هَذِهِ شرُوط [الحَياد الإِيجابي]!

لِقنواتِ [العراقيَّة] [اليَوم] و [Lana+TV] الفضائيَّة؛

نــــــــــــــزار حيدر
أ/ لقد بَدأَ العراق إِنتهاج سياسة الحَياد الإِيجابي منذُ قُرابة ثلاثة أَعوام تكرَّست خلال العام الماضي الذي تلا الإِنتصار النَّاجز على الارهاب.
ب/ لا يختلفُ إِثنان على أَنَّهُ كرَّس هذه السِّياسة بشَكلٍ كبيرٍ من خلالِ ما قدَّمهُ من خطابٍ سياسيٍّ حملهُ السيِّد رئيس الجمهوريَّة لكلِّ عواصم الجِوار التي زارها خلال الشَّهرَين الماضِيَين.
ج/ إِنَّ تنوُّع الزِّيارات الرَّسميَّة الأَخيرة إِلى العاصمة بغداد لعددٍ من المسؤُولين سواء في دُول الجِوار أَو المجتمع الدَّولي، دليلٌ واضحٌ على أَنَّ هَذِهِ السِّياسة بدأَت تُؤتي ثِمارها لصالحِ العراق الذي يرفض أَن يكونَ ساحة تصفية حسابات دوليَّة إِقليميَّة أَو إِقليميَّة إِقليميَّة بعد كلِّ الذي عاناهُ بسببِ سياسات الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين التي كانت تزجُّ البلاد في أُتونِ أَزماتٍ وحرُوبٍ عبثيَّةٍ.
د/ والحَيادُ الإيجابي يتطلَّبُ من الدَّولة بكلِّ مؤَسَّساتِها وقِواها السياسيَّة أَن تضعَ نصبَ عينَيها مصلحة البِلاد أَوَّلاً وقبل أَيَّة مصلحةٍ أُخرى.
فالعراقُ يحتاجُ دُول الجِوار بلا استثناءٍ للنُّهوض والتَّنمية وقبل ذلك للإِستقرار الأَمني، والعكس هو الصَّحيح! فكلُّ دُول الجِوار تحتاجُ العراق على مُختلفِ المُستويات.
خذ الأَردن مثلاً الذي يحتاج العراق لحلِّ مشاكلهِ الإِقتصاديَّة العويصة، الأَمرُ الذي يحتِّم على العراق مقايضتها لتحقيقِ مصالح مَتبادلة مع عمَّان، فلا يُبادرُ لحلِّ مشاكلهِم، مثلاً، قُربةً إِلى الله تعالى!.
وكذا الجارة إِيران التي هي الآن بأَشدِّ الحاجةِ إِلى العراق بسببِ العقوبات الظَّالمة التي تفرضها إِدارة الرَّئيس ترامب، كذلك يلزم على العراق مقايضتها فيما يحتاجهُ ليتحقق مبدأ المصالح المُتبادلة بين العراق وكلِّ الأَطراف الإِقليميَّة والدَّوليَّة!.
ولا يتحقَّق كلَّ ذلك إِذا ظلَّ الخطاب السِّياسي مُشتَّت ويضرِبُ بعضهُ بعضاً!.
هـ/ الشيءُ الخطير الذي يجب أَن تنتبهَ لَهُ بغداد، هو المشرُوع الأَميركي الذي يدور بهِ وزير الخارجيَّة بومبيو على عواصِم ما يُعرف بـ [٦+٢] وهي دُول الخليج السِّت بالإِضافةِ إِلى مصر والأُردن.
يلزم على بغداد أَن تُضاعف جهودها لتقليلِ مخاطر هذا الحلف، إِذا ما تشكَّل، قدر الإِمكان.
إِنَّهُ بلا شكٍّ سيخلقُ أَزمةً جديدةً للمنطقةِ تدعمهُ أَموال البترودُولار الهائلة! فكيف سيتصرَّف العراق بحيث لا يصطدم مع الحِلف ولا يكون جُزءً مِنْهُ؟!.
هنا مربط الفرس!.
أَتمنَّى على القادة في بغداد أَن يكونُوا قد أَسمعوا موقف العراق الرَّافض لمثلِ هَذِهِ المشاريع الأَميركيَّة الرَّامية لخلقِ جبهاتٍ جديدةٍ من الصِّراعات الإِقليميَّة والمحليَّة، بكلِّ قوَّةٍ وحزمٍ وصلابةٍ، فظرُوف العراق لا تحتمل أَن يتحدَّث أَيَّ مسؤُولٍ في بغداد بلُغة [لعم] وإِلَّا فسيتحوَّل العراق إِلى ساحةٍ مفتوحةٍ للصِّراع الإِقليمي الإِقليمي والإِقليمي الدَّولي مرَّةً أُخرى!.
ينبغي على بغداد أَن تتلقَّى الرَّسائِل بشَكلٍ واضحٍ وتقرأ ما بين السُّطور! كما ينبغي عليها أَن تبعث برسائلَ واضحة!.
و/ ولِمن يسأَلني عن رأيي، فأَنا على يقينٍ بأَنَّ مثل هذا المشروع سيُولد ميِّتاً وسيفشل فشلاً ذريعاً، إِذا تمسَّك العراق بنهجهِ [الحَياد الإِيجابي] فباستثناء بغداد فإِنَّ بقيَّة العواصم السِّت المعنيَّة بالمشروع لا حولَ لها ولا قوَّة كونها ذيولٌ لواشنطن وأَبقار حلوب لها ليس أَكثر!.
من هنا يمكن القول بأَنَّ العراق هو بيضَة القُبَّان في كلِّ ذلك، فإِذا تمسَّك بنهجهِ بقوَّة فسيُساهم بشَكلٍ كبيرٍ في إِستقرار المنطقة مهما حاولت واشنطن أَو مشيخات الخليج فعلَ العكس!.
إِنَّهُ أَمرٌ ينطبقُ على العراق فيما يتعلَّق بعلاقتهِ بدُول التَّحالف المُرتقب وكذلكَ في علاقاتهِ مع الطَّرف الآخر مِنْهُ وأَقصد بهِ طهران!.
ز/ إِنَّ مساعي واشنطن لبناءِ الحلف تأتي بعد فشلها في مساعٍ مُشابهة بذلت فيها جهوداً كبيرةً لتشكيلِ قوَّةٍ عربيَّةٍ بقيادة الرِّياض لتحلَّ محلِّ القوَّات الأَميركيَّة المُنسحِبة من الشِّمال السوري!.
أَتمنَّى على العواصِم المعنيَّة بهذا الحِلف أَن لا تتورَّط مع واشنطن لانَّها ستخسر أَكثر ممَّا تربح وستُعرِّض أَمنها واقتصادها للخطرِ!.
ح/ الشِّمال السُّوري يُعاني من نوعَين من الإِرهاب؛ إِرهاب العصابات وقطَّاع الطُّرق الذين تدعمهُم واشنطن بالسِّلاح والمال والتَّدريب! وإِرهاب الدَّولة الذي تمثِّلهُ كلَّ الدُّول التي لها وجودٌ عسكريٌّ في المنطقة من غيرِ تفويضٍ من قِبل العاصمة دمشق! بمن فيها القوَّات التركيَّة!.
ولذلك فإِنَّ هذه المنطقة لا يمكنُ أَن تستقرَّ إِلَّا بخروجِ كِلا النَّوعين من القوَّات! لتبسُط الحكومة كاملَ سيطرتِها من جديدٍ! وما يجري الحديثُ عَنْهُ بشأنِ إِقامةِ منطقةٍ عازلةٍ في العُمق السُّوري ما هو إِلَّا مشروعٌ تدميريٌّ جديد الغرض مِنْهُ إِدامة مُعاناة الشَّعب السُّوري الشَّقيق! فهوَ مشروعُ أَزمةٍ وليسَ مشروعُ حلٍّ.
١٦ كانُون الثَّاني ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here