قضية الأسبوع: أمّنوا ساحة المنتخب من تبعات الضغوط النفسيّة

 رعد العراقي

قبل أن تنطلق نهائيات كأس آسيا المقامة حاليا في الإمارات والساحة الكروية تزدحم بالافكار والرؤى المتناقضة حول التنبؤ بمسيرة المنتخب الوطني واحتمالات قدرته على تحقيق اللقب أو وصوله الى المربع الذهبي على أقل تقدير.
وقد شملت تلك الآراء بين متخصّص في الشأن الكروي لاعباً كان أو مدرباً وبين الشارع الرياضي الذي يدفعه ولاؤه الوطني وعشقه للكرة العراقية نحو الذهاب بأمنيات تكرار إنجاز 2007 لمديات بعيدة حتى باتت المقارنة بما هو أدنى تعتبر انكساراً وخذلاناً سواء للكادر التدريبي أو اللاعبين وهو ما أضاف ضغطاً نفسياً هائلاً على جميع أفراد البعثة العراقية بكل مسمياتها.
المنطق الفني وماهية الظروف التي ستفرض بالميدان هي من كان لابد أن تنطلق به حملة التعريف والتثقيف والدعم لأسود الرافدين من أجل ضبط الأجواء العامة وتأمين ساحة المنتخب من تبعات الضغوط النفسية هو أن يتجه اصحاب الشأن من محلّلين ورياضيين نحو الحديث بلغة الواقع بعيداً عن الأحلام الوهمية التي دائما ما تجعل أي مقارنة مع المنافسين وكأنها تميل لصالحنا أ يفترض ان تحسم بأي شكل من الاشكال وهو ما يولد إيحاء سلبياً للجماهير عند أي انتكاسة قد تسبّب بردّة فعل عنيفة تنسف كل خطوات البناء للمنتخب وتسقط الثقة به وبالتالي تؤثر على ما هو قادم من استحقاقات دولية.
أما الإعلام الرياضي وبعض من يتواجد من مشجعين بالقرب من بعثة المنتخب الوطني فقد تسابقوا الى رصد كل صغيرة وكبيرة وبدأوا يلاحقون أعضاء الوفد والملاك التدريبي واللاعبين تحت ذريعة الدعم والمؤازرة دون أن يقفوا أمام حدود معينة تفصل بين الواجب المهني بالتغطية على وفق اصول متبعة وبين المبالغة لحد الازعاج والتأثير العكسي على تركيز اللاعبين من خلال توجيه الاسئلة المكرّرة والملاحقة من مكان السكن والراحة الى ملاعب التدريب وعندما يضطر المدرب الى جعل الوحدات التدريبية مغلقة يتذمّر البعض من الإعلاميين وينتقد الإجراء، بل ويرمي به نحو الشخصنة ويتناسى أنه جاء للدعم والمساندة عبر احترام الإجراءات في هذا الوقت الحساس في البطولة وليس فرض ما يريده.
الجميع يقف مع أسود الرافدين ونتطلّع لأن يمضوا بخطوات واثقة نحو تحقيق الانتصارات وتقديم أداء مشرّف دون أن تهتزّ ثقتنا بهم، وبالمقابل فإن جميع المنتخبات المشاركة لها ذات الهدف وعلينا أن نحترم ذلك ونترك الملاك التدريبي يتفرغ بهدوء لتسليح لاعبيه بالجوانب الفنية والتكتيكية ليكون قادراً على الثبات في الميدان وتقديم أداء فني متطور إن لم يخدمه الحظ في الوصول نحو مراكز التتويج في البطولة الحالية فإنه سيولد بالتأكيد بعد تصحيح الأخطاء منتخباً أكثر قوّة وشراسة في ما هو قادم من منافسات دولية أهمها الوصول الى نهائيات كأس العالم 2022.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here