قصة قصيرة جداً

الهام حسين….. 20-1-2019

وداعاً ايها الملل

فجأة قفزت لذاكرتها وهي التي كانت منسية طيلة سنوات عديدة من حياتها، هي فقط ستبدد عنها وحدتها وتزيل عنها كآبتها. رفعتها بين يديها وهي بيضاء كالثلج صماء وليس لها روح، وقالت سأخلق لها حياة وسأجعل لها إسماً وتأريخ إنبثاق وملامح تختلف عن مثيلاتها.

فكّرَت لوهلة ثم سألت نفسها هل بمقدور أي إنسان أن يحيى حياة بها معنى وهدف من دونها؟

لكن هي كالنبتة عليها أن تعتني بها وتغذيها ولا تمنع عنها الماء والهواء فتنمو وتثمر، لا كما فعلت هي بها طيلة تلكم السنوات ولكن ليس هنالك شيء إسمه مستحيل ستعتني بها الان وهي التي كانت معها دائماً ومنذ نعومة أظفارها ولكنها تركتها في ركن مظلم من بدنها لا يرى الضوء وإنغمست بمشاكل الحياة ومسؤولياتها ولم تنتبه لوجودها فقد نسيتها تماماً الى أن وجدت ضالتها الآن وعرفت حاجتها لها وسبب إكتآبها وتذكرت أيام الطفولة والصبا عندما كانت تبوح لمخدتها بما يجول في فكرها من قصص قصيرة تسبح في مخيلتها فتلهو وكأنها أليس في بلاد العجائب وتخرج بقصة ظريفة كل ليلة وقبل أن يأتيها الوسن وترقد، تعطي عهداً بكتابة القصة في الصباح التالي ولكن كلام الليل يمحوه النهار.

ليس لها وقتاً لتبدده والحياة قصيرة ستكتب وتكتب

أخذت قلم وخطّت … وداعاً أيها الملل

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here