حكاية حب

حكاية حب

كان ذلك في بداية العام الدراسي في الكلية وفي حفلة تعارف الطلبة الجدد ، رأها

.تجلس مع صديقتها الى احدى الموائد . لفت انتباهه ابتسامتها العذبة وهي تتحدث

.سار بتجاههما والقى عليهما التحية وعرفهما بنفسه . ومنذ تلك الوهلة أحبها

كتب لها رسالة يبوح لها بحبه، لكن سوسن لم ترد عليه والتقاها صدفة امام مكتبة

الكلية وصارحها بحبه لكنها أجابته قائلة : ” لاوقت عندي للحب وهمي أن اتفوق

.”في دراستي

في يوم كانت السماء فيه صافية والرياح هادئة، جلس عصام في مطعم الكلية

عله يرى سوسن . وتخيل نفسه معها على ظهر سفينية تحلق فوقها النوارس

ولم تمر فترة قصيرة، سمع صوتا أليفا . انه صديقه كمال والذي يعرف بقصة

.عشقه لسوسن

ــــ عصام .. هل سمعت بخبر خطوبة سوسن ؟

وقف عصام مصعوقا يحدق بازدراء في وجه كمال صامتا، لاتواتيه الجرأة على

تصديق ما سمعه وغرق في قنوط ونطق بصوت ضعيف غير مفهوم وأخذ يكرر في

ذهول : ” خطبت .. خطبت .. ” بقي مطرقا دون حراك، دون تفكير ، كأن الخبر

:كان مفاجئا له. نظر الى كمال وتسائل بضيق

ـــ هل انت متأكد من أن سوسن خطبت ؟

.ـــ أجل كما قلت لك وسمعت أنه لم يبقى على زواجها سوى فترة قصيرة

.زفر عصام زفرة طويلة، حبس نوبة بكاء وغادر الى البيت

لم ينطق الا ببضع كلمات لم تفهم والدته منه شيئا ، ولأول مرة تراه يذرف

. الدموع وصار بلا احساس، تفكيره يتجمع في نقطة واحدة ــ خطوبة سوسن

.ترك الكلية وفشل في دراسته لذلك العام

_

تزوجت سوسن من زميل لها وانجبت منه وهاجرت معه الى اوربا لكن القدر لم

.يمهلهما طويلا، فقد توفي زوجها بمرض عضال

رغم ارتباط عصام بأمرأة اخرى بالحاح من والدته، الا انه بقي يحب سوسن لأكثر

من اربعين عاما. و مرت السنين ولم ينساها و عرف من احد الاصدقاء بأنها

.اصبحت ارملة

، أخذ يبحث عن عنوانها واستطاع ان يحصل عليه وكتب لها يطلب منها

: قبول صداقته لكنها رفضت . لم يقطع عصام الأمل وكتب لها قائلا

. احببتك وسأظل احبك وارجو أن تكوني لي مهما طال الأمد”

” . صدقيمي طيلة هذه الفترة لم افقد الأمل بلقائك

كانت سوسن تشعر بأنها في عمر لايمكنها الأرتباط بانسان رغم قناعتها بأن

.ارتباطها لا يتعارض مع الشرع والقانون

لم يكل عصام من الأستمرار بالسعي للوصول اليها . ظل متواصلا معها، يكتب لها عن

.حبه الذي لم يخب رغم الأيام

أغمضت سوسن عيناها لتعيد الزمن الى الوراء وتذكرت سنوات الجامعة وكيف

جاءها عصام يبوح لها بحبه ووقتها لم ترد عليه. صارت ضربات قلبها تتسارع

وذرفت الدمع على حياتها السابقة التي لم تكن سعيدة فيها وراحت تتمتم ” لم يا

سوسن لم ترتبطي بشخص احبك منذ ان كنت في الجامعة ؟ ” هنا فكرت وأشرق

. وجهها بابتسامة وقبلت صداقته واتفقت معه على اللقاء. وتحقق حلمه باللقاء بها

ـــ سوسن .. أحببتك ومنذ أكثر من اربعين عاما وانا احمل حبك في قلبي ، ذكرتيني

برواية ” حب في زمن الكوليرا ” لماركيز، ولم افكر بغيرك مطلقا . تصوري حتى

.حين كنت على جبل عرفات سنة 2012 كنت ادعو الله أن يحقق امنيتي وأراك

.ــــ حقا ذلك؟ انا كنت هناك في نفس العام

ـــ ان التغيرات في التكنولوجيا وبفضل اختراع الفيس بوك استطعت ان احصل على

عنوانك من أحد الأصدقاء وتواصلت معك

.وافقته وتقدم لأخيها يطلب يدها… وتزوجا

بلقيس الربيعي ( ام ظفر )

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here