متى يكون الإنسان بعيداً عن الله تعالى ؟ المحقق الأستاذ متسائلا .

كلنا قد قرأ قصة ابن النبي نوح – عليه السلام – و كيف أنهى مسيرة حياته بالخيبة و الخسران و لسنا في باب سرد القصص لأجل التسلية و المرح بل إننا نطرق أبوابها لكي نستفيد منها و نأخذ الدروس المفيدة التي تعيينا على فهم الحياة، و تكون لنا المرجع الأساس في خوض تجاربها المختلفة و الخروج منها بمحصلة جيدة تجعلنا قادرين على مواجهة الظروف الصعبة لكن ما يفيدنا في المقام هو أن نبحث عن الأسباب التي حالت بين ابن النبي و بين التحاقه بركب سفينة النجاة و الخلاص من ويلات الطوفان، فمع أنه ابن نبي وقد عاش طِوال سني عمره في كنف أبيه و ينعم برغيد العيش في بيت أبيه و يرى أنوار الهداية النبوية أكثر من أبناء جلدته، ومع كل ذلك فقد ترك طريق النجاة و سار في طريق الهلاك فمن هذه الأحداث المهمة نجد أنفسنا أمام تساؤل مهم وتقع على عاتقنا البحث عن الإجابة عليه وهو متى يبتعد الإنسان من الله تعالى ؟ وعند الإجابة عليه نقول أن الإنسان منذ أن جاء إلى الوجود يملك جوهرة العقل و هذه الجوهرة بدورها تمارس عمل الموجه له و لكل أفعاله و سلوكه نحو الطريق الأمثل و جادة الحق و الصواب، فلا مناص له من إتباع العقل و حكمه الراشد، ثم أن من حكمة السماء أنها لم تدع الإنسان يسير حسب أهوائه و كيفما يحلو له لا بل وضعت له الأحكام و التشريعات و القيم و المبادئ المستقيمة التي إن سار وفق نهجها و طبق قدر ما يستطيع منها و جسدها خير تجسيد على أرض الواقع لكان الآن ينعم بما لم تراه عين ولم تسمع به أذنٌ، ثم إن السماء أيضاً لم تجعل الإنسان في حيرة من أمره بل أعطته الدليل و الحجة و البرهان لكي يتبع السبل الصحيحة و يهتدي بأنوارها الساطعة الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار فيعرف الحق و يتبعه و يعرف الباطل و يجتنبه، فالعقل و الدليل و تعاليم السماء كلها بمثابة سفن نجاة تضمن للإنسان الحياة الحرة و الآخرة السعيدة في دار النعيم هذا إذا اتبعها و سار بنهجها و اقتدى بقادتها الصالحين و أتبع العقل و كل ما يصدر منه وفي خلاف ذلك كله فإن هذا المخلوق الضعيف حتماً سيكون عرضةً لإتباع النفس الأمارة بالسوء و يكون أداة طيعة بيد الشيطان و العوبة لأجنداته الفاسدة فسيكون حينها كإبن نوح – عليه السلام – الذي غرَّه الشيطان و وسوس له بأن الجبل سوف يعصمه من الطوفان فقد خسر الدنيا و الآخرة وفي هذا المجال يقول المحقق الأستاذ الصرخي في كتبه الموسوم إنا كفيناك المستهزئين ما نصه : (( عندما يبتعد الإنسان عن الدليل و الأثر و المنطق و حكم العقل و عندما تأخذه العزة بالإثم فإنه يسلك أتباع الهوى أسلوب إبليس اللعين من العناد و الاستكبار و الدعاوى الباطلة و المغالطات الفارغة فيكون ملعوناً و بعيداً عن الله – تعالى – قريباَ من النار و بئس القرار . )) .

https://scontent.fnjf3-1.fna.fbcdn.net/v/t1.15752-9/50520782_544114119418095_6881929005797212160_n.jpg?_nc_cat=110&_nc_ht=scontent.fnjf3-1.fna&oh=ae033347ceccde7c0d2a5c577f31bcd1&oe=5CFE2E4D

بقلم محمد الخيكاني

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here