر العنف الديني إذاً؟

أبو نمر: لو نظرنا إلى السنوات الخمس الأخيرة، لرأينا أن المؤسسات الدينية الرسمية أصبحت تدلي بصوتها من أجل خطاب معتدل، وهناك الكثير من البيانات والمبادرات التي تصب في اتجاه واحد، وهو أن العنف لن يفيد بشيء، وأن الخطاب يجب أن يكون معتدلاً، وأن نكسر الآراء المسبقة عن الطرف الآخر، ولو تم تعزيز هذا الخطاب بشكل جدي، لاستطعنا توفير وقاية من الأفكار المتطرفة والعنيفة، ومنع وجود حاضنة لها، لأنه يجب منع توظيف الهوية من أجل العنف.

رووداو: هناك من لا يؤمن بهذا الكلام ويصفه بأنه مجرد شعارات رنانة لتجيمل صورةٍ ما، ما هو تقييمكم في هذا السياق؟

أبو نمر: أعتقد أن هناك بعض المؤسسات تعمل بشكل انسجامي وطقوسي فقط، ولكنها قليلة، واليوم هناك اهتمام جدي في العالم العربي بأن يكون الحوار جدياً ومثمراً بين المؤسسات الدينية، ويركز على مواضيع مختلفة، وعليه فإن موضوع المواطنة ليس خيالياً، بل جدي يتعلق بحقوق الإنسان ومسؤولياته، وكذلك المشاكل الموجودة على أرض الواقع، وبالتالي فإن المسألة ليست نظرية.

رووداو: لا شك في أن لديكم تجارب في إفريقيا ومناطق أخرى بعد حصول النزاعات فيها، فأي التجارب يمكن الاستفادة منها في إقليم كوردستان والعراق؟

أبو نمر: على سبيل المثال، البوسنيون والصرب أقاموا الكثير من المشاريع المشتركة بين المسلمين والمسيحيين، تتعلق بإعادة بناء مساكن مشتركة وكذلك إعادة النازحين، فضلاً عن مشاريع الصحة والتربية، وحتى في داخل السجون، وهناك مئات الأمثلة الحية على عمل المؤسسات الدينية المختلفة في تطوير البيئة وتنمية مناطقها.

رووداو: كثيراً ما يقال إننا نعيش في مرحلة فقدان الثقة، فالإزيدي مثلاً قد لا يذهب مجدداً للعيش في سنجار بجانب جاره الذي هاجمه قبل وصول داعش إلى بيته، فما هي توصياتكم لإعادة بناء جسور الثقة؟

أبو نمر: أقترح أن نركز على الجار الآخر الذي حماه، وعلى الجيران الآخرين الذين قدموا المساعدة من منطلق إنساني أو منطلق وطني عراقي بحت، فهناك الكثير من الأمثلة حول تقديم المساعدة للإزيديين في العراق.

رووداو: وماذا عن حقوق الضحايا الإيزيديين، من سيعيدها إليهم؟

أبو نمر: هذه ميزة كافة المجتمعات التي تعصف الحروب بها، حيث هناك حاجة لما تسمى بـ”العدالة الانتقالية” ومنظومات معينة ومنهج محدد حتى يتم التعامل مع هذا النوع من العدالة، سواء فيما يتعلق بالضحايا أو الأماكن المدمرة، فضلاً عن القضايا النفسية والمصالحة الوطنية، فهناك أطر يجب أن يلتزم بها المجتمع للانتقال من حالة الحرب وعدم الثقة، إلى حالة الاستقرار والسلم.

رووداو: هل أنتم متفائلون في هذا السياق؟

أبو نمر: نحن متفائلون للغاية، فلا خيار آخر أمامنا، فقد جربنا كافة الطرق في العالم العربي، منها الحوار والتعايش السلمي القائم على مبدأ سليم، والمبني على حقوق الإنسان والاستقرار.

تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here