طريق الشباب (حلقة ثقافية) الشاب الذي يثير الاعجاب!

* د. رضا العطار

يثير الاشمئزاز في نفسي منظر ذلك التافه الذي يعيش حياة تافهة بلا جذور ولا هدف ولا تربطه بالدنيا هموم او اهتمامات. يقرأ المجلة التافهة ويغذي ذهنه منها بالغذاء الرديء ويجهل خطورة القنبلة الذرية، فلا يدري شيئا عن منظمة الامم المتحدة او الحركة الصهيونية او الاستعمار من اجل البترول.
إذا حدثته عن الفلاح قال: انه اسعد منا، واذا ناقشته في قيمة الصناعة عندنا سئم المناقشة وابدل بها حديثا عن الممثلة الامريكية التي تزوجت للمرة العاشرة ممثلا سينمائيا او لوردا انكليزيا او بهلوانا اسبانيا.

وهو اذا لم يحدثك بما قرأ فأنه قادر على ان يسهب في صفات الخياطين وامتياز كل منهم على الاخر بل لعله يحدثك عن احسن الحلاقين. واذا لم يجد الفرصة للحديث فابه يلعب لعبة الحظ،، فيقضي الساعتين وهو مهموم متقزز يبغي الانتصار ويخشى الهزيمة. هذا هو الشاب التافه الذي لا هدف له في الحياة، ولا يرتبط بحياة عائلته او بلاده.

ونقيض هذا الشاب التافه ذلك الشاب النابه، الذي يميز بين الخطير والحقير، ويحس ان وطنه هو هذا العالم كله. يهتم بشؤنه ويرتبط بمشكلاته ويرفع هذه المشكلات الى المستوى الفلسفي العالي، فيرتفع هو بارتفاعها. ويجل بجلالها.
وبذلك تمثل له اهداف في الشرف والسادة والشهامة، فيعرف ان وقته اغلى من الذهب، وانه يشارك في قيادة هذا العالم، نحو التقدم والازدهار. ومثل هذا الشاب يثير الاعجاب.
تأمًل في حياتك ايها الشاب واسأل نفسك هل تثير حياتك الاشمئزاز ام الاعجاب ؟

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب لمؤلفه العلامة سلامة موسى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here