كَتبَة يقرعون طبول حرب قبل لعلعة مدافع جنرلات !!

بقلم مهدي قاسم
بدءا لأي سوء فهم أو تأويل فأنا سأكون من أول المبتهجين لسقوط النظام الإيراني ، سواء بتدخل عسكري أو انتفاضة شعبية عارمة ..
طبعا لا شيء سوى أن يكون بلدي خاليا من أية هيمنة إيرانية..
ولكن ما من شيء من هذا القبيل يلوح في الأفق ..
فلا انتفاضات شعبية ولا استعدادات حربية ..
إلا أن الأغرب والأعجب هو أن يقوم كتبة بقرع طبول حرب قبل أن يفعل ذلك جنرالات معارك محترفين ..
قد يبدو الأمر و كأنه تبادل أدوار بين بعض مدنيين عاطلين يعانون من ملل و ضجر لقلة عمل و بين جنرالات منكفئين في قواعدهم على خرائطهم بكل سرية و خفاء ، وهو أمر ليس بعجيب قطعا في بلاد العجائب و الغرائب كالعراق ، حيث تجري سرعة تبادل مواقف ومبادئ ، بل و خنادق وولاءات و تبعية مهينة .
إلى جانب ” تحليلات ” سرعان ما يناقض إحداهما الآخرى مع مرور بعض الوقت ..
ليتحول هذا ” المحلل المخضرم ” أو ذاك إلى ” مخلل محصرم ” للخيار و الفلفل المحمّض بأذهان و ادمغة أقرب إلى ” خرج ” بقال القرى والأرياف الذي يحتوي على بضائع خليطة ومختلفة من عطور رخيصة إلى ” تكرمون ــ نعال ” وملبس و صابون رقي و حناء و ديرم و غيرها !! ..
لذا نقول لهؤلاء المخللين و قارعي طبول الحرب أن الإدارة الأمريكية سوف لن تحتل إيران مثلما فعلت مع العراق ، ليس فقط لكون الأغلبية الديمقراطية في الكونغرس سوف لن توافق على مثل هكذا حرب و لا دول الاتحاد الأوربي ــ لوخُطط لها فعلا ــ إنما إيران ليست العراق ولا الشعب الإيراني مثل المجتمع العراقي المعروف عنه بتعدد الولاءات و التبعية لدول الجوار و البعاد ..
بطبيعة الحال أن هذا لا يعني بأن أمريكا أو إسرائيل سوف لن تهاجمان إيران ذات مرة أو في يوم من الأيام بصواريخ من بحر أو جو ، غيرأن ذلك سوف لن يؤدي إلى إسقاط النظام الذي سوف لن يسقط إلا باحتلال الأراضي الإيرانية شاسعة الأطراف و بعيدة الأصقاع ..
اللهم إلا إذا لم يحدث انقلاب عسكري ليزيل نظام العمائم هناك بينما هذا يُعد من أضعف الاحتمالات التي يمكن أن يتوقعها المرء في إيران ..
أما إذا اتضحت بأت توقعاتي هذه ليست صائبة أو في غير محلها و أن الإدارة الترامبية قد احتلت إيران و أسقطت نظام الملالي في طهران ، فأنني سوف أتوقف عن كتابة مقالات في الشأن السياسي احتراما لعقول القراء الكرام ..
علما أنني اعتبر أن عملية إسقاط النظام الإيراني قد تكون انعطافة تاريخية في المنطقة و ربما قد تؤدي إلى استقرارها السياسي بعد زوال منافسة الهيمنة على دول المنطقة بين إيران السعودية ، حيث من المحتمل أن تتبع ذلك عملية تقليم أظافر ميليشيات وشيوخ تكفير و إرهاب من قبل ” الماما أمريكا ” بعدما تفرض هيمنتها على المنطقة بأسرها ، لأنها سوف لن تحتاج ــ و لو مؤقتا ــ إلى تنظيمات إرهابية لزعزعة الأوضاع السياسية في هذا البلد العربي أو ذاك ، الذي لا يخرج عن طاعتها ..
طبعا هذا مجرد افتراض لا أكثر ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here