الإصلاح والبناء بين شيعة الخنجر وسنة الحكيم .

عباس البخاتي
غالبا ما يتبادر إلى الذهن إن المراد بمفهومي (الإصلاح )و (البناء ) هو كلتا الجبهتين اللتين أسس لهما على إثر التحالفات المبرمة بعد إعلان نتائج الانتخابات .
بناء على ذلك لابد من تفكيك المفاهيم والإشارة للمقصود المتعلق بالمعنى الاصطلاحي لكل منهما .
بعد الانحدار الذي وصل إليه الأداء السياسي ،لا يمكن القفز على الحقائق والتحدث بمثالية بعد أن أمسى الوضع بحاجة إلى (إصلاح ) ترافقه حملة ( بناء ) للنهوض بواقع الإنسان والبنى التحتية الذي دُمِرت بفعل الإرهاب والسياسات الخاطئة التي أثرت سلبا ًعلى مجمل الوضع العراقي .
إذن .. يمكن القول إن ( البناء والإصلاح ) ضرورتان لابد من العمل على تحقيقهما لإحداث نقلة نوعية تكون علاجاً للحالة العراقية في مختلف المجالات .
تختلف لغة الكاتب والمحلل عن اللغة التي يتحدث بها السياسي ، إذ ليس لدى الأول ما يخسره بعكس الثاني الذي يجد نفسه مضطرا لسلوك النهج الدبلوماسي والإيحاءات المقصودة بعيدا ًعن الخوض في أُسْ المشكلة وحيثياتها بخلاف المحلل الذي يجد نفسه في فسحة من الحرية التي تمكنه من وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها بعيدا ًعن لغة التعميم .
تمخض المشهد السياسي الحالي عن تحالفين كبيرين سمتهما البارزة هي خروجهما عن المألوف في العرف السياسي المعتاد، إذ جمع كل منهما خليطا ً
من مختلف مكونات المجتمع يقابله تحالف آخر بنفس المسميات مع إختلاف الشخوص والتوجهات .
يحسب لتحالف الفتح تداركه للأخطاء السابقة وذوبان الأقطاب المتناحرة في مشروعه ، وكبح جماح النهج الطائفي وترويضه وفسح المجال لأصحاب ذلك النهج بالمشاركة في القرار السياسي، وهذا ما أتضح جليا بعدد المناصب التي حصل عليها أبناء المكون السني بتأييد من الكتل الشيعية المنضوية بنفس التحالف ، إضافة لرئاسة مجلس النواب الأمر الذي يزيد من ثقة القوائم الشيعية بنفسها واصرارها على تمرير مرشحها للداخلية اعتمادا ًعلى مساندة الشركاء .
مهما يكن الثقل السياسي والتمثيل البرلماني لتحالف البناء ،بقى أيقونة الشيخ خميس الخنجر علامة فارقة في هذا التحالف نتيجة لتجربة الأداء السياسي لبقية مكوناته واطلاع الرأي العام عليه وخصوصا الشيعية منها ، إذ تمكن الرجل من استقطاب معظم الرموز ذات التأثير الواضح في الوسط الشيعي ليؤسس بذكاء لحالة جديدة غطت على النهج السابق الذي كان عليه والمتمثل بتبنيه للنهج الطائفي الذي يدعو لحاكمية السنة على البلاد ،كعرف متوارث ومنسجم مع طبيعة الجوار العربي والإقليمي .
يمكن اعتبار الخنجر الممثل والوريث الشرعي للمعادلة السابقة ، فلا يلام حين يتغنى بامجادها أو يدعو إلى احيائها .
في الجانب الآخر يتضح موقف تحالف الإصلاح الذي لا يختلف عن نظيره البناء من حيث التأسيس لنفس المنهج من حيث استقطابه لمختلف مكونات الطيف العراقي وخصوصا المكون السني الذي يشهد انقساما واضحا في نفس التحالف على النقيض من الموقف الشيعي الموحد في جبهة الخنجر يقابله قناعة سنة الإصلاح بنوعية أداء القادة الشيعة في التحالف نفسه والإقرار بخطأ الأداء السابق إلا إن علامته الفارقة تتمثل في وجود الحكيم ضمن قادته ، تلك الشخصية التي كثر الحديث عنها نقداً وتأييدا ً لحركته الدؤوبة نحو مأسسة هذا التحالف وتأثيره على قناعات كثير من الرموز السنية المنضوية ضمن تحالفه وتميز أداءه عن بقية المسميات الشيعية ذات الأداء المتخبط مما يجعله والخنجر على طرفي نقيض في كلا التحالفين .
ينظر البعض للحكيم على انه أبرز المتظررين من المعادلة السابقة التي يعتاش الخنجر على اطلالها ‘ فعليه لا يمكن أن يشهد الوضع أي حركة نحو (الإصلاح والبناء ) بدون تفاهم هذين الرجلين لحلحلة كثير من الأمور المعقدة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here