مَنْ أعاد الحياة للبعثيين ؟

بعد أن تحطّمَ صنمهم الكبير ودُكت معاقلهم عام 2003 توارى البعثيون عن الإنظار خوفاً من القادم الجديد خصوصا بعثيو الصف الأول والثاني …خوفاً مِن رجال المعارضة (الإسلامية)المتدينة! فهؤلاء الزاهدون في دنياهم لاتأخذهم في الله لومة لائم، ولقد عانى بعضهم منالظلم وفقد الكثير من الأهل والأحبّة وعاش عذابات السجون البعثية ، ومشاهد المقابر الجماعية قد مَلأت قلوبهم غيضاً وحزنا ، سيكون همّهم الأول والأخير هو العدل والمساواة بين أبناء الشعب العراقي ، وسيعملون بما يُرضي الله ورسوله وأهل بيته ، فعقيدتهم حسينية علوية ،لايُظلم عندهم أحد حتى الحيوانات ستتمتع بحقوقها كاملة ، وسيملأون العراق قسطا وعدلا… وعدد من الفضائل ماشئت ….هكذا كان يعتقد البعثيون بالحكّام الجُدد للعراق وهكذا خُيل لهم حكم الإسلاميين! ولقد فرَّ الكثير منهم خارج العراق خوفا من الملاحقة القانونية…وتحاشياًلنظرات الشعب العراقي إليهم الذي عانى من حكمهم وظلمهم ، ولكن ماذا حدث ؟بعد وصول ألأخوة الإسلاميين للحكم نزعوا عنهم جلباب الفقر والفاقة ونبذوا القيم والمباديء وماتشدقوا به من شعارات ومثل دينية خلف ظهورهم،وسارعوا الى مغنمةٍ من المناصب والثروات ، وتجدّدت بينهمالعداوة والخلافات والنزاعات على تقاسم الحصص ، بدّدوا ثروات العراق على عقود وهمية وسرقات وإختلاسات وتعيين الأقارب وما لم يؤخذ بالنصب والإحتيال يؤخذ بالقوة ، ومن الدورة الأولى بانت عوراتهم وعيوبهم وبدأ الشارع العراقي يتململ من وجودهم في السلطة، البعثيون تنفّسواالصعداء وتبين لهم أن الأخوة الأسلاميين طلّاب مناصب وأموال وليس كما كانوا يدّعون الزهد والتدين،لذلك حرّكوا أذنابهم وبدأوا يعلنون عن نواياهم ويعقدون المؤتمرات ويتنقلون بين الدول بحرية ، ولو كانت في العراق حكومة ورجال دولة لما تحرّك هؤلاء من جديد وأعلنوا عنمشروعهم التآمري ، وأكثرهم من المطلوبين قانونيا ومن المتهمين بسرقة أموال الشعب العراقي …والحكومة العراقية عاجزة عن ملاحقتهم ، بسبب الصراعات الداخلية على منصب وزير هنا ومدير عام هناك وهم في غفلة عما يخطط لهم البعثيون من مؤمرات ، فلاشيء يشغلهم إلا ماينفعهموينفع أحزابهم وهذا الذي أعاد الحياة للبعثيين… فساد الأحزاب المتنافسة على السلطة هو الذي نفخ الروح في جسد العملاء والمجرمين.

صالح المحنّه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here