تقرير: اتفاق سري أمريكي ــ روسي على وضع شبيه بإقليم كوردستان العراق شرق سوريا

مع محاولة اقناع تركيا بذلك

أفادت وسائل إعلام تركية إن المنطقة الآمنة التي أعلنت تركيا استعدادها لإنشائها في شمال سوريا بموجب اقتراح الرئيس الأميركي بعمق 32 كيلومتراً وبطول 460 كيلومتراً على الحدود التركية السورية، ستضم مدناً وبلدات من 3 محافظات سورية ، هي حلب والرقة والحسكة ، فيما تحدث تقرير صحفي تركي ، عن اتفاقية سرية بين واشنطن وموسكو بشأن مستقبل شمال سوريا ، والدور التركي ، والوجود الكوردي ، ومنح الكورد هناك حكماً ذاتياً شبيهاً بوضع الكورد في العراق .

وقالت تلك المصادر ، التي تابعتها(باسنيوز) إن أبرز المناطق المشمولة بالمنطقة الآمنة ، هي المناطق الواقعة شمالي الخط الواصل بين قريتي صرّين (محافظة حلب)، وعين عيسى وتل أبيض (محافظة الرقة). كما تضم المنطقة مدينة قامشلو (القامشلي) وبلدات سري كانيه (رأس العين)، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية (محافظة الحسكة)، و كوباني (عين العرب) (محافظة حلب)، وتل أبيض (الرقة).

تلك المصادر الاعلامية ، اوضحت بالقول ، أن عمق المنطقة الآمنة سيبلغ ما بين 30 و35 كيلومتراً ، وفق خطة تركية كانت قد طُرحت في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ولم يتم تنفيذها أو البت فيها خلال اللقاءات التركية – الأميركية السابقة ، إلى أن طرح ترمب الأمر مجدداً يوم الأحد الماضي .

هذا فيما كان رياض درار رئيس مجلس سوريا الديمقراطية (الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) ، قال لـ(باسنيوز) امس الاربعاء ، : إن« الجانب الأمريكي يريد ان لا يخسر الجانبين المتحالفين معه، والصديقين له ، لا الطرف السوري ولا التركي ” ، موضحاً ” الطرف السوري ممثلا بوحدات حماية الشعب YPGومجلس سوريا الديمقراطية (مسد) ، يريد (ترامب) لهم الأمان من أي تهديد».

درار أكد في حديث خاص لـ (باسنيوز) أن « هذه المنطقة على المساحة التي تحدث عنها ترامب هي منطقة مأهولة ومسكونة وقريبة من الحدود لا يمكن أن تشملها هذه المساحة سواء في كوباني او حتى الدرباسية وعامودا و سرى كانيه (رأس العين) (بريف قامشلو) “، مبيناً ” هذه المساحة التي تشملها هذه المنطقة(ألآمنة)هي مناطق حدودية وقريبة جدا » ، متسائلا:« إذن فأين يذهب أهلها إذا لم يكن المطلوب هو الحماية الأمريكية أو الحماية من قوات التحالف الدولي من أي تهديدات».

المصادر الاعلامية التركية ، كانت قد اشارت إلى أن إردوغان أبلغ ترامب خلال الاتصال الهاتفي ، الاثنين، أنه ينطر بإيجابية إلى مقترح المنطقة الآمنة ، وأنه كان مقترحاً تقدم به للإدارة الأميركية السابقة ، وأن ترامب عبّر عن سعادته بالتعاطي التركي الإيجابي مع المقترح ، دون أن يخوضا في تفاصيل خطة إنشائها ، حيث اتفقا على أن يتحدث رئيسا أركان البلدين في التفاصيل خلال لقائهما في بروكسل ، أمس الاربعاء .

وكان رئيس هيئة أركان الجيش التركي يشار غولار ، بحث مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد ، التطورات في الملف السوري وبخاصة في ما يتعلق بالمنطقة الآمنة المزمع إقامتها في شمال سوريا.

وكان غولار ودانفورد قد التقيا على هامش اجتماع رؤساء أركان حلف شمال الأطلسي (ناتو). وحسب بيان لرئاسة هيئة الأركان التركية ومصادر عسكرية ، تطرقت المباحثات بينهما إلى الانسحاب الأميركي المزمع من سوريا، والمنطقة الآمنة التي اتفق الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب إردوغان على إقامتها في شمال سوريا في اتصال هاتفي بينهما مساء الاثنين.

صحيفة “حرييت” التركية نشرت ، إن ترامب لم يتطرق إلى موضوع المنطقة الآمنة عند إعلانه قرار الانسحاب من سوريا ، كما لم يُطرح خلال زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون والوفد المرافق له لتركيا في 8 يناير/ كانون الثاني الجاري.

وأوضحت أن الخطة التركية تتضمن إعادة السوريين اللاجئين في تركيا إلى هذه المنطقة ، وهي خطة وُضعت منذ عام 2014، وستكون أبعادها مناسبة للتوزيع الديموغرافي .

وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون قدم خلال لقائه المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، الأسبوع الماضي، ورقة مكونة من 5 بنود تتضمن الانسحاب من سوريا، واستمرار مكافحة تنظيم داعش الإرهابي مع حماية «الحلفاء» في هذه الحرب، من دون ذكر اسم «وحدات حماية الشعب YPG» الكوردية ، الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي السوري PYD التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK .

في المقابل، ردّ الجانب التركي بورقة من 5 بنود أيضاً تضمنت تسمية تنظيمات بعينها من «داعش» و«وحدات حماية الشعب» الكوردية و«حزب العمال الكوردستاني»، على أنّها «تنظيمات إرهابية».

من جانبها ذكرت صحيفة «خبر تورك» أن الانسحاب الأميركي من شرق سوريا ، هو جزء من الاتفاق الذي جرى في لقاء ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ، في قمة هلسنكي ، العام الماضي ، لافتةً إلى اتفاقية سرية بين واشنطن وموسكو بشأن مستقبل المنطقة ، والدور التركي ، والوجود الكوردي ، وأن الحديث عن منطقة شرق الفرات، ومنح الكورد حكماً ذاتياً شبيهاً بوضع الكورد في العراق (اقليم شبه مستقل) ، شكّل أهم بند في مباحثات ترامب وبوتين ، مع محاولة إقناع تركيا بذلك بالنسبة إلى شمال سوريا، كما سبق واقتنعت بالوضع في شمال العراق.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here