تقرير الماني يتساءل.. هل تحسين بك يكون آخر أمير للإيزيديين؟

عندما حلت ساعات مظلمة بشعبه، كان تحسين بك قد أمضى 70 عاما كزعيم للإيزيديين. في عام 2014 اغتصب تنظيم “داعش” وقتل آلاف الإيزيديين في شمال العراق. وانطلاقاً من المنفى، لاسيما من ألمانيا حاول تحسين بك كزعيم سياسي مساعدة شعبه. ووجه نداءات إلى المجتمع الدولي، وطالب بوحدات حماية. لكن حتى تحسين لم يتمكن من وقف الكارثة.
“ليس هناك حدث نال منه كالقتل الجماعي الذي نفذه التنظيم ضد الإيزيديين في أغسطس/ آب 2014 بمنطقة سنجار”، كما يذكر المجلس المركزي للإيزديين في ألمانيا بمناسبة وفاة تحسين بك بعد مرض طويل في مستشفى في الـ 85 من عمره بمدينة هانوفر. وحتى نهاية أيامه عمل على تمكين الإيزديين الفارين من العودة إلى وطنهم. وهذا الهدف “واصله بطاقة كبيرة، إلا أن النجاح لم يحالفه”، كما كتب المجلس المركزي.
وقد كتبت الناشطة الحقوقية الإيزيدية نادية مراد عبر تويتر أن تحسين “زعيم حكيم بإيمان صلب بالسلام”. وعانت مراد نفسها من قهر “داعش”، وتسلمت الشهر الماضي من أجل نضالها ضد العنف الجنسي جائزة نوبل للسلام.

انبعاث جديد عوض الجحيم
وُلد تحسين بك في عام 1933 في شمال العراق، وعندما توفي والده سعيد بك في 1944 أصبح في الحادية عشرة من عمره خلفا له، أي أمير الإيزيديين الذي وجب عليه تمثيل الأقلية المتحدثة بالكوردية في قضايا كبرى وضمان بقاءها، لأنها عانت عبر العصور من الاضطهاد والتهجير.
وديانة هذه الأقلية قريبة من الإسلام واليهودية والمسيحية، ولا تعرف الجن ولا الجحيم. وليس لهم كتاب مقدس، ويؤمن الإيزيديون عبر التواتر الشفوي بانتقال الأرواح والانبعاث.

الشعور بالعجز بسبب الإبادة الجماعية
“تحسين بك انضم منذ السبعينيات إلى البيشمركة ضد صدام حسين”، يقول خبير شؤون الشرق يان إلهان كزيلهان الذي ينتمي أيضا إلى المجموعة الإيزيدية في ألمانيا. ويضيف كزيلهان بأنه “أجبر على الهرب إلى إيران، وكان هدفا لاعتداء ثم انتقل إلى بريطانيا”.
وعاش تحسين بك مؤخرا غالب الوقت في ألمانيا. ويقول كزيلهان بأنه بسبب الإبادة الجماعية انطلاقا من 2014 بات تحسين ” بدون حيلة ولا قوة”. ولم يكن بسبب المرض قادرا على قيادة شعبه. وقد يكون هو آخر أمير للإيزيديين، لأن خلفه وبسبب الإبادة الجماعية سيواجه صعوبات في جمع شمل هذا الشعب من جديد ومنحه آفاقا، لينتهي عهد بكامله. بحسب تقرير للتلفزيون الالماني.

هل الخلف سيأتي بإصلاحات؟
جزء كبير من الإيزيديين يعيش في ظروف تقليدية، والمجموعة مضطرة لمواجهة تحديات العولمة، وهذا يطال بعض تقاليد الإيزيديين التي تؤدي بهم إلى العزلة الاجتماعية، وبالتالي وجب على الأمير الجديد إصلاح بعض القواعد المتبعة وهذا كله يُعتبر تحديا كبيرا.
وتفيد تقارير إعلامية أن تحسين بك عين ابنه حاتم لتولي منصبه، وسيجتمع “المجلس الأعلى للإيزيديين” في الأيام المقبلة لتعيين أمير جديد. وإلى جانب الزعيم السياسي يوجد الزعيم الديني “بابا شيخ” الذي سيحضر مراسم دفن تحسين بك التي سيتوافد أيضا لحضورها حسب التوقعات الآلاف من الإيزديين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here