البعير شعارنا وفخرنا!!

يقرن الغرب العرب بالبعير , ويقتربون من ذلك بسخرية وإستخفاف , بينما العديد من أحزابهم وشعاراتهم تتصل بالحيوانات التي هي أقل ذكاء ودورا حضاريا من البعير , كالحمار والفيل والديك والثور وغيرها , ويحسبون أن علاقة العرب بالبعير عيبا وسُبة.

والمشكلة أن العرب يقبلون ذلك ويتوهمونه وينكرون حقيقة دور البعير في صناعة التفاعلات والتواصلات ما بين البشر , وإن لم تعرفوا فاسألوا طريق الحرير عن قوافل الجمال التي مخرته على مر القرون.

وعلينا كعرب أن نفتخر بالبعير وياليتنا نضعه شعارا للتعبير عن القوة والإصرار , والتواصل وعدم التعب والإيمان ببلوغ الهدف المنشود , بدلا من الإستحياء والخجل والتذمر والإنكسار.

فلو نظرتم إلى مجتمعات الدنيا لوجدتم في معظم الدول الغربية علاقة قوية ما بين البشر والكلاب والقطط , وفي بعضها بدأت العلاقة التفاعلية مع الحمير بعد أن وفدت إليهم من البلدان التي حاربوا فيها , وفي مجتمعات أخرى هناك من يعبد البقرة ويقدسها ويتبارك بها , وما حسبوا ذلك عيبا ولا عارا , ونحن نتفاعل مع أرقى المخلوقات وأعظمها قوة وقدرة على الحمل والتنقل والعطاء , وقد أسهمت ببناء الحضارة البشرية , وترانا نخجل منها وننكرها.

إن إحترام البعير والتفاخر به يعني القوة والقدرة على صناعة الحياة والمضي قدما في مسيرة التقدم والرقاء , لأن في ذلك تأكيد على الثقة بالنفس وبالعزيمة على أن نكون كما نريد أن نكون.

قد يقول مَن يقول إن هذا الكلام غريب , والجواب , أننا حولنا معظم ما يتصل بنا إلى أشياء غريبة وغير مستحبة فتحقق التنافر العجيب ما بيننا وذاتنا وموضوعنا , ولهذا تجدنا نتبع ونعتمد على الآخرين فيما نرى ونتصور ونقول.

فالأمة التي تعادي مسيرتها الطويلة , وتتجاهل قيمها وعاداتها وتحتقر الحيوان الذي أسهم في تنقلها وإطعامها وقوتها وإنتشارها , هي أمة تتدحرج على سفوح الضعف والإنهاك المرير.

وفي الواقع المعاصر لا توجد أمة أكثر من العرب تتنكر للحيوانات وتقسو عليها وتذلها , مما أدى إلى إنهيارات إقتصادية وعجز عن الإطعام وتردي الإنتاج الزراعي والحيواني , فجعل أمة العرب تعتاش على ما تنتجه المجتمعات الأخرى.

وقد أدهشني وسواس المجتمع السويسري بالبقرة , وكيف يسعى الناس لتربيتها والتعامل معها على أنها عماد الإقتصاد وثروة أساسية للحياة والرفاه.

فأين مقام البعير في ديارنا؟

وما قيمة الأبقار والأغنام والماعز والطيور بأنواعها؟

إن المجتمعات التي لا تعز الحيوانات وتعتني بتربيتها لا تعز البشر ولا ترعى حقوقه!!

فاحترموا البعير وتفاخروا به لأنه ثروة إقتصادية ورمز حضاري خالد!!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here