مسؤول بارز يرجح اتفاقاً بين أنقرة ودمشق: لم نشهد اطلاقة واحدة من كوردستان

جدد مسؤول كوردي بارز من سوريا، رفضه إنشاء المنطقة الآمنة التي تحدّث عنها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، برعاية تركية، مطلع هذا الشهر، مطالباً من موسكو، الضغط على دمشق لضمان استمرار مفاوضاته مع الجماعات الكوردية في البلاد.

وقال غريب حسّو، الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي التي تعد الحجر الأساس في مشروع “الإدارة الذاتية”، شمال وشمال شرقي سوريا، في مقابلة مع العربية نت من القامشلي، إنه “لا مرونة في موقفنا من تركيا، موقفنا منها لم يتغير، وقلنا هناك إمكانية للتعاون معها شريطة أن تكون هذه المنطقة برعاية دولية أو أممية، وهذا ما يحصل دوماً لفضّ النزاع بين طرفين مختلفين”.

وأضاف ان “قيام تلك المنطقة برعاية تركية هو أمر غير مقبول بتاتاً ولن نعترف به، وهي في الأصل طرح تركي، تهدف من خلاله أنقرة لتحقيق أهدافها”.

واتهم المسؤول الكوردي، السلطات التركية بـ “دعم الإرهاب عسكرياً ولوجستياً وسياسياً”، لافتاً إلى “وجود أدلة تثبت تورط أنقرة بدعمها للإرهابيين”.

وتابع “قدّمت أنقرة دعماً كبيراً للمتطرفين في سوريا وفي مقدمتهم عناصر تنظيمي داعش والنصرة، بالإضافة لفصائل المعارضة السورية المسلحة التي تنطلق من أراضيها لشنّ هجماتٍ داخل الأراضي السورية، وهذا ما يدعنا لرفض هذه المنطقة الأمنية مرة أخرى”.

وكما شدد حسّو على أن “الحدود من جانب الإدارة الذاتية، لم تشكل خطراً على تركيا وأمنها القومي”، متسائلا “لماذا إذاً هذا الجدار الّذي بنته تركيا على حدودها معنا بطول 900 كيلومتر، ألم يكن لأجل أمنها القومي. صراحةً تركيا هي من تهدد أمننا وليس العكس”.

وكشف في هذا السياق “لدينا حدود مع دول أخرى في الجوار مثل العراق وإقليم كوردستان، وكذلك مع تركيا، ولم نعتدِ عليها ولم نطلق رصاصة واحدة على حدودها من جهتنا، لكن هي وحدها، من تشكو من تواجدنا على حدودها وهي بذلك، فقط تهدف لمحاربة الكورد”.

ورأى حسو أن الانسحاب الأميركي من سوريا، هو ضوء أخضر لأنقرة، التي تهدف لاحتلال بلدات جديدة من المناطق الكوردية في سوريا، على حد تعبيره.

إلى ذلك أكد أن مشروع المنطقة الآمنة لا يهدف لحماية الكورد.

وقال “هذا احتلال من طرازٍ جديد وسنحاربه حتماً، ومن يتحدّث عن هذه المنطقة برعاية تركية، عليه أن يأخذ وضع مدينة عفرين بعين الاعتبار، لقد حصلت كوارث في هذه المدينة بعد دخول الجيش التركي إليها”.

كما وصف موقف النظام السوري من قيام تلك المنطقة بـ “الخجول”، مشيراً إلى أن “صمته حول هذا الأمر مقلق، وقيامها يهدد بإبادة جماعية لشعوب المنطقة”.

ولم يستبعد حسّو “وجود اتفاق غير معلن بين أنقرة ودمشق لإنهاء الوجود الكوردي في سوريا” واصفاً إياه بـ “مشروع خطير، وتقارب خاطئ وخطأ كبير سيرتكبه النظام السوري”.

وعاد بالذاكرة إلى سنوات ما قبل العام 2011، حين كان يتعرض الكورد في سوريا للاعتقال بتهمة “محاولة الانفصال عن الدولة واقتطاع ترابها وضمه لدولة خارجية”. وتساءل، “لماذا كان يعتقلنا النظام لهذا السبب ولا يقوم اليوم بمواجهة تركيا التي تعمل على هذه التجزئة المباشرة للأراضي السورية؟”

كما طالب المسؤول الكوردي، من موسكو، “لعب دورها التاريخي في الضغط على النظام، لاستمرار الحوار السوري ـ السوري”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here