استغاثة الشرفاء في زمن السفهاء

بقلم مهدي قاسم

أبان الغزو الداعشي لبعض المناطق العراقية و قيام عناصره البربرية بارتكاب مجازر و مذابح منظمة ومتواصلة ضد الشيعة و
الايزديين و كذلك بحق مكوّنات أخرى كالمسيحيين أيضا ، أقدمت سيدة عراقية من المناطق الغربية و اسمها ” أم قصي ” على فعل وطني و إنساني قل نظيره في هذا الزمن الخطير و الشائك والعصيب والحافل بانعدام القيم والمبادئ و غياب الضمير وكثرة الخيانة الوطنية في عراق الزمن
الردئ ، عندما أخفت بضعة من 25 جنودا من أبناء الجنوب الذين د فلتوا ــ بإعجوبة ــ من مجزرة سبايكر ، و آوتهم ومن ثم رتبت طريقة تهريبهم و إيصالهم إلى مناطق آمنة ليصلوا بكل أمان و سلامة إلى ذويهم ، بذلك تكون قد أنقذتهم من عملية قتل أكيدة لو وقعوا بين أيدي عصابات
داعش الإجرامية ، متحملة من خلال ذلك مسؤولية ومخاطر كبيرة كانت ستُهدد حياتها وحياة عائلتها بالبطش و الهلاك ، لو انكشف الأمر مصادفة أو نتتيجة وشاية أو شيء من هذا القبيل ..

أن عملا مقداما و ذات طابع بطولي عظيم بالفعل كهذا ، كان يجب أن يُكافئ بنفس الحجم من عمليات تكريم كبيرة ومعتبرة سواء
معنويا أو ماديا ، ليتكون فيما بعد عبارة عن عوامل محفزات مشجعة للآخرين للتمّثل أو الاقتداء به كقيم وطنية و إنسانية و اجتماعية مهمة ، تساهم في شد ما تبقى من نسيج وطني واهن وواه و تقوّي بقايا شهامة عراقية متشظية ، سواء على صعيد فردي أو جماعي .

ولكن ها هي السيدة الموقرة بدلا من تبدي شكرها لعمليات تكريمها المفترضة والتي لم تحصل بشكل كما ينبغي و يجب ، فها هي
ي تستغيث الآن طالبة مساعدة بعدما وصلها الإهمال واللامبالاة لوضعها إلى وضع غير قابل للتحمل بالرغم من تضحيتها أيضا بزوجها و أثنين من أبنائها في محاربة القوى الإرهابية..

ومع أنني كنت ولا زلت ضد التعميم المطلق بحق أي مكوّن أو قومية أو شعب ، و سأبقى هكذا ، غير أن هذا لا سوف لا يمنعني
من الإشارة إلى وجود فئة ” شيعية ” ممن أثبتوا خلال السنوات العشر الماضية بأنهم ليسوا فقط مجموعات مرتزقة و ساسة من لصوص وخونة وعملاء ــ على الملأ ــ إنما ناكري الجميل أيضا ..

فيما يلي رابط فيديو يحتوي على استغاثة أم قصي نحو قادة ميليشيات بعدما يئست من حرامية المنطقة الخضراء :

https://www.facebook.com/almslah.iraq/videos/3367933

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here