في حفل تأبين المرحوم البروفسور مجيد السكافي.

بقلم: الدكتور مهدي الصندقجي

بسم الله الرحمن الرحيم

يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
صدق اللَّهُ العظيم

أيها الجمعُ الكريم.. السلام عليكم

نجتمعُ هذا اليوم لنقدمَ واجب العزاء والمواساة الى عائلةِ المرحوم المغفور له الحاج الدكتور مجيد حميد السكافي الذي غادرنا مأسوفا عليه في يوم الجمعة ١٨ كانون ثاني ٢٠١٩.

تعرفت على المرحوم السكافي في حفل تأبين المرحوم الدكتور هادي السباك في ١٨ كانون اول ٢٠٠٤ وأهداني كتاب ديوان “الشيخ عباس الملا علي” وما زلت احتفظ به مع كلمة الاهداء ورسالةٍ يصف فيها اول لقاءٍ لنا. وبالتأكيد شَكَرتَهُ برسالةٍ مماثلةٍ في وقتها.

ومنذ ذلك التأريخ ولغاية نهاية العام ٢٠١٨ كنا على اتصالٍ مستمر عن طريق الإيمل او المكالمات الهاتفية. لقاءاتي الشخصية به كانت بفضل نشاطات الدكتور عبد الهادي الخليلي وذلك من خلال نشاطات الدائرة الثقافية التابعة لوزارة التعليم العالي في واشنطن، ومن ثم نشاطات منظمة “توفيق” Together For Iraq. فالتقيتهُ في اجتماعات متعددة لهاتين المؤسستين. فمنها على سبيل المثال لا الحصر: هو في مؤتمر الأكاديميين العراقيين في آذار ٢٠٠٩، وكذلك في احتفال تكريم العراقيين المتفوقين من طلبة الدراسات العليا في أمريكا والذي أقيمَ في مبنى السفارة العراقية في واشنطن، ومرة أخرى التقيتهُ في اجتماع مع مجموعة من الموفَدين من دائرة البحث العلمي في وزارة التعليم العالي، ومن ثم التقيته في حفل “عرض الازمة الإنسانية في العراق” الذي أقامته منظمة توفيق في اذار ٢٠١٤.. وفي كل هذه المحافل، كانت للمرحوم السكافي فقرةٌ متميزةٌ في توضيح مهمة النشاط وكيفية دعمه. ويشهد بذلكَ كثيرٌ ممن حضرَ هذه النشاطات وبعضهم معنا في هذا المساء.

بالتأكيد هناك من هم أكثر مني معرفة بتفاصيل حياة المرحوم الاكاديمية والعملية إضافة الى المكانة الاجتماعية التي حظيت بها عائلة السكافي في النجف الاشرف، لكني وجدته بحق… انسانٌ مَرحٌ ومبتسمٌ للحياة، طيبُ القلب، صادقُ القول والفعل، ومتحليٌ بالعفة والقناعة والرضا، حُر التفكير، واسع الاطلاع، متمكنٌ من اختصاصه وله ولعٌ شديدٌ في القراءة والبحث عن مصادر المعلومة. حبهُ ودعمهُ ومواقفهُ الوطنية تجاه بلدنا “العراق” ومدينتهُ “النجف الاشرف” لم يكن لها حدود.. كان متفائلٌ على الدوام في مستقبل العراق بعد القضاء على النظام الدكتاتوري… فتراه متحمساً لكل انجازٍ مهما بلغ حجمهُ.

رحمكَ الله يا دكتور مجيد السكافي وعَمَّرَ لك مكاناً في جنات الخلد، وضمك الى المصطفين من عباده المتقين… ورَحِمَ الله امواتَ الحاضرين جميعاً، وغفر لهم ولنا وتلطف عليهم وعلينا وعلى ذويك وبالأخص زوجتِك الفاضلة وبناتِك بالصبر الجميل.

وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون

والسلام عليكم

الدكتور مهدي الصندقجي

رجموند / فرجينيا

٢٠ كانون ثاني ٢٠١٩

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here