ليس دفاعا عن سليم الحسني ……

بقلم مهدي قاسم

كان الكاتب سليم الحسني يحرص على نشر مقالاته في صحيفة
صوت العراق ، و كنت أنا من ضمن قراء كثيرين الذين يتابعون سلسلة مقالاته وأقرأها بعناية و اهتمام ، و ذلك لما تتضمن من معلومات مهمة جدا عن فساد أحزاب الإسلام السياسي ” الشيعية ” فضلا عن أسلوبه الأدبي البارع و المتمكن من أدواته التعبيرية المختزلة و المكثفة
بعناية و دراية !، سيما أنه كان يورد هذه المعلومات كشاهد عيان الذي عاشر هذه الأحزاب عن قرب قريب ، متطلعا على أحوالهم وميولهم الشديدة نحو الفساد و جشعهم الكلبي في سرقة و نهب المال العام ..

و ربما لهذا السبب ( أي لكشفه فساد الأحزاب الإسلامية
الشيعية و بغض النظر عن الدوافع الكامنة وراء ذلك ) فأنه تعرّض لمرات عديدة لتهجمات و أساليب تشنيع و سبّ رخيصة من على صحيفة صوت العراق ، من قبل كتبة هذه الأحزاب و أبواقها المأجورة أوحراسها العقائديين المتطوعين مجانا، الأمر الذي دفعه إلى الكفّ عن النشر في موقع
صوت العراق ، مقابل فتح مجال ـ أنطلاقا من حرية التعبير و الرأي !! ــ لأنصاف كتُاب ليكتبوا لنا هذيانات و ترهات يومية ، عن أرشيف سراديب و كهوف مغبرة ومعتمة ، وعن هذيانات وهلوسات مشابهة من هذا القبيل تستدعي التاريخ مقلوبا ومحنّطا بأوهام مضحكة ليس ألا ..

و كأن مشاكل ومحن العراق المأساوية و الفظيعة الحالية
متوقفة على هذا فقط ..

بطبيعة الحال أن الكاتب سليم الحسني ليس نبيا ولا معصوما
وبالتالي يمكن نقد مقالاته و تفنيدها إذا كانت تفتقر إلى أدلة ما تدعي من معلومات و حقائق دامغة أو تزوّر الحقائق بخصوص فساد الأحزاب و الساسة و زعماء الصدفة ، ولكن الذي جرى بحقه ليس محاورته على مقالاته و تاليا إثبات خطأ ما يورده من معلومات ، إنما سبه و شتمه
فحسب لأنه تناول هذا الحزب أو ذلك مسلّطا الضوء على فساد قياديه وأتباعه ..

ولكن شتان بين محاورة و بين مسبة و شتائم و تسقيط !..

علما بأنه يوجد هناك بعض من متكلسي الأفكار و متحجري
القناعات فلا يجد المرء أي جدوى من محاورتهم ، سوى ضياعا للوقت و المجهود ..

و عندمات أشرت ــ و بشكل مبطن ــ إلى هذه الإشكالية في
إحدى مقالاتي ، مشيرا إلى كتبة أرشيف السراديب و الكهوف المعتمة و كيف نرضى أن تجاور أسماؤنا أسماء هؤلاء الكتبة ، على حساب مغادرة كتّاب معتبرين لصوت العراق فاتهمني بعض من هؤلاء الكتبة بالغرور !!..

بينما كنتُ أعني أنه لا ينبغي خسارة كاتب جيد ومقروء وذات
خزين هائل من معلومات مهمة ــ وهنا لا أعني نفسي تحديدا ــ مقابل بضع كويتبيين يكررون أنفسهم ، و بأسلوب ركيك ومضمون رث و مكرر ، يثير الغثيان في النفس ، حتى يدفع الحمار ــ عفوا للتعبير ــ إلى الشعور بالضجر و الملل من هذا الأسلوب السقيم والمضمون العقيم !ْ..

ومن ضمن هذا السياق أتذكر أن الكاتب غالب الشابندر ــ
على سبيل المثال و ليس الحصر ــ الذي كان يحرص على النشر في صوت العراق فقد تعرض هو الآخر أيضا لهجمات و شتائم ولمرات عديدة من قبل بعض الكتاب ” الإسلاميين التابعين للأحزاب الفاسدة ( لأنه قد كشف فسادهم هو الأخر ) الأمر الذي جعله أن ينقطع عن النشر في صوت العراق
، ولا أريد هنا أن أثقل على القراء الأفاضل بذكر أسماء العديد من الكتّاب المعتبرين الذين غادروا صحيفة صوت العراق لأسباب كهذه ..

وبالمناسبة لو كنتُ مغرورا لأستمريت في كتابة عمودي اليومي
في موقع” إيلاف ” مقابل شهرة واسعة و كميات لا بأس بها من دولارات .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here