زينب الكبرى ..صوت الطفّ الهادر ودليلها الإعلامي

احمد الركابي
إذا أردنا السير الفكري لمعرفة الحكمة الإلهية من النظام الكوني للخلق والتعبير عن العملية الحياتية بصورها المختلفة وسبل استمرارها بشكل يأخذ منحى التركيز على مضمون القيادة التي يتحملها من يكون له قدرة على فهم مداليل الأمور ، وهذا يأتي من خلال الصفاء القلبي والإيمان الصادق بعظمة الله واتباع أوامره وحمل علوم حكمته والارتضاء بقدره-جل وعلا- ، ومن هذه النظرة الملكوتية الإلهية تبين لنا دور الأنبياء والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام لما يحملونه من مسؤولية تجاه الأمة
يجعلنا أن نستذكر مواقف البطولة والسموالتي صنعتها أم الإباء والشموخ ، أم الصلابة في قول الحق أمام طغاة عصرها ، حتى أصبح صوتها الهادر يسموا في كل حين ،بل نستقي منه معاني السعادة في رحاب الشهادة ، كانت أم المصائب زينبُ -عليها السلام – المعنى الكاشف لخسة ونذالة الطغاة الدواعش في كل زمان ومكان، نعم جاءت إلى كربلاء ومحنتها الشديدة فهي أشد المحن .وأقسى النوائب .وأفجع الحوادث عليها .لقد شهدت قتل الحسين -عليه السلام – وأبنائه واخوانه وأبناء عمومته وأصحابه بشكل وحشي همجي .بعيدًا عن الرحمة والشفقة . وعاشت محنة الأسر وذله.وعاشت ذل الموقف بين يدي القتلة .وعاشت حقدهم وشماتتهم ومر عدوانهم وجبروتهم وطغيانهم . وأصرت على ذلك كله .وعاشت المسؤولية الكبرى ومهامها في حفظ العيال والأطفال .
ومن هذا المنطلق الرسالي التربوي نجد الدور البارز في إيضاح هذه المهمة الكبرى التي حملتها عقيلة الطالبيين التي أسقطت عروش الخوارج الظالمين ،هم أنصار المعلم الأستاذ الصرخي ، وهذا جزء من كلامهم الشريف جاء فيه :
((الحوراء زينب -عليها السلام – هالة من المجد، وقامة ثورية مناهضة لمظاهر أدلجة الدين والمتاجرة بمثاليّاته، بمقاييس الفكر والمفاهيم والقيم، قمعت بموروثها الحسيني الخالد خداع الخوارج المارقة وأخضعت بخطابها الإعلامي المهيب قول عتاة حكمهم الداعشي البغيض، ليطرقوا بهاماتهم نحو الأرض ويطمسوا رؤوسهم في الرمال، خشيةً ورهبةَ وإجلالاً، ولمعرفة فضائلها وطيب معدنها وجوهر خلقها وعالمها القدسي، يستوجب منا معرفة معاناتها بعد استشهاد أبيها الإمام علي بن أبي طالب- عليه السلام-، وهمومها يوم الطفّ، وانشغالاتها بعد المصيبة الكبرى وقتل الحُسين- عليه السلام -، ومسؤوليتها الجسيمة بالحفاظ على الأطفال والنساء، ومن ثم حمل لواء ثورة الحسين الشهيد على يزيد الرعديد، والإبحار في الينابيع التي كوّنت بحرها الفكري والإعلامي بحكم قربها من مدينة العلم جدّها المصطفى-صلى الله عليه وآله وسلم – وبابها أبيها المرتضى- عليه السلام- ومعايشتها لأمّها البتول-عليها السلام- وأخويها المجتبى وأبي الأحرار الحسين-عليهما السلام-، فكانت بحقّ صوت الطفّ الهادر ودليلها الإعلامي، كونها الأعرف والأعلم بتضاريس عالم الثورة الحسينية الخالدة، الذي هو بالضرورة عالمها الرسالي والجهادي، فلطالما كتبت وخطبت وصرّحت بمنجزها الثرّ، الذي وقف عنده المؤرخون والباحثون المنصفون الموافقون والمخالفون طويلًا، بعد أن اتخذت لنفسها منهجًا ساميًا كشف عن مكنون روحها الأبيّة، بمضمون فكرها الفريد ومواقفها السرمدية، التي تنمّ عن رؤى ارتقت إلى أعلى درجات الحكمة والمعرفة.)) انتهى
أنصار المرجع الأستاذ الصرخي
goo.gl/h6bxow

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here