ترامب والنهج الصدامي

اي نظرة موضوعية للنهج الذي يتبعه الرئيس الامريكي والاسلوب الذي يسير عليه في حكمه لامريكا وفي التعامل مع الساسة الامريكان وفي علاقاته مع الحكومات والدول الخارجية الاخرى يتضح لنا بصورة واضحة وجلية هو نفس اسلوب ونهج صدام ومن قبله هتلر وكما دمر وحرق صدام العراق وكما دمر وحرق هتلر المانيا من المؤكد سيدمر ويحرق ترامب امريكا اذا ما استمر على نفس النهج ونفس الاسلوب
لا اعتقد ان الشعب الامريكي الحر الشعب المحب للحياة والحرية يسمح لترامب بذلك رغم ادعاءات ترامب بان هدفه من كل ذلك ان تبقى امريكا الدولة الاولى في العالم القوة الاولى في العالم الآمرة الناهية في العالم لا تسمح لاي دولة ان توازيها بالقوة والفعل وفي كل المجالات معتقدا ان حدث مثل ذلك سيؤثر على ميزان القوى في العالم ولابد لامريكا ان يكون ميزان القوى بيدها وحدها
لا شك ان مثل هذا الاعتقاد هو اعتقاد خاطئ اعتقاد شخص مجنون انه اعتقاد صدام اعتقاد هتلر فكان الطاغية صدام لا يقبل لاي شخص في الحزب في الدولة ان يكون موازيا له او شبيها له او قريبا من شجاعته وحكمته اللتان لا وجود لهما اصلا واذا ما حاول احدهما فمصيره الموت وفعلا قتل وذبح وهتك حرمات الكثير من رفاقه ومن الذين اوصلوه الى الحكم وحموه ودافعوا عنه وبشكل لا يصدقه عقل لا لذنب اقترفوه سوى انهم كانوا مخلصين وصادقين للحزب لقيمه سوى انهم نالوا شعبية من المواطنين سوى انهم مخلصين لصدام نفسه لكنه يرى في ذلك تقليل من شأنه و تآمر عليه في المستقبل
لهذا لم يبق معه احد الا الذين لا كرامة لهم ولا شرف ولا عقل من امثال عزت الدوري الذي كثير ما يعترف امامه وامام العالم بانه لا شي وانه بدونه يخربط لهذا عندما جد الجد هرب الجميع وكان في المقدمة الطاغية ولم يبق أحد بعد ان ادخلوا العراق والعراقيين في نار جهنم وامروا عبيدهم وخدمهم بذبح العراقيين بحجة انهم عملاء هم الذين أتوا بالامريكي
تأملوا اي خسة واي حقارة وصل اليها هذا الطاغية الحقير كأنه لم يكتف بما فعل من فساد وجرائم طيلة حكمه قرر تدمير العراق وحرقه وقتل اهله وبدأت هذه العملية الحقيرة منذ تحرير العراق 2003 وحتى الآن
نعود الى الرئيس الامريكي وعند مقارنته بالطاغية صدام يتضح لنا ان ترامب معجب جدا بتصرفاته وكثير ما يمثله في بعضها من خلال التغيرات التي يقوم بها والاستقالات التي يقوم بها بعض اعضاء كابينته الحكومية كما انه لا يحترم اي شخصية سياسية في حكومته وكثير ما يسخر بهم ويهينهم واعتماده على صهره زوج بنته في الحكم وهذا هو اسلوب صدام
ومع ذلك فالشعب الامريكي والدستور الامريكي والمؤسسات الدستورية قادرة جميعا على لجم ترامب ووقفه عند حده عند القيام باي شي يشكل خطرا على امريكا ارضا وبشرا وهذا لا يعني ستكون امريكا في مأمن دائما في بعض الاحيان تفلت زمام الامور من السيطرة وتؤدي الى ما لا يحمد عقباه كما هو معروف
من الامور التي ابتدعها ترامب في السياسة الامريكية والغير معمول بها سابقا تصرفاته المفاجئة والغير متوقعة والتي كثير ما تثير قلق وتحدث صدمة للمسئولين الامريكيين وحلفاء واصدقاء امريكا مثل اعلان انسحاب القوات الامريكية من سوريا التي دفعت وزير الدفاع الى الاستقالة
ومنها ايضا سعي ترامب المستمر للتقليل من شأن الرئيس الامريكي الذي سبقه اوباما والاساءة اليه أينما حل بل حتى اوعز الى المقربين منه والذين يتحركون حسب اوامره في مهاجمة رئيس امريكي سابق في خارج الولايات المتحدة الامريكية وهذه حالة غير معروفة في السياسة الامريكية
الغريب نرى الرئيس الامريكي ترامب يتحدث عن الارهاب الوهابي ويعلن بقوة انه مستمر في القضاء على الارهاب ومن يدعم الارهاب الوهابي لكن من هؤلاء الارهابين التي اعلن الحرب ترامب عليها انها المنظمات الشعبية التي تحارب الارهاب الوهابي مثل فيلق القدس حزب الله انصار الله الحشد الشعبي المقدس القوى الوطنية السورية انها المنظمات التي حررت بلدانها من الارهاب الوهابي داعش القاعدة النصرة وغيرها مدعومة وممولة من قبل السعود
فاليوم اصبح وجود امريكا ومهمتها حماية المجموعات الارهابية داعش القاعدة وغيرها ورحم هذه المنظمات الارهابية ال سعود والدفاع عنهم
لهذا اصبحت امريكا مقرا لاجتماعات المنظمات الارهابية سواء البعثية الصدامية والوهابية الوحشية لاتدري ان هذه المنظمات ستنقلب على امريكا نفسها وسيكون الشعب الامريكي هو الضحية
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here