البيان الختامي لمؤتمر برلين في 27 كانون الثاني 2019

مصطفى الصافي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أبناء العراق الحبيب

تحت شعار (العراق مكون وطني واحد) عقد في العاصمة الالمانية برلين مؤتمرنا (مؤتمر برلين) الاول برئاسة الأستاذ مصطفى الصافي وجمع من العراقيين الأحرار وكانت الدعوة عامة لجميع الشرفاء بشرط عدم الحضور لمن انتهك حرمة الدم العراقي سواءاً من البعثيين الصداميين أو غيرهم من الأحزاب المتنفذة الحالية أو ممن ساهم بسرقة المال العام، فهؤلاء لامكان لهم بيننا.

ان شعبنا العراقي عاش بكل مكوناته ما يزيد على خمسة عقود أسوأ حقبة من تاريخه السياسي المعاصر بسبب تسلط النظام الدكتاتوري الصدامي البعثي وممارساته القمعية والإرهابية ومغامراته وحروبه العبثية، ثم مابعد ٢٠٠٣ حيث كان العراقيون بانتظار فجر جديد من الحرية والرخاء والاستقرار والحكم التعددي الديمقراطي الذي يحترم حقوق الانسان، لكن، للأسف، لم يتحقق ذلك بسبب التبعية للاجنبي من قبل الاحزاب الحاكمة خصوصا الاسلامية وزعاماتها، والنتيجة ان المشهد الحالي هو عبارة عن حكم المافيات والفساد وعصابات الجريمة المنظمة وتحطيم مؤسسات الدولة ونهبها بالمحاصصة الحزبية والطائفية والقومية المقيته وأستمرار نهج الظلم التعسفي ضد حركات الاحتجاج وكل من يطالب بالتغيير الحقيقي، وصار العراق دويلات للاحزاب الطائفية ومافياتها، وبدل الديكتاتور الصدامي المجرم اصبح لدينا ألف دكتاتور يصول ويجول وينهب ويتجبر على الناس.

وطوال هذه الفترة ناضل الشعب العراقي وجرت سلسلة من المحاولات الجريئة التي استهدفت إنهاء الحالة الشاذة التي فرضها النظام القمعي المحاصصاتي على شعبنا وقد شارك في الاحتجاجات السلمية شرائح واسعة من العراقيين ومن كافة القطاعات القومية والدينية، وعلى الرغم من حجم التضحيات وغزارة الدماء التي قدمت فإن ظروفا خارجة عن إرادة شعبنا الصابر حالت دون تحقيق تطلعاته وآماله لإعادة بناء وطنه على أسس من الديمقراطية والعدل والسلام والعيش الكريم.

ان الفرصة متاحة الان ومجددا، أمام شعبنا العراقي للتحرك ومن خلال استثمار بعض معطيات العامل الدولي وعزلة الطغمة الحاكمة ونقمة الشعب عليها لتحقيق التغيير الحقيقي واسقاط النظام الفاسد والعميل لمخابرات دول الجوار حيث تتولد آفاق جديدة ومشتركة تقوم على وجوب التمسك بحتمية تحقيق عملية التغيير لصالح شعبنا.. وسيواصل حراكنا الوطني في المستقبل العمل وفق هذه الاتجاهات والمعطيات:

اولا:

العمل على ادامة انتفاضة الشعب العراقي التي انطلقت في مدن العراق المختلفة منذ اكثر من خمس سنوات وبلغت ذروتها في مدينة البصرة الباسلة منتصف العام 2018 ولا زالت مستمرة باشكال عديدة والسعي لايصال صوتها للمجتمع الدولي لاسنادها بكل الوسائل المشروعة وفق الاليات القانونية والانسانية وانقاذ الاسرى والمعتقلين من براثن التعذيب والملاحقة ومن يد المليشيات المدعومة من دول الجوار، والقصاص من السياسيين والمسؤولين الذين كانوا وراء حملة القمع الوحشية ضد المحتجين.

ثانيا:

الحفاظ على زخم الأصوات الحرة، من الشرائح العراقية المختلفة، المطالبة بحقوقها الشرعية، وحمايتها من القمع، وتعريف الرأي العام بقضيتها ومظلوميتها.

ثالثا:

. تغيير واعادة صياغة الدستور بأيدٍ عراقية اختصاصية نزيهة وحريصة على تحقيق دولة المواطنة والعدالة ، وبما ينهي جريمة تقسيم المجتمع وتكريس الطائفية، واعدة هيكلية الحكم الى نظام رئاسي.

رابعا:

الحفاظ على اختصاص المؤسسة الدينية ونشاطها وحقوق العبادة والزيارات بعيدا عن الشؤون السياسية.

خامسا:

حل الاحزاب الحاكمة والمليشيات والفصائل التابعة للدول المجاورة والممولة من الاجنبي والاموال المنهوبة، واحالتها الى القضاء العادل عما ارتكبته من جرائم وتعديات.

سادسا :

ابعاد القوات المسلحة من الجيش والقوات الامنية وقوات الحدود، عن السياسة والولاء للاحزاب، وجعلها سورا للوطن، ومفتوحة لكل العراقيين دونما تمييز او احتكار او لون طائفي وقومي.

سابعا:

تشكيل لجان اختصاصية وفرعية من ذوي الاختصاص لاعادة رسم هوية الدولة العراقية ووضع المنهاج المناسب للحكم الرشيد القائم على العدالة ودولة المؤسسات.

ثامنا:

تكوين اصطفاف شعبي ضد تدخل دول الجوار ومطالبة هذه الدول عدم التدخل في شؤون البلاد وعدم التحيز للفئات والشرائح العراقية بالاموال والسلاح، ومعاقبة كل جهة عراقية تعمل على تسهيل تدخل هذه الدول.

تاسعا:

دعوة المجتمع الدولي ومؤسساته الانسانية الى اسناد الشعب العراقي، بكل الوسائل الشرعية، للتخلص من حكم الفساد والمحاصصة والطائفية، وبناء دولته المستقلة.

عاشرا:

العمل على تحقيق علاقات طيبة ومتكافئة مع جميع الدول على اساس مصلحة العراق اولا، ومنع تحويل الاراضي العراق الى ساحة لأي نشاط ضد الدول الاخرى.

حادي عشر:

دعوة الحراك الشعبي الجديد الى فضح اعمال المافيات والمليشيات التابعة للاحزاب الدينية وغيرها وذلك عبر التظاهرات والاحتجات السلمية المستمرة والمتصاعدة .

ثاني عشر:

الكشف عن مصائر المختطفين والمغيبين قسريا وتعويض الضحايا وعائلاتهم والقصاص من المجرمين باقسى العقوبات وفق المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعها العراق والتزم ببنودها، والافراج عن الابرياء.

ثالث عشر:

فتح التحقيق حول ملف سقوط الموصل بيد الغزاة الدواعش والتحقيق في مسؤولية مجزرة سبايكر والصقلاوية وهروب الارهابيين من سجن ابو غريب.

رابع عشر:

تجميد ارصدة قادة الاحزاب الحاكمة وكل من اشتبه بتورطه بالفساد ونهب الثروات واموال الدولة والمهربين وزعماء المافيات والسياسيين الذين يدعمونهم، وذلك بالاستعانة بالامم المتحدة والهيئات الدولية المختصة بالفساد ومكافحة الجريمة المنظمة.

خامس عشر:

اعادة النظر بجميع الاتفاقات والعقود مع الدول والشركات من قبل لجان اختصاص كفوءة ووطنية ومشهود لها بالنزاهة، واعادة اموال العراق المنهوبة الى الخزينة الوطنية.

سادس عشر:

اقامة العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة حسب الموثيق الدولية والاستفادة من دعمها العلمي والاقتصادي والعسكري لصالح العراق اولا، ومعالجة الاخطاء التي ارتكبت في عملية التغيير واسقاط نظام صدام وكل ما ترتب

على تلك الاخطاء من تشوهات وانفلات امن وتدخل دول الجوار.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here