الوحدة (قصة من الادب الاسباني )

الوحدة

(قصة من الادب الاسباني )

ترجمة : فدوى هاشم كاطع (ترجمة) – البصرة

بقلم : ادوارد ماركيز Eduard Marquez

ترجمها الى الانجليزية : لورانس فينوتي

كان البرشي راينر يشعر بالملل وعدم الرغبة في العودة الى المنزل وهو يغادر محطة المترو . بدأ بتعقب رجل يحمل حقيبة آلة موسيقية . ورغم عدم خبرته في مثل هذه الامور فأنه افترض ان انسب طريقة هي في تعقب شخص ما يمكن تحديد هويته بيسر في الزحام في تلك الساعة من النهار حيث تكتظ الشوارع وسط المدينة . كان الرجل حامل الحقيبة يمشي دون وجهة محددة وكأنه قرر المقامرة على الاضواء الحمراء التي تعترض طريقه الى ان توقف والقى نظرة من نافذة دكان للخردوات . توقف البرشي راينر امام متجر هندي قريب وهو متفاجيء تماما بعرض الفضول المفاجيء هذا . وبعد دقائق استأنف الرجل صاحب الحقيبة ,الذي اظهر قناعة لا تتوافق مع تسكعه السابق , سيره خلف امرأة حدباء غادرت دكان الخردوات . وعلى بعد شارعين دخلت المرأة الحدباء الى دكان يعمل بالمقايضة . استند الرجل صاحب الحقيبة على صندوق للبريد واشعل سيجارة . اجتاز البرشي راينر الشارع مركزا عينيه على ابواب الدكان والرجل صاحب الحقيبة . وبعد دقائق قليلة غادرت المرأة الحدباء محل المقايضة خلف فتاة حبلى حتى وصلا الى ساحة مراجيح . جلست الفتاة الحبلى امام صندوق رمل متسخ وبدأت تنظر الى الاطفال وهم يلعبون بينما كانت المرأة الحدباء تحبك بأبرة معقوفة . اخرج الرجل صاحب الحقيبة دفتر ملاحظات وكتب شيئا ما , فيما كان البرشي راينر يقضم اظافره . وعندما بدأت خيوط النهار بالزوال مثل منشفة تهرأت بسبب كثرة الغسيل , غادرت الفتاة الحبلى المكان خلف رجل يحمل صندوق ادوات . تظاهر كل من الرجل حامل الحقيبة والمرأة الحدباء والبرشي راينر بالتريث في سيرهم , وحين وصل كل منهم بدوره توقفوا قليلا وكأنهم تذكروا ان لديهم شيئا اخر يفعلوه . بدأ الظلام يحل في المكان وبدأت الشوارع تعج بالاضوية والمتجولين الليليين المبكرين . بعد برهة وجيزة انتبه البرشي راينر لوجود عينين خلف عنقه تقومان بمراقبته لكنه لم يجرؤ على الالتفات !

———————————————————————————————

– ولد أدوارد ماركيز في مقاطعة كاتالونيا في أسبانيا في عام 1960. أصدر مجموعتين شعريتين وكتب القصة القصيرة والرواية كما كتب العديد من الكتب للأطفال. ، ونشر نتاجاته في عدد من المجلات الأسبانية. وقد حصلت روايته الموسومة (قرار برانديز ) La decisio de Brandes على العديد من الجوائز داخل أسبانيا. (المترجمة)

ملاحظة :

تطرح القصة مشكلة الفضول الاجتماعي والرغبة في تتبع الناس لحياة بعضهم البعض بدافع الملل والوحدة دون الالتفات الى اهمية الخصوصية . تبدأ القصة عندما قرر البطل ان يتعقب مستطرق في الشارع بسبب تململه من العودة الى المنزل ، وتسير الاحداث ليكتشف ان الناس يراقبون بعضهم البعض وغالبا يكون ذلك دون هدف واضح حتى يكتشف بأستغراب ان هناك من يتعقب سيره وكان يراقبه ايضا ! (المترجمة)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here