من مذكرات برزان التكريتي الحلقة السادسة

في اليوم التالي من وصولي الى بغداد الكلام لبرزان التكريتي اتصلت بسكرتير صدام عبد حميد الذي اصبح في ما بعد فريق شأنه شأن عزت الدوري وعلي حسن المجيد وحسين كامل ولكن لم يمنح شارة الركن لا اعرف السبب قلت له أنا هنا في بغداد واريد اللقاء بصدام قال طيب سوف اخبر الرئيس واتصل بك وبعد ساعة اتصل وقال الموعد الساعة الواحدة ظهرا في بيت الرئيس

وفي الواحدة والنصف جاء صدام وجرى حديث ونقاش وكنت جاد في حديثي ونقاشي مما جعل صدام في حالة توتر وغضب فبدأ صدام يتكلم بصوت عالي وهاجمني قائلا باني اعرف نواياك انك تريد ان اسند اليك مناصب عالية فقال برزان لا اريد اي منصب ولو فرضنا ان تصورك صحيح ماذا يضر هل المطلوب ان آتي الى هنا واقف بالصف لحين ما يصلني السره وطلبت منه ان يعامل اخوانه واقربائه مثل معاملة ابنائه (يعني برزان لا يريد ان يكون تحت القانون انما يريد يجعل من نفسه دائما فوق القانون)

وعندما تكلمت حول الصحافة والاحزاب رد صدام قائلا هل تريدني ان اعطي اجازة وجريدة لحزب الدعوة حقيقة ان كلامه هذا كان بمثابة مفاجأة لي لاني قلت في سري ما علاقتي بحزب الدعوة او اي حزب ديني قلت له اني استغرب ما سمعته لانك تعرف باني ضد اي حزب ديني واني قلت لك في عام 1981 اني اخشى على وحدة المجتمع من المتدينين والاحزاب الدينية ثم نهض صدام من مكانه وقال بصوت مرتفع لا بد ان تعرف اني احكم بكامل صلاحياتي ولا اقبل بغير ذلك فقلت له ان كل ما ذكرته لك لا يتعارض مع ذلك لانك انت الذي تعطي الصلاحيات للآخرين لتقليل الضغط عليك ولكي تجعل الآخرين يتحملون مسئولياتهم بشكل مباشر ولا يرمون أخطائهم عليك لانهم يستعملونك كغطاء لتبرير أخطائهم وسلبياتهم وقلة معرفتهم وقلت له هل معقول ان يكون محمد الزبيدي رئيس للوزراء في ا لوقت الذي تعفي سعدون حمادي الذي كان يتمتع بقدر معقول من السمعة والمصداقية بين المثقفين والتكنوقراط العرب لانه شخصية معقولة ومعروفة رغم معرفتي به بأنه انسان جاف وغير شغول ولا يستطيع ان يقيم علاقات انسانية مع الناس او مع فريق عمله لدفعهم اكثر للعمل حقا وصف متناقض ومضاد لا ندري في الوقت الذي يصفه بالمثقف والصادق والمقبول يصفه بالكسول وانه شخصية جافة كسولة غير قادر على اقامة علاقات انسانية مع الناس او مع فريق العمل الذي يعمل معه

ويضيف برزان عندما اندلعت الحرب مع ايران في 28-9-1980 كان سعدون حمادي وزيرا للخارجية وعندما صدر قرار وقف اطلاق النار من قبل مجلس الامن ارسل سفيرنا في نيويورك برقية الى وزارة الخارجية في بغداد لم يستطع احد ان يتصل بوزير الخارجية سعدون حمادي لانه في البيت فاخبرني وكيل الوزارة بذلك فقلت له لماذا لا تتصل بالوزير قال الوزير في البيت وسبق انه بلغنا بعدم الاتصال به اذا كان في البيت فذكرت ذلك لصدام فتكلمت ام عدي بنفس الاتجاه فثار عليها بشكل غريب انتم لا تصلحون للحكم لانكم تفكرون بأنفسكم انتي تفكرين بمجوهراتك وذهبك

وأين تخفيها عندما تحدث الحرب واضاف موجها كلامه الى زوجته ام عدي هل تريدين الطلاق ثم التفت نحوي وقال خذها واحضر رئيسة اتحاد النساء وطلقها ويضيف برزان حقا كنت مستغربا من هذا الموضوع وقلت في سري لماذا الطلاق ولماذا تحضر رئيسة اتحاد النساء وما هي علاقتها بالموضوع وما هي علاقتي القانونية لكي اطلق زوجة صدام

ثم تكلمت زوجة صدام ام عدي لا نريد الحرب للاسباب التي ذكرتها قال صدام ولماذا اذن قالت زوجته اي زوجة صدام لماذا لا تفكر بهذه البنت وتقصد بنتها حلا قال صدام انك خائفة لهذا السبب قالت نعم قال صدام سوف اريحك و أضعها في مكان امين وانا اكثر حرصا عليها منك ( لماذا هذا الخوف على حلا) ثم التفت نحوي وقال هل تريد زوجة لابنك وقبل ان ارد عليه قال بنتي حلا زوجة لابنك محمد وفجأة تغير الحديث واخذ يسألني عن رأيي في اعادة سعدون حمادي الى رئاسة الوزراء قلت له انك تعرف ان سعدون حمادي ليس صديق لي لكن اقالته من رئاسة الوزراء اثر عليه ومن الصعوبة اقناعه بالعودة الى نفس المنصب لان الذي كان السبب في اقالة رئيس الوزراء سعدون حمادي هو حسين كامل لانه قام بدور فعال في أقناع صدام بان سعدون حمادي يشكل خطرا على الرئيس لانه شيعي اولا وسمعته الداخلية والخارجية المعروفة بالثقافة والمعرفة ثانيا كما ان حسين كامل يطمع ان يكون رئيس وزراء ثالثا وطلبت من الرئيس اي صدام ان يسأل طارق عزيز عن هذا الامر

(حقا لا ادري من يحكم العراق في زمن صدام صدام ام زوجته ام عدي ا م برزان ام حسين كامل رغم هناك حكومة وهناك حزب وهناك برلمان وقيادة قومية وقيادة قطرية كل هؤلاء طناطلة خراعة خضرة لا يهشون ولا يبشون كل مهمتهم الله خلي الرئيس الله يطول عضوه)

كان برزان جدا فرحا وجدا مسرورا لان صدام كان راضيا عنه وودودا معه وقال برزان قمت بتقبيله شاكرا له هديته التي قدمها لي حيث أعطى بنته لابني

وقال ان زوجة حسين كامل اخت حلا غير راضية وانها ضد فكرة زواج حلا من ابن برزان فعملت كل الاساليب الخبيثة من اجل منع اتمام زواج حلا من أبني وفي عام 1994 زرته وتحدثنا عن امور عامة وخاصة ومنها موضوع هديته اي زواج حلا من ابني فكان صدام متردد وقال اي صدام لا استطيع ان امسك لها العصا واجبرها على القبول فقال برزان لماذا لا تستطيع وانا اعطيتك طفلة كانت تعيش بين الزهور والان تعيش خلف السيطرات ويقصد بنته التي اعطاها الى عدي صدام كان اللقاء عاصف ( لاشك انه حوار اعراب الصحراء وليس حوار اصحاب فكر وقانون وقيم انساني وليس حوار رجال دولة حقا لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا )

وبعد اشهر جاءت زوجة عدي بنت برزان الى جنيف وقررت عدم العودة الى عدي وعندما عرف صدام بذلك قرر ان يزوج بنته لاحد اقاربه

وقال برزان اتضح لي ان الرئيس يعرف بناته لا يستطعن العيش مع ناس متكونين ويمكن العيش مع ناس تم خلقهم من قبل عائلة الرئيس من معدن ردئ لانهم قبل الاقتران بأبنة الرئيس لم يكونوا شي ولم يعرفهم احد

وانا اسأل برزان وهل هناك شخص من هذه الشلة المتخلفة معروف وله قيمة كلها صنعها صدام الذي سرق الحكم والحزب والدولة والعراق والعراقيين وفرض نفسه بالقوة حاكما على العراق وسلم العراق وثروة العراق وابناء العراق ونساء العراق لهم وقال لهم كل شي لكم مباح مقابل حمايتي

ثم وصف بنات الرئيس بأوصاف مثل انهن لم يخضعن لتربية خاصة من قبل امهن لذلك كانت الاولى والثالثة صعبات المراس وغريبات الطباع خشنات وسليطات اللسان واضاف ان حياتهن مع ازواجهن صعبة وليست سلسة رغم الفارق بينهن وبينهم وواضح ان سبب استمرار الزواج وعدم انفصامه هو لكونهن بنات الرئيس

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here