لا تتكلم وإلا الموت نصيبك

سالم سمسم مهدي

على مرمى حجر من ضريح شهيد الكلمة الامام الحسين انطلقت رصاصات فاجرة لتضع نهاية مأساوية لإنسان قضى عمره وهو يعبر عن الرفض للباطل بكلمة، فالإمام الشجاع لم يقبل أبداً ان يعطي كلمة البيعة لمن لا يستحقها، كي يتباهى بها إنسان فاجر، على حساب مصداقية رجل يشكل حضوره الثقل الذي لا يضاهى في موازين المقارنة البشرية والدينية …

نعم على الثرى الكربلائي وفي شارع ميثم التمار صديق إمام الكلمة الصادقة الإمام علي(ع) سقط الروائي علاء مشذوب مضرجاً بدمائه الزكية، لا لأنه خان أمانة الوطن او باع ضميره للأجنبي الحاقد، بل لأنه كان يطالب باسترداد كرامة هذا الوطن التي أضاعها العملاء والذيول وجعلوها تحت رحمة المُبغضين لبلدنا المبتلى …

سقط الشهيد علاء مثلما سبقه كثيرون ممن يحبون العراق ولا يخفون عشقهم ومشاعرهم اتجاه الأرض التي رضعوا منها معنى الحياة وقيم العدل والتسامح والتسامي فوق الأحقاد والتصفيات الذميمة، فكانت الكلمة اللطيفة الهادئة المعبرة كل ما يُسمع منهم أو ما يكتبون …

أنا لا أعتقد أن عراقيا عفيفا يقبل أن يُدخل الفزع في قلوب الناس من أجل مصالح أجنبية، التي لا يرضى بتواجد مخابراتها على تراب أرضنا غير العملاء لهذا الأجنبي، ولا يتوانون عن ارتكاب أخس الجرائم في سبيل أن تبقى اليد الطول لهذا الأجنبي والتحكم بمصائرنا وحياتنا، مثلما حصل لهذا الانسان المسالم .

أن سياسة تكميم الأفواه التي تحاول خنق كل صوت صادح يطالب بالأنصاف وتكبيل الأيادي ومنعها من التعبير عما يجول بخاطر الشعب من خلال حروفها الناطقة في بطون الكتب، أن هذه السياسة أثبتت فشلها بمرور الزمن، وأن سقط ضحايا وأبرياء على طريق الحرية، وهو ما أصاب مشذوب ورفاقه من شهداء الكلمة، كما أن من الواضح أن دماء المدافعين عن أوطانهم أقوى من نار وحديد أعداء الشعب …

لقد كان الشهيد الدكتور علاء قلما معطاء وعقلا نيراً أتحف الميدان الثقافي العراقي بعدة إصدارات، زينت المكتبة العراقية، وكان شخصا نافعا للمجتمع لأنه جزءا من منظومته الثقافية والصحفية، وأن اليد التي اغتالته تنشد توجيه سهامها الغادرة لكل ما هو ناصع وجميل يبحث عن التطور، وهو ما لا يرضي الضلاميين والقتلة …

لغرض تشتيت الانتباه وعدم التركيز، أخذ البعض يطلق جزافا تهم لهذا الطرف أو ذاك حتى يتسنى له التشويش على إجراءات الأجهزة الأمنية، وفسح المجال للمجرم الحقيقي من الافلات، ومنع هذه الأجهزة من أتباع الطرق السليمة بالبحث عن القتلة، مثلما حصل مع كثير من الجرائم المماثلة السابقة التي لم نقف على قرار لها …

المجد والخلود لشهداء الكلمة الصادقة، التي لن يوقف شعاعها دياجير ظلمة الحاقدين على العراق، والساعين على إغراقه في مستنقع التخلف والفساد والانحلال، وللشهيد الدكتور علاء مشذوب الرحمة من رب كريم .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here