القمة الاقتصادية فرصة هامة في دفع العملية التنموية في الدول العربية

القاهرة – ابراهيم محمد شريف

عقد بعد ظهر اليوم الاجتماع المشترك للمندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية، وقد بدأت الجلسة علنية حيث ألقى خلالها رئيس الدورة الثالثة رئيس وفد المملكة العربية السعودية المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أسامة نقلي كلمة ترحيبية ثم سلم بعدها رئاسة القمة الى مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة السفير علي الحلبي الذي أعلن استضافة لبنان للقمة في دورتها الرابعة.

والقت ممثلة الامين العام لجامعة الدول العربية الامينة العامة المساعدة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة كلمة جاء فيها ..

“اسمحوا لي بداية أن أتوجه بالشكر الى الجمهورية اللبنانية رئيسا وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الوفادة، وعلى التنظيم الجيد المحكم لاعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، والذي نثق انه سوف يسهم بشكل فاعل في نجاح أعمالها، والشكر موصول الى رؤساء واعضاء الوفود العربية لحرصهم على المشاركة على مستوى عال في الاجتماعات التحضيرية للقمة، بما يؤكد العزم للمضي قدما في مسيرة التنمية العربية رغم كل التحديات”.

وأضافت الدكتورة هيفاء أبو غزالة .. تنعقد القمة التنموية الرابعة في ظروف استثنائية مصحوبة بتحديات غير مسبوقة من جانب، وتطورات اقليمية ودولية من جانب آخر، بالاضافة الى ثورة علمية وتكنولوجية هائلة. كما تنعقد الدورة الرابعة في الجمهورية اللبنانية بعد مرور خمس سنوات على انعقاد القمة التنموية في دورتها الثالثة في الرياض عام 2013، فضلا عن انعقاد هذه القمة قبل اشهر محدودة من قمة العالم حول التنمية المستدامة”.

وتابعت السفيرة هيفاء ابو غزالة “انطلاقا مما تقدم، حرصت الامانة العامة بالتنسيق مع الدول الاعضاء، ومن خلال اجهزة جامعة الدول العربية كافة، للاعداد لهذه القمة موضوعيا بشكل يختلف عن القمم السابقة، اخذا في الاعتبار كل التطورات والتحديات التي اشرت اليها، وفي اطار التوجه العالمي الجديد نحو الانسان، والذي تنعقد القمة حوله تحت شعار) الانسان العربي محول التنمية( وعليه تقدم منظومة جامعة الدول العربية الدعم السياسي على اعلى مستويات اتخاذ القرار، لتحديد اولويات الاستثمارات التي من شأنها احداث تحول كيفي في رأس المال البشري من خلال احراز تقدم سريع نحو عالم يصل فيه الجميع، وأقصد هنا، جميع فئات المجتمع الى كل الخدمات الاساسية بما فيها التغذية السليمة والصحة والتعليم على الجودة، وادماج كامل للاشخاص ذوي الاعاقة، وحياة افضل لكبار السن، وبما يسهم في بناء الكوادر العربية الشابة الواعدة القادرة على دخول سوق العمل ولديهم قدرة على الانتاج وقيادة مستقبل”.

وأضافت الدكتورة هيفاء أبو غزالة “لذلك تشكل القمة التنموية فرصة هامة وحقيقية للتقدم والنجاح في دفع العملية التنموية في الدول العربية، بالجمع بين المعرفة والشباب والثروة، فهذه الثلاثية تعني ان فرصة العالم العربي لاحداث انطلاقة جديدة قوية ممكنة ومتاحة للانتقال الى اقتصاديات المعرفة، وهو الامر الذي نسعى اليه معا لنبني نموذجا تنمويا يقوم على أسس وركائز بناء مجتمع المعرفة بما يمكن من تحويل الامكانيات الهائلة والموارد الطبيعية والطاقات الانسانية في المنطقة وفرص الثروة المعرفية، الى قاعدة لتنمية الاندماج والتماسك الاجتماعي ونقل وتوطين المعرفة، وصولا الى التنمية المستدامة التي تزيد من عزة ورفاه الانسان العربي، فقد اصبح الارتقاء بالانسان العربي ضرورة للصمود والبقاء في عالم اليوم، فلا توجد غلبة اهم من الوجود الانساني الكريم لاكساب البشر في الوطن العربي المعارف والقدرات التي تتناسب ومقتضيات هذا العصر واستغلالها بكفاءة لتحقيق اعلى مستوى رفاه انساني لكل مواطن عربي دون تمييز، فخيار الاستثمار في البشر هو الاهم وهو سبيل النجاح في المستقبل”.

وختمت: السفيرة هيفاء ابو غزالة .. واخذا في الاعتبار التزام الدول العربية تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، فقد حرصنا ان تشكل الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المعروضة على القمة، نموذجا عربيا يعزز من الجهود العربية الرامية الى تنفيذ هذه الخطة الطموحة لما فيها من مصلحة عليا للمواطن العربي، والتي سوف نعرض لها تفصيلا خلال اعمال اجتماعنا الهام هذا، والذي يعد انطلاقة اعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، بعد انعقاد المنتديات التحضيرية للقمة للمجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص، والتي نأمل ان تشكل نتائجها وما سوف تتوصل اليه من توصيات ترفع الى الوزراء والقمة العربية، نقلة حقيقية للعمل التنموي العربي المشترك يشعر بها بشكل مباشر المواطن العربي وتنعكس ايجابا على حياته

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here