لا تقلقوا يريدونها .. حرب نفسية

محمد علي مزهر شعبان

أشيع في الايام السابقة، إنتشار للقوات الامريكية في المدن العراقيه، فشروقوا وغربوا بها، ونشرت صور لاليات وجنود مدججين بالسلاح . تأخذك الريبة، ويمتلكك الفزع، ويلح التسائل ماذا يروم الامريكان من تلكم الحركات، هل في الجو غيمة طائرات ستقلع من قواعد ثبتت في مواطن اخوتنا العرب ؟ كثيرا ما تنشر صور في المواقع لاحداث وحركات يشيعون أنها بنات اليوم، وللمتفرس الفاحص، يجدها انها مفبركة ولاحداث ربما تجري في اماكن ليس لها وجود على ارضنا، او انها جرت في عهود قضى عليها الزمن ومضى . هكذا انبئتنا الميديا المسخرة بهذا الاتجاه، والمتاجرة في ارباك خلق الله . كما فعلت قناة العربية والجزيرة من ” فبركات” تنقلها مع تقارير تتوسم بها غاية ما تريد، من إثارة وتشويش واتهام . اذن هل هذا الانتشار من الوهم والتوهيم ان يخلق بلبلة، ويصعد ازمة في الرأي الجمعي، ويثور الردود عند من صنعوا المجد واسطورة الانتصار على داعش ومن صنعها، حيث التصعيد النفسي مع حركات وان كانت طبيعية من قبل بعض الافراد من الجيش الامريكي، حتى تصل الازمة الى نقطة التصادم ؟

ما وراء هذه المقدمات من اشاعات وحركات التي نفتها الحكومة اولا، والناس كشهود كذبوا أي حركة من هذا النوع في مدنهم التي اشيع ان الامريكان مروا بمدرعاتهم وجندهم ؟ السؤال الذي يبدوا اكثر منطقيه، حين كانوا الامريكان يصل تعدادهم الى ما يقارب ال 200 ألف جندي، مع كل ما تقدم من تقنية اسلحتهم وعدتهم، رحلوا دون ان يحققوا على الارض انتصارا يذكر، فكيف ل 2300 جندي لم يتركوا ساحة ضفة نهر الفرات بعد ان اوشكت الهزيمة ان تنالهم فادعوا الانسحاب، تحت لافتات النصر، وهي تلك المثلبة العسكرية، حين تحس بالانكسار … عليك ادعاء الانتصار . إذن ما الغاية وراء ذلك الادعاء ؟ هل مصدرها امريكي لخلق زعزعة وتجيش حالة، وكأنها حرب نفسية بعد انحسار أي ململح لارادة فرض الواقع على الارض، فخلقوا ازمة الاحتمالات بين الناس، وما تخلق من توجس وتوثب في صفوف الحشد الشعبي، قد يؤدي الى التصادم . وهذا ما يسمح للكيان الصهيوني كمبرر، ان يمارس هذا البيدق ضرب مواقع الحشد ؟

الواضح الجلي ان كل هذه التخرصات وما اختلج في صفوف بعض الساسة العراقيين ومؤتمراتهم مع الامريكان ودول الاقليم المعروفة في عداءها لهذه الفصائل المنتجبه اللذين حملوا الارواح على الاكف، فوقعوا على الموت، وصنعوا المجد بايات التفاني، وأضحوا من القدرة والصلابة ان يتحدوا كل من يريد المساس بهذا الوطن . ان ما يثير قلق هؤلاء هو ان البلد ليس كالامس القريب من الوهن والنكوص، وان هناك من أدرك ان الوجود الحقيقي، تصنعه ارادة من سلكوا الوحش من الدروب، من فلوات وعرصات، لقتال الازقة، في اشرس معركة بعد الكونية الثانية ، وليدركوا ليس من السهل ان تتناوله المؤمرات ودسائس الغرف المغلقه . فلا نقلق مادام في سواترنا من صانوا شرف الارض والعرض، كانوا ولا زالوا بيرغ وجودنا كاحرار، ومصدر افتخارنا لرجال القوات الامنية والحشد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here