على خطى ترامب.. اكبر تحالف عسكري يدفع لتعزيز تواجده في العراق

عبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي عن ارتياحها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب “تدريجيا” من سوريا، مؤكدة أن التحالف الدولي يمكن أن يقوم بعمليات ضد الجماعات المتطرفة انطلاقا من العراق إذا احتاج الأمر.
ويتناغم هذا التصريح مع آخر سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي شدد على أنه يمكن التحرك سريعا انطلاقا من العراق لتنفيذ مهمات في سوريا.
وكان ترامب الذي أعلن في قرار مفاجئ عزمه سحب القوات الأميركية من سوريا، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مني بهزيمة.
لكن الرئيس الأميركي تراجع عن هذا التصريح تحت وطأة ضغوط داخلية ومخاوف الشركاء في التحالف الدولي، معلنا عن انسحاب تدريجي دون الإعلان عن الجدول الزمني لسحب القوات الأميركية.
وتابعت “قسم كبير جدا من هذا التحالف لا بل الأكبر في العراق ما يسمح بالقيام بعدة أمور أولا دعم تدريب القوات المسلحة العراقية التي تتصدى بنفسها للإرهاب وإمكانية إعادة التدخل في سوريا، لكن بشروط”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن فرنسا ستبقى “مشاركة عسكريا في التحالف الدولي في المشرق” في 2019.
وفرنسا التي شهدت اعتداءات تبناها تنظيم الدولة الإسلامية تنشر 1200 جندي في التحالف للمشاركة في عمليات جوية وقوات خاصة في سوريا وتدريب الجيش العراقي.
وسعت الإدارة الأميركية لطمأنة الحلفاء، لكنها أثارت غضبا وانتقادات وجدلا في العراق رافق زيارة سابقة قام بها ترامب لقاعدة عين الأسد الجوية مطلقا إشارات واضحة لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في الساحة العراقية.
وانتقدت فصائل شيعية عراقية موالية لإيران الزيارة وأعلنت رفضها تعزيز الوجود العسكري الأميركي في العراق وطالبت برحيل “قوات الاحتلال”.
وقالت بارلي في برنامج “مسائل سياسية” لإذاعة فرانس انتر وصحيفة لوموند وفرانس تلفزيون، “إذا ما صدقنا كل التصريحات الأخيرة الأميركية فإننا نتجه مجددا إلى انسحاب تدريجي ومنسق جدا”.
وأضافت “أنه نبأ سار جدا إذا استمرت الأمور على هذا المنحى”، مؤكدة مجددا أن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية “لم تنته”.
في ديسمبر/كانون الأول 2018 فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحلفاء بإعلان انسحاب قريب للعسكريين الأميركيين الألفين المنتشرين في سوريا لمحاربة الجهاديين. وأكد أن ذلك سيتم “بوتيرة متناسقة”.
وتوعد ترامب “بتدمير اقتصاد تركيا إذا هاجمت الكورد” في حين تهدد أنقرة منذ أسابيع بشن هجوم جديد على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة “إرهابية”، لكنها حليفة واشنطن في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتابعت الوزيرة “الأمر الثاني الذي قمنا به حيال الشركاء الأميركيين هو الإصرار على ضرورة إعطاء الكورد ضمانات أمنية”.
وأضافت “حماية الكورد مسألة ضرورة أخذت حاليا في الاعتبار بشكل واضح من الحلفاء الأميركيين”.
وذكرت أن التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية بقيادة أميركية سيتمكن من العمل أيضا انطلاقا من العراق بعد إتمام الانسحاب من سوريا.
وقالت “إننا شركاء في التحالف وسنبقى كذلك. هذا التحالف لن ينسحب من المنطقة وسيبقى في العراق، سيواصل تدخله”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here