زمن ” المظلومين و الضحايا ” القتلة الشرسين

بقلم مهدي قاسم

أقدم ” مجهولون ” يستقلون ماتور سيكلات على عملية اغتيال
الروائي علاء مشذوب الكربلائي ب 13 طلقة
، فأردوه قتيلا فورا داخل المنطقة الأمنية في كربلاء ، و على قرب من مركز الشرطة ــ بحسب الأخبار الواردة من هناك ــ وهي منطقة أمنية لا يمكن الدخول إليها بوسائط نقل كهذه إلا بموافقة رسمية مسبقة من السلطات الأمنية المحلية المعنية ، وهو الأمر الذي يعني ، أو بالأحرى
من المفترض أن يكون القتلة معروفين مسبقا من قبل السلطات الأمنية على ضوء هوياتهم الشخصية المقدمة للحصول على الموافقة ، فضلا عن كون المنطقة مغطاة بنظام الكاميرات الأمنية و التي على أساسها كان من الممكن تشخيصهم أو التحرك فورا لإلقاء القبض على الفاعلين المجرمين
أو تعقبهم أثرهم على الأقل من قبل العناصر الأمنية أو الشرطة لو شاءوا و أرادوا ..

غير أن إجراء أمنيا فوريا من هذا القبيل لم يحدث
ربما بشكل مقصود ، وأن القتلة الغدّارين قد تملّصوا واختفوا بعد إتمام عملية جريمتهم الشنيعة ، الأمر الذي يخلق انطباعا مفاده : أن ثمة تواطئا ربما قد حدث بين مسؤولين أمنيين و بين ممن رتبوا عملية الاغتيال هذه ..

سيما أن الكاتب علاء مشذوب لم يكن روائيا مبدعا فقط
( حيث صدرت له مجموعات قصصية و أعمال روائية عديدة ،) إنما كان ناشطا مدنيا مشاركا بكثافة وفعالية ملفتة و بشجاعة رجال مبادئ مخلصين لمبادئهم ، في تظاهرات تنديد و فضح بمظاهر الخراب و التخلف و الفساد و الساسة الفاسدين و أحزاب اللصوصية المنظمة و العلنية ، غيرأن
” ذنبه الأكبر” ــ كما يبدو بحسب الأخبار ــ هو انتقاده للنظام الإيراني بسبب هيمنته على مقدرات العراق ، و أين انتقد يا ترى وفوق ذلك ؟ ، في أوكار أزلام النظام الإيراني في كربلاء ! ، فربما هنا طفح الكيل عند هؤلاء الأزلام و الأتباع الموالين للنظام الإيراني ، إذ
أن عملية انتقاد النظام الإيراني تُعد بالنسبة لهؤلاء الازلام بمثابة تدنيس لمقدساتهم و خطيئة لا تغتفر !!..

لا بأس ! …

أنه زمن ” المظلومين ” القتلة الطارئين ، الذين
ما أن جاءتهم فرصة الهيمنة و الطغيان بسبب صدفة عمياء ، حتى أخذوا ينافسون جلاديهم السابقين تفننا في قتل الأبرياء و سفح دمائهم لأتفه الأشياء ..

نقول لا بأس … لأنها دورة زمنية وتاريخية عصيبة للعراق
قد لا تختلف كثيرا عن سابقتها ، و أن كانت أكثر سوريالية و غرائبية من سابقاتها:

لكنها ، و ـــ مثلما أنتهت الدورة التاريخية لزمن
دولة الخروف الأبيض و دولة الخروف الأسود مثلا ــ فحتما سينتهي زمن دولة ” الحمير الخضر ” الحالي أيضا ، عاجلا أم آجلا ، بدليل أن إمبرطوريات عظيمة ذات حضرة وهيبة قد سقطت وانتهت إلى غير رجعة ، فكيف الأمر بإمبراطورية الكهوف المعتمة و السراديب العطنة وجرادها الملتحية
التي لم تبق شيئا من جسد العراق غير هياكل و خرائب شاخصة ؟. ..

بفارق واحد إلا وهو: أن هؤلاء ” المظلومين ” القتلة
سوف لن يجدوا من يصدقهم أو يتعاطف معهم فيما بعد ، إذا دارت الأيام وزالت الأوهام ..

رابط ذات صلة

(https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1205715576258140&set=a.162798310549877&type=3&theater 

رابط فيديو عن تصريح واثق  البطاط عن الحشد اللإيراني

https://www.facebook.com/groups/1819258748353066/permalink/2256791704599766/

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here