المَرأةُ والطِّفلُ فِي فِكرِ المَرجِع الصَّرخيِّ

نبراس الخالدي
………….

عندما أصابَتْ المجتمع أنواعًا مِنَ التَّحريف والتَّشويه الَّذي أطاحَ ببعضِ القيَّم والمبادئ الإسلامية، ومِنْ أجلِ حمايته مِنَ الوُقوعِ فِي الجَّهلِ المُطبَق فنحنُ بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى مقومات النُّهوضِ بالمجتمع، فتقتضي تلك المرحلة بتهيأةِ المرأة عِلميًا كونَها الرَّاعي الأوَّل للطِّفل والأسرة والعامل الأساسي في تربيةِ بُناة المستقبل بالإضافة إلى ذلك فهي تُمثِّل نصفَ المجتمع، فالإطاحة بالعامل النِّسوي هو هدم الجُّزء الأكبر مِنَ المجتمعات، إلى جانب ذلك يأتي دور الطِّفل وضرورة تربيته وتهيأته باعتباره مِنَ الأُسسِ المُهمة للمجتمعات النَّامية، ومِنْ أجل تلك الضَّروريات بادر سماحة المرجع الدِّيني الأستاذ الصَّرخي الحسني بمنحِ المرأةَ والطِّفل الدَّورَ الأكبر في الجانب الثقافي والتوعوي فقامتْ النِّسوة المثابرات والأطفال المُبدعينَ مِنْ مقلديه في كتابة البحوث والقاء الدرس والمحاضرات العقائدية والفلسفية فأبدعوا فيما قدَّموا مِنْ نتاجِهم الفِكري، فأصبحَ الطِّفلُ قدوةً لأقرانه، مقدمًا النُّصُح والأخلاق وأبدعَ في المجال العلمي وناقش الأفكار المُتطرِّفة والمُدلِّسيِنَ أمثال ابن تيمية وفكره المُنحرف فأصبحَ مُعلّمًا صغيرًا يرتقي المنابر، يُلقي المحاضرات ويهتَّم بالجانب العلمي والثقافي كما أهتمامه بمأكله وملبسه فإنشغلَ عَنْ مجالس اللهو فأصبحَ يرتاد المساجد مِنْ أجل الدرس وتلقّي العلم، كذلك المرأة الَّتي أبدعت علميًا في تقديم بحوث فلسفية وأخلاقية مقتديةً بالزهراء (عَلَيْها السَّلام) كونها مُعلِّمة وعالمة ومُربية تأخذ منها الأجيال ما ترتقي به نحو الصَّلاح والإصلاح.. فبهذا يصبح المجتمع على أبواب التَّكامل، فقد ارتكز على أهم المقومات لبناءه، فإعادة تأهيل أفراده الوسيلة الأولى والأهم للوصول إلى مجتمع نامٍ واعٍ لمجابهة أنواع التَّشويه والغلوِّ الَّذي صنعهُ المُتَطرّفونَ لتفكيك مبادئ الإسلام وابعادها عَنْ الفرد في شتَّى الوسائل، فمِنْ أجل ذلك ارتقتْ المرجعية الرِّسالية برعاية السَّيد الصَّرخي الحسني للنهوض بمجموعة مِنَ المُثقفينَ.. بدأً بالطِّفل والمرأة مُنتهجينَ القواعد الإسلامية الحنيفة، فارتقتْ المرأة المنبر والدرس وشاركتْ المؤتمرات العلمية والأدبية و ردّتْ على الأباطيل وحاورتْ وناقشتْ الإشاعات الَّتي دخلتْ المجتمع الإسلامي، فهي ناهضتْ دور الرَّجل في التَّصدِّي للمدلِّسينَ والمبطلينَ… ومشاركتها في مختلف الجوانب التَّربوية وساهمتْ في نشر الأُسس الَّتي تربط الإنسان بطريق المعصوم (عَلَيْهِ السَّلام)، وقد ذُكِرَ عن النَّبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ) بقوله: “إنَّما النِّساء شقائق الرِّجال” يعني أنَّ لا شيء ينتقص مِنْ دور وأهمية المرأة في المجمتع وأنَّ مكانتها العلمية مُحاذية لمكانة الرجل.

فدور المرأة لا يقتصر على شؤون الأسرة فحسب بل دورها رسالي في ترسيخ المبادئ الإسلامية لدى الفرد بدءًا بالطِّفل الَّذي كانَ ولا يزال ذو أهمية ومكانة لا تقلُ عَنْ دور البالغينَ في بناء المجتمع والحفاظ على الأجيال مِنَ الانحرافات والتَّدليس.
ولكم خير مثال على تقدُّم المرأة علميًا وثقافيًا في المحاضرة أدناه:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=407159483355593&id=802915723133486

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here