إن القيم الثقافية ستنتقل إلى الأطفال وصولاً إلى المخاطبين في العالم

کاتب العالم العربي الشهیر:

زار الروائي الجزائري وأستاذ جامعتي الجزائر والسوربون «واسیني الأعرج»
الذي كان قد سافر إلى إيران للمشاركة في اجتماعات أدبية وسينمائية تحت
عنوان «تناسق القلم وآلة التصوير»، زار مؤسسة الفارابي السينمائية.

وأفادت العلاقات العامة لمؤسسة الفارابي السينمائية أن واسيني الأعرج قال
في لقاء مع المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية «عليرضا تابش»،
مشيراً إلى اجتماعات عقدت في طهران مع قرّاء أعماله: هذا كان حدثاً جيداً
وعظيماً أن يستعرض القرّاء ما قرؤوا مع الكاتب. إن عدد القراء الإيرانيين
لكتبي كان ملفتاً للانتباه، حيث إنهم قد قرؤوا رواياتي كلها.

وقال الأعرج «واسیني الأعرج» Waciny Laredj رداً على سؤال المدير
التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية في تقديم حل لنشر المؤشرات الثقافية
والأدبية عبر الأعمال السينمائية: مادامت السينما الإيرانية تحاول نقل
القيم الإنسانية والحضارية فإنها ستنجح في عرض الصورة الحقيقية لإيران.
يمكن أن يتم التعاون مع القنوات الدولية في صنع الأفلام الوثائقية
والروائية، فيتم نقل هذه القيم والمؤشرات الثقافية في الخطوة الأولى إلى
الأطفال ومن ثم إلى المخاطبين في العالم.

وذكر هذا الشاعر والكاتب الجزائري: أتذكر أن كتاب «الأمير» عرض كفيلم في
دور السينما الكثيرة على يد منتج جزائري كانت مؤسسة السينما الوطنية
الفرنسية تحت اختياره. وسؤالي هو هل تملك مؤسسة كمؤسسة الفارابي
السينمائية صالات، تستطيع من خلالها عرض فيلم دون تدخل منتجين خاصين؟

وردّ تابش، في هذا المجال، قائلاً: لدينا في إيران مجموعة سينما الفن
والتجربة وهي تعرض الأفلام الثقافية والوثائقية التي تملك حظوظاً يسيرة
للعرض فيتم دعمها بهذا الشكل لتعرض في طهران وسبع مدن إيرانية في إثنتين
وثلاثين صالة على أساس جدول زمني.

وذكر الأعرج في تتمة كلامه مشيراً إلى عالم السياسة ونظرة شعب الجزائر
إلى الأحداث التاريخية: ما يريده الشعب الجزائري هو أن تعلن فرنسا رسمياً
أنها ارتكبت الجريمة في حربها ضد الجزائر. وجدير بالذكر أن ماكرون اعتذر
في هذا الصدد بشكل ضمني خلال سفره إلى الجزائر.

وقال بشأن ردة فعل الكتّاب الفرنسيين حيال جريمة حرب فرنسا في الجزائر:
كتب الكتّاب الفرنسيون الكبار كتباً تحت عناوين من قبيل «أخجل من نفسي»
وما إلى ذلك، تتكلم عن جريمة فرنسا وهذه الأعمال أهم بالنسبة لنا من
هتافات الموت لفرنسا.

وأضاف هذا الكاتب الجزائري: تم انتاج أدب قوي في هذا المجال بفرنسا وأنا
أوصيت أن تتم ترجمته إلى العربية للقرّاء الجزائريين. حصل جيروم فيراري
لكتابه بعنوان «حيث تركت روحي» على جائزة من أهم جوائز فرنسا وكم من
الجيد أن تتم ترجمته إلى الفارسية، وقام هذا الكتاب بفصل فرنسا الرسمية
عن فرنسا السياسية.

وفي هذا اللقاء، قالت الشاعرة الجزائرية وأستاذة جامعتي الجزائر
والسوربون الدكتورة زينب الأعوج: إن الوثائق والصور التاريخية الموجودة
في الجزائر مهمة، وإن عدد الوثائق المصورة كثير في الجزائر، وحتى إنّ
هناك صور عديدة لثوار ذوي أصول الفرنسية.

واستمرت زينب الأعوج قائلة: يظن البعض أن النظرة إلى إيران هي أكثر ما
تكون نظرة دينية، ولو أنّ العلاقات الثقافية، خاصة مشاريع المؤاخاة،
تتبلور في إطار الثقافة والفن فإنها ستتكلل بنتائج أفضل.

وقال تابش في ما يتعلق بتاريخ مشاريع المؤاخاة بين طهران والمدن
التاريخية والثقافية المهمة في إيران ومدن العالم المهمة الأخرى: حدث
أكثر مشاريع المؤاخاة هذه في إطار تاريخي، وثقافي، واقتصادي. وجدير
بالذكر أن لطهران إثنان وعشرون مشروعاً للمؤاخاة الثقافية. وتلي طهران في
مشاريع المؤاخاة كل من: إصفهان مع سبع عشرة مدينة، وتبريز مع ست عشرة
مدينة، ومشهد مع ثلاث عشرة مدينة، وقزوين مع إثنتي عشرة مدينة، ورشت مع
ثمان مدن، وشيراز مع سبع مدن. كما أنّ لطهران مشاريع مؤاخاة ثقافية مع
مدن من مثل: سيئول، وبيشكك، ودوشنبه، وهافانا، والخرطوم، وباريس، والقدس،
وكاراكاس، وصنعاء، ومينسك، وإسطنبول، وبغداد، وهانوي، وأنقرة، وبكين،
وبودابست، وتفليس، وكابل، وميلان، وموسكو وغيرها، يتم تمديدها كل سنة.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية في هذا اللقاء: عرفت
السينما الإيرانية بعد الثورة على الصعيد الدولي وتم الحصول على قسم كبير
من جوائزنا الدولية في هذا المجال بعد الثورة.

وذكر تابش: ما أفرحني الأسبوع الماضي كثيراً هو أن مجموعة مكونة من عشرين
شخصاً، وكانوا من قرّاء رواياتكم، كانوا يسألونك أسئلة دقيقة ومليئة
بالنقاط الهامة، ما أدى ذلك إلى حوار بين القرّاء والكاتب.

وأضاف: كان الجامعيون قد قرؤوا هذه الكتب بحماس كبير فكانت هذه الحوارات مثمرة.

واستطرد تابش قائلاً: قبل خمس عشرة سنة قامت دار نشر إيرانية بدعوة
الكاتب البرازيلي «باولو كويلو» إلى إيران وكانت له اجتماعات جيدة مع
المثقفين ودور النشر، كما تم عقد اجتماع مع قرّاء أعمال هذا الكاتب في
مدينة شيراز، لكنني لم أجد الخبرة الثقافية لدى قرّاء روايات باولو كويلو
ومخاطبيه مقارنة بما وجدته لدى قرّاء السيد الأعرج ومخاطبيه، حيث وجدت
صلات ثقافية في هذه الاجتماعات والحوارات الأدبية والسينمائية.

وشدد في تتمة كلامه مقدماً توضيحات حول آلية عمل مؤسسة الفارابي
السينمائية: سيصل عمر هذه المؤسسة في العام الحالي إلى خمسة وثلاثين سنة،
ويجدر بنا القول إن هذه المؤسسة أسست بعد الثورة لتحقيق عدد من الأهداف.

ثم أردف قائلاً: كانت السينما الإيرانية قبل الثورة متأثرة بسبب غزو
السينما الأميركية لها وكانت تعرض، في أكثر الأحيان، الأفلام الأجنبية في
إيران، بينما كان مستوى الأفلام الإيرانية متدنياً، ولو كانت تلك الظروف
تستمر في الانتاج والعرض في السينما الإيرانية لكانت السينما الإيرانية،
حسب رأي المحللين، تهبط إلى الحضيض.

وأشار المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية: أن وجهة نظر الإمام
الراحل بالنسبة للأفلام والمسلسلات كانت مهمة، وقد شاهد بنفسه بعض
الأعمال وعبّر عن رأيه بصراحة، حيث كان له دور حاسم في استمرار عمل
الفنانين والمدراء الثقافيين.

وأكد تابش: في الخمسة والثلاثين عاماً الماضية تم انتاج أعمال ملفتة
للانتباه في السينما الإيرانية وقد تغيرت رؤية النقاد الفنيين للعالم
تجاه السينما الإيرانية.

وأضاف: أن جهود القوى المبدعة والعاملين في السينما الإيرانية المبذولة
لرقي الفكر في السينما الإنسانية بعد الثورة جديرة بالاهتمام.

وذكر المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية: نحن نشاهد، في سينما
ما بعد الثورة، استمرار انتاج أعمال مخرجي الموجة الجديدة للسينما
الإيرانية، بينما نرى تربية جيل جديد في السينما الإيرانية، واستطاع كل
من الجيلين أن يخلق أعمالاً مختلفة في سينما إيران والعالم.

وقال تابش: لعبت مؤسسة الفارابي السينمائية، منذ بدء تأسيسها، دور
المرجعية الثقافية في السينما الإيرانية بعد الثورة، ووظيفتها هي صنع
الخطاب الأدبي للسينما الإيرانية المعاصرة ولفت الانتباه نحو الأولويات
الثقافية في السينما.

وتابع تابش: تقوم مؤسسة الفارابي السينمائية بنشاطات ثقافية عن طريق
إصدار مجلة فصلية سينمائية والمجلة الشهرية التخصصية الوحيدة للسيناريو،
وإقامة دوارت تعليمة وغيرها، وذلك إضافة إلى إنتاج الأفلام.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية بشأن علاقة مؤسسة
الفارابي السينمائية بالنشطاء في قطاع السينما الخاص: ليست الفارابي
منافسة للقطاع الخاص. للسينما التجارية اقبالها منذ سنين، لكننا نتناول
الموضوعات، والقضايا الثقافية، والدولية للسينما الإيرانية في مؤسسة
الفارابي السينمائية.

وصرّح تابش: تعود أكثر الانجازات الدولية للسينما الإيرانية إلى فترة ما
بعد الثورة. وفي غضون ثلاثة عقود، تم بذل جهود كثيرة للتعريف بالسينما
الإيرانية وعرضها في العالم.

وذكر: أن صناع الأفلام الذين يتعاونون مع السينما الدولية هم من مفاخر
السينما الإيرانية. إن تعاون السينما الإيرانية في الانتاج المشترك مع
السينما الدولية في فترات مختلفة هو نجاح للسينما الإيرانية.

وقال مساعد الشؤون الثقافية لمؤسسة الفارابي السينمائية مسعود نقاش زاده
في هذا اللقاء: إن الأدب والسرد القصصي هما من أفضل الفرص في مجال
التبادل الثقافي. ونحن لا نحصل على فرصة التعرف إلى العالم دون السرد
القصصي. وإذا نأخذ هذه القضية بعين الاعتبار، فإنه يمكننا أن نعرف الصلات
الثقافية في القصص الأدبية في الثقافات المشتركة.

وتابع قائلاً: إن الخبرات القصصية المشتركة تتكرر في القصص. وقد تكون
الأرضية مناسبة للاقتباس من أعمال السيد واسيني. جدير بالذكر أنّ لدينا
في مؤسسة الفارابي السينمائية مجموعة تهتم باختيار الأعمال الأدبية
للاقتباس منها في السينما. وشدد مساعد الشؤون الثقافية لمؤسسة الفارابي
السينمائية، مشيراً إلى قراءة كتاب حول المقاتلين الجزائريين: من الأفلام
التي شاهدتها فيلم معركة الجزائر. أرجو أن تمهد هذه اللقاءات الطريق
لإنتاج الأفلام المشتركة مع الجزائر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here