ابو نؤاس وقصائده

(*) د. رضا العطار

كان لأبي نؤاس امكانيات فنية تثري القصيدة بالتألق والبريق وتمازج اللون والشعاع الى درجة يضفى على نظمه الطابع الذي يريده, اليك هاتين الباقتين من مجالس طربه.

جَلّت عن الوصف حتى ما يطالبها * * وهمُ فتخلفها في الوصف اسماء

تقسمتها ظنون الفكر اذ خفيت * * كما تقسّمت الاديان اراء

فأرسلت من فم الابريق صافية * * كأنما اخذها بالعين اغفاء

رقت عن الماء حتى ما يلائمها * * لطافة وجفا عن شكلها الماء

فلو مزجتَ بها نورا لمازجها * * حتى تولد انوارا واضواء

اما القصيدة التالية فهي سياسية, فيها من المقاصد ما يجعلنا نعتقد ان لأبي نؤاس دراية في امور الدولة, يحث اصحابه بالابتعاد عنها, خاصة بعد ان ايقن بان الخلفاء كانوا يفتكون بالمفكرين ذوي الفكر الحر, الذين يعبرون عن سخطهم ضد سياستهم التعسفية المتسمة بالظلم وغياب العدل الاجتماعي قوله :

خلّ جنبيك لرام * * وامض عنه بسلام

متْ بداء الصمت خير * * لك من داء الكلام

ربّما استفتحت بالمز * * ح مثاليق الحمام

ربّ لفظ ساق آجا * * ل نيام وقيام

انّما السالم من ألجم * * فاه بلجام

فألبس الناس على الصحّ * * ة منهم والسقام

وعليك القصد ان * * القصد أبقى للجمام

شبت يا هذا وما تتر * * ك اخلاق الغلام

والمنايا آكلاتُ * * شاربات للأنام

* مقتبس من ديوان ابي نؤاس لعمر فاروق الطباع

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here