سائرون والفتح: كتل من داخل التحالفين تضغط للحصول على مناصب

بغداد / محمد صباح

تعتقد مصادر سياسية مطلعة أن اللقاء الذي جمع ائتلاف سائرون بزعيم تحالف الفتح هادي العامري أرسل رسائل “تحذيرية” الى كتل منضوية في التحالفين بدأت تضغط للحصول على مناصب حكومية رفيعة.
وأكدت المصادر أن اللقاء تمخض عنه تشكيل لجان مشتركة ستتولى مهمة العمل على إنهاء المناصب الوزارية الشاغرة.
وأكد رئيس تحالف الفتح هادي العامري، خلال اللقاء الذي عقد أمس، أن “الاختلافَ السياسي أمرٌ واردٌ لكن الفشلَ سيحسبُ على تحالفي البناءِ والإصلاح بصورة عامة”. وأضاف “أمامنا تحديات لابد من تجاوزها أهمها التواجد الأمريكي”، مضيفا أن “العراق لن يكون منطلقاً لتهديد دول الجوار بما فيها السعودية”. وأشار إلى أن “الدستورَ يرفضُ التواجد الأجنبي”. من جهته، أعلن رئيسُ وفد ائتلاف سائرون نصار الربيعي عن تشكيلِ لجنةٍ مشترَكةٍ بين التحالفين لتقديم الخدماتِ للمواطنين. وبعد اللقاء، قال مصدر من داخل تيار الإصلاح والإعمار، لـ(المدى) إن “اللقاء الذي جمع قيادات الفتح وسائرون مساء أمس الثلاثاء في العاصمة بغداد وجّه رسالة تحذيرية إلى الكتل المنضوية في تحالفي الإصلاح والبناء التي بدأت تشترط الحصول على مواقع ومناصب في حكومة عادل عبد المهدي”.
واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: “هناك خلافات قائمة بين العامري والقوى والأطراف السنية داخل تحالف البناء التي تدور جميعها على توزيع المناصب التنفيذية”، مضيفا، ” في المقابل بدأت كتلة تيار الحكمة تتمدد على حساب ائتلاف سائرون في ما يخص ملفات الحكومات المحلية”.
ويؤكد المصدر أن “سائرون والفتح حاولا بعث رسالة إلى شركائهم لتجاوز هذه الخلافات”، لكنه قلل من “إمكانية تشكيل تحالف سياسي يجمع بين تحالف الفتح وائتلاف سائرون المدعوم من قبل مقتدى الصدر”.
ويكشف المصدر المطلع أنه “في خضم التغييرات الحاصلة في بعض الحكومات المحلية هدد تيار الحكمة، سائرون بانه سينسحب من تحالف الإصلاح ويلتحق بائتلاف دولة القانون الذي يقوده نوري المالكي”. ويلفت إلى ان “زعيم تحالف الفتح هادي العامري أيضا يحاول إرسال رسالة إلى القوى السنية وائتلاف دولة القانون بعدما رفعوا سقف مطالبهم بخصوص المواقع والمناصب التي من حصة البناء”، مؤكدا أن “هذه الاطراف بدأت تضغط بشكل كبير على تحالف الفتح في الحصول على المواقع والمناصب”. ويؤكد المصدر التابع لتحالف الإصلاح، أن هذا “الاجتماع هو رسالة إلى بقية الاطراف مفادها بالإمكان التخلي عنهم من خلال إعادة التحالف السابق بين سائرون والفتح”.
وفي شهر حزيران الماضي أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مؤتمر صحفي مشترك مع هادي العامري، عن تحالف سائرون مع قائمة الفتح لتشكيل الحكومة، لكن سرعان ما انسحب العامري من هذا التحالف الذي لم يدم طويلا. ويتطرق المصدر إلى ان “قيادات الفتح هي صاحبة هذه الفكرة التي رتبت لعقد اجتماع ثنائي مع قيادات ونواب سائرون للضغط على هذه القوائم والكتل”، منوها إلى أن “الاجتماع خرج بتشكيل لجنتين تنسيقية لتمرير مشاريع القوانين واستكمال ملف ما تبقى من وزارات في حكومة عبد المهدي”. وفي هذه الإثناء يقول النائب عن تحالف سائرون صباح العكيلي في تصريح لـ(المدى)، إن “اللجان التي ستشكل بين الطرفين ستركز على توزيع رئاسات اللجان البرلمانية ونيابتها وكذلك استكمال الكابينة الحكومية فضلا عن تمرير قانون يحظر تواجد أية قوة أجنبية”. في المقابل يقول النائب عن تحالف الفتح كريم المحمداوي، إن “الفريقين اتفاقا على تشكيل لجان مهمتها تقويم ومساندة الحكومة ومعالجة توزيع الدرجات الخاصة، واستكمال الملف الوزاري، وإنهاء ملف الوكالات للمواقع التنفيذية”.
ويضيف الحمداوي في تصريح لـ(المدى) إن “اللجان التي ستشكل ستركز على معالجة مرشح وزارة الداخلية”، مؤكدا أن “هذا اللقاء غايته إرسال رسالة إلى جميع الكتل والأطراف التي بدأت تصعّد من سقف مطالبها في الحصول على المواقع والمناصب الحكومية”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here