مؤتمر التسامح الديني في الامارات.. يؤسس مفاهيم عملية

القاضي منير حداد

لا خطأ مطلقاً ولا صواب، كل شيء في الوجود نسبي.. السهم المسدد مستقيما، يخدع بصرنا؛ لأن الكون أحدب.. مقوس.. يقوس الضوء والصوت والنوايا والهمم.

الوجود، يعني حمالة نقائض.. دائمة التباين في انسجام لا إصطدام فيه، إنما هو تنويع يتسق في حراك لاغب.. مستمر.

لا خطأ، ولا صواب؛ فكل إبن أنثى خطاء، وخير الخطائين التوابون.. بما نراه خطيئة، تحتاجه الانسانية للتسامح؛ كي يتوازن الوجود، في نوع من حفظ تماسك المجتمع، إحتشادا متلازما، من حول فكرة التباين لاعتقادي.

والأديان معتقدات سماوية نزلت من الرب الى البشر، في ثلاثة إيديولوجيات غيبية.. تتابعا.. اليهودية والمسيحية والاسلام، وثمة معتقدات وضعية، نبغت من الأرض الى السماء، حاملة ذات القيم والتعاليم المنزلة.

الخط البياني لنزول الفهم من الرب على البشر، يلتقي مع التصورات الدنيوية الصاعدة من فهم دنيوي للآخرة.

إذن لا خلاف إن شئنا ان ننسق التبيانات، ولا إتفاق إن ساءت النوايا، وإصطدمت التوافقات مع بعضها.

“وخلقناكم شعوبا وقبائل” في إرادة ربانية واضحة الاهداف، وأي زيغ، يشوبها، هو نزغ من وحي الشيطان.. إذ لا أفضلية لأحد على أحد، بمعنى ان لا ديانة أقرب لله من سواها، لذلك لا يحق لمن يعتقد دينا معينا، محو الآخر ومصادرة حقه بالتعبير عن قناعاته وممارسة أداءات دينه.. لا يحق لأحد حظر أحد.

فالإسلام قائم على مبدأ “إن أقربكم عند الله أتقاكم” و”لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى”.

وعقد “المؤتمر الدولي لتسامح الاديان” في الامارات، دليل على ان ثمة مجتمعات متصالحة مع نفسها.. وهو ناتج متأت من الجذور الراسخة التي بذرها البناة المؤسسون.

فالاستقرار والسلام والازدهار الذي تشتهر به دولة الإمارات العربية المتحدة، هو انعكاس للقيم التي رسخها الآباء المؤسسون للاتحاد بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. رحمه الله، في المجتمع الاماراتي.

القمة العالمية للتسامح هي أكبر تجمع لقادة الحكومات والشخصيات الرئيسية من القطاعين العام والخاص وسفراء السلام وصانعي التغيير من جميع أنحاء العالم الذين يهدفون لمناقشة أهمية التسامح والسلام والمساواة والاحتفال بالتنوع بين الناس من جميع مناحي الحياة، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر السياسيّة والخلفيات الثقافية والدينية.

أسفر المؤتمر، عن تعريف إجرائي.. دقيق وعملي، للتسامح والتعايش والسلم الاهلي، في بناء الحضارة ميدانيا: “لا مستقبل لهذه المنطقة من دون إعادة إعمار فكري يرسخ قيم التسامح والتعددية والقبول بالآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً”.

فمن أهداف القمة العالمية للتسامح، بناء منصة تعمل كمقر لاجتماع القادة الدوليين من مختلف أنحاء العالم لمناقشة قضايا التسامح المختلفة ورفع الوعي حول موضوع التنوع الثقافي والسلام والتعايش السلمي والتعاون.

ما يعني إيجاد مؤسسة ترعى الشعور المعنوي لمفهوم التعايش السلمي والتعاون والانسجام ونبذ العنف والتطرف والكراهية والتعصب والتمييز.. مؤسسة تضع حلولا مبتكرة؛ لنشر الوعي بالتسامح بين الشباب.

من خلال تشجيع أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) بين المؤسسات المحلية والدولية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here