النجيفي يلخص مراحل الصراع الامريكي – الايراني على ساحة العراق: لن يبدأ مسلحا

استبعد القيادي السني البارز أثيل النجيفي يوم الخميس حصول صراع مسلح بين امريكا وايران في العراق وفي حال وقوعه فانه سيكون ببعض المناطق ولن تشمل البلاد بأسرها.

وقال النجيفي، ان “الوفود التي قدمت الى العراق مؤخرا من رؤساء دول و وزراء خارجيات وقادة جيوش دولية وضباط كبار، فلا يمكن ان نتوقع ان هذه الزيارات هي تقليدية او لتهيئة امر في المستقبل”.

وأضاف “نحن نعتقد بان هذا الوفود اتت الى العراق بهدف تحديد موقعها وكيف ستتعامل الحكومة العراقية معها ضمن الصراع المرتقب بين امريكا وايران، وهذا الصراع قادم لا محال والعراق سيكون ارض لهذا الصراع”.

واردف النجيفي ان “الصراع لم يبدا كصراع عسكري، وسيبدأ كصراع سياسي تحاول من خلاله أمريكا ان لا تجعل العراق ورقة تفاوض بيد ايران، وتحاول ايران من الناحية الاخرى ان تضغط على العراق لكي يكون العراق بجانبها في تفاوضها مع واشنطن”.

وتابع القيادي السني البارز انه “يجب ان نحسب حساب بان كل طرف سيكون له مجموعة من الوكلاء الذين قد يخلقون الازمات ويثيرون المجتمع ويحشدون الشارع ضد هذه الجهة او تلك، ولهذا نحن نتوقه ان يكون هناك صراع سياسي، وقد يكون الصراع مسلح في بعض المناطق بين وكلاء ايران ووكلاء امريكا”.

وشدد النجيفي ان “الدولة العراقية والشعب العراقي بحاجة الى وحدة موقف وحوار وطني لتحديد هذه المواقف وان لا يدخل العراق في دوامة هذا الصراع، فعدم توحيد المواقف يفتح المجال والباب لهذا الصراع على الاراضي العراقية”.

وتوقعت دراسة أعدتها مجموعة الأزمات الدولية أن العراق قد يتحمل العبء الأكبر في حال تصاعد التوتر بين ايران والولايات المتحدة الأميركية.

وقالت المجموعة التي تبحث في طرق لمنع الحرب، إنها أجرت مقابلات مع مسؤولين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إيران، من أجل إعداد تقرير شامل عن الوضع بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق حول برنامج إيران النووي الذي وقعته طهران والقوى الكبرى عام 2015.

وقد سحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق وعزز الضغوط الاقتصادية الهادفة إلى عزل إيران، على الرغم من أن الأوروبيين لا يزالون يدعمون الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وقالت المجموعة الدولية للأزمات إن من المرجح أن تواصل إيران الامتثال للاتفاق، حيث ترى نفسها على أنها تتصرف من منطلق أخلاقي وقادرة على انتظار ما سيحل بترامب الذي يواجه انتخابات العام المقبل.

لكن الدراسة قالت إن حسابات طهران يمكن أن تتغير إذا انخفضت صادراتها النفطية التي بلغت 3,8 مليون برميل في عام 2017 إلى أقل من 700 ألف برميل يومياً، وهو مستوى يمكن أن يؤدي إلى تضخم مفرط وإلى تكثيف الاحتجاجات المحلية التي يبدو ان الحكومة قادرة حتى الآن على التعامل معها.

ولكن إذا قررت إيران الانتقام من الولايات المتحدة، رأى التقرير أن طهران قد تجد أن خيارها الأمثل هو توظيف وكلائها في الشرق الأوسط، وهو مسار قد يكون غامضاً بدرجة كافية لتجنب رد فعل أوروبي قوي.

ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الأمن القومي الإيراني قوله إن المسرح المحتمل لذلك هو العراق، حيث ترتبط الميليشيات المنتمية إلى الأغلبية الشيعية بعلاقات وثيقة مع طهران.

ونقل عن المسؤول قوله إن “العراق هو المكان الذي نمتلك فيه الخبرة، وإمكانية الانكار والقدرة اللازمة لضرب الولايات المتحدة دون الوصول الى العتبة التي يمكن أن تؤدي الى رد مباشر”.

وقال المسؤول ان ايران منخرطة أيضا بشكل كبير في سوريا ولبنان لكن الوضع فيهما هش وقد تفقد طهران مكاسبها.

وأضاف المسؤول أن لدى إيران قدرة تحرك محدودة في أفغانستان، في حين أن تصعيد الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن سيضر بالسعودية، خصمها الإقليمي، أكثر من الولايات المتحدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here