نوال الراوي
ما جرني اليوم للضحك بشدة هو حين قراءت خبرا على صفحات الأمم المتحدة بتجديد نادي حيفا الرياضي الكائن في الفضيلية وتوزيع الادوية على المرضى الفلسطينيين . فضحكتي ليست على اعمار النادي او الادوية – ضحتي جائت بان السفير ومدير مفوضية اللاجئين تعاملا على ان الوضع مزدهر في بغداد والحياة رغيدة . نحن كعراقيين عندنا استعداد وقبول ان نعيش خارج العراق حتى وان تسكعنا في الشوارع يبقى افضل من العيش في بلد يحكمه الميليشيات الطائفية والشرطي الذي يقف في الشارع لا يحل ولا يربط . ضحكتي العريضة حين شاهدت صورا لمدير مفوضية الأمم المتحدة بصحبة السفير الفلسطيني وهم يتجولون في نادي حيفا . اعتقد ان مسؤول كبير في الأمم المتحدة يشجع على بقاء الفلسطينيين في بغداد وبمباركة سفيرهم هذا يعتبر انهم يخططون لتدمير ما تبقى من المساكين الفلسطينيين . فلو كان السفير ومسؤول المفوضية يعملان على اخراج من تبقى من اللاجئين هذه تعتبر نقطة جيدة وحرصا منهما على سلامة المساكين .
أول ما وقعت عيني على الخبر اعتقدت انهما يريدان انهاء معاناه اللاجئين في بغداد وارسالهم الى دول تعرف ما قيمة الانسان . ولكني تفاجئت انهما يعمران بتدمير نفسية المساكين الذين لا حول ولا قوة لهم . بصراحة انا واحدة من ملايين العراقيين اعتقدت ان العراق يخلوا من أي وجود فلسطيني بسبب الطائفية وقلة العمل وهيمنة الميليشيات . فتفاجئت ان سفيرهم يعمر اجزاء من نادي حيفا فهذا يدل على أن السفير سفاح لا يبالي بمعاناه جماعته رغم اني قرأت سابقا عن مناشدات للمساكين وهجوم الميليشيات في منطقتهم . لا نعلم ما حقيقة اصرار السفير ومفوضية اللاجئين بابقاء هؤلاء المساكين الا وهناك تجارة رابحة وطازجة
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط