من قتل الكاتب علاء مشذوب

لا شك ان الوضع الامني في العراق غير مستقر وهناك اختلاط في الاجهزة الامنية والقوى الارهابية الوهابية والصدامية وعصابات الجريمة بكل انواعها مما سهل لها اختراق الاجهزة الامنية وبالتالي مكنها من تحقيق اهدافها وخلق البلبلة والفوضى الامنية من خلال قيامها ببعض الاغتيالات هنا وهناك لبعض الشخصيات ومن ثم يتهم جهات اخرى ليس لها علاقة بالامر مثل الحشد الشعبي التي يطلق عليه عبارة المليشيات الايرانية او اتهام الشيعة بشكل عام والترحم على صدام وزمرته والحنين الى العبودية والذل

المعروف جيدا بعد تحرير العراق والعراقيين0في 9-4-2003 وتحررت عقولهم واصبح العراقي يشعر انه انسان لانه حر في كلمته في رأيه لا شك اننا غير مهيئين لهذه الحرية ولابد من فترة ممارسة وتجربة ووقت حتى نتهيأ لقيم الحرية واخلاقها

المفروض بالقوى المدنية والعلمانية ان تستغل هذه الفرصة وتنزل الى الشارع وفق خطة موحدة وتنطلق من واقع المجتمع والدعوة الى احترام كل الآراء ووجهات النظر وترفض بقوة الرأي الواحد والحاكم الواحد خاصة ان هناك بوادر لهذه الحالة دستور ومؤسسات دستورية وانتخابات نعم هناك سلبيات وهناك منقصات وهذا امر طبيعي لا يمكن انكارها وتجاهلها بل على القوى الديمقراطية العلمانية المدنية الحقيقة الاعتراف بها والعمل على مواجهتها وازالتها بالطرق الديمقراطية بعيدا عن الاصطدام

المؤسف ان الكثير من القوى المدنية العلمانية الاصيلة الحقيقية تأخرت عن ذلك مما سمحت لابواق وعبيد وخدم الطاغية صدام ومن ايدهم ودعمهم من عبيد وابواق ال سعود ان يكونوا جبهة واحدة و التحرك وفق خطة وبرنامج وبدعم مالي بلا حدود ولا شروط مما سهل لها ان تكون الممثل للتيار المدني العلماني والديمقراطي في العراق او اصبح صوتها هو الاعلى والاكثر ضجيجا خاصة انها وجدت في بعض الجهلاء انصاف المثقفين الذين لا يفهمون اي شي من المدنية ولا العلمانية سوى شتم الدين والمتدينين و الاساءة الى الرموز الدينية وقلعهم من الجذور والدعوة الى ذبح رجال الدين بدون استثناء لا يدرون انها السبب الاساسي والرئيسي في ضعف التيار المدني والعلماني في العراق وفشله والسبب في ظهور التطرف والعنف في المنطقة

لو اخذنا القوى العلمانية المدنية الحقيقية الاصيلة في كثير من البلدان العربية وأطلعنا على مواقفها لاتضح لنا انها مواقف مؤيدة ومساندة للمقاومة الانسانية لحزب الله مؤيدة للديمقراطية في حين نرى القوى العلمانية والمدنية العراقية موقفها خلاف ذلك انها تحن لعبودية صدام ومع داعش الوهابية والصدامية وضد العملية السياسية الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية والغريب ان هذه المجموعات اي التي ترتدي العلمانية والمدنية موجهة كل انتقاداتها كل حقدها على ايران على الحشد الشعبي على الشيعة على الامام السيستاني على الامام الخميني في الوقت الذي تتجاهل الكلاب الوهابية داعش القاعدة ثيران العشائر المجالس العسكرية الطريقة النقشبندية النازية الكردية عمليات الابادة قادمون يا بغداد آلاف الفتاوى التي اصدرها حاخامات الدين الوهابي التي تجيز ذبح العراقي ونهب ماله واسر واغتصاب العراقية كما تتجاهل عشرات الالوف من الكلاب الوهابية التي جمعتها مهلكة ال سعود من كل بؤر الرذيلة والفساد في العالم ومولتها وسلحتها وارسلتها الى العراق لذبح العراقيين وتدمير العراق

لا شك ان هذه المجموعات الصدامية الوهابية التي تغطت بستار المدنية والعلمانية وحتى اليسارية وجدت في ضعف الاجهزة الامنية واختلاطهم بها وحتى اختراقها الوسيلة السهلة لنشر الفوضى وعدم الاستقرار من خلال قتل الشخصيات الادبية والفنية والاعلامية خاصة انها تتصيد مواقفهم وما يطرحون من افكار واراء فيقومون بعملية قتله وتصرخ تلك الابواق صرخة واحدة ان من قتله المليشيات الفارسية اي الحشد الشعبي الحكومة الشيعية

لهذا اقول ان من قتل الكاتب علاء مشذوب هم المجموعات الصدامية والوهابية التي تتستر بالمدنية والعلمانية وحرية الرأي وحقوق الانسان لا ادري متى كانت هذه المجموعات داعية لحرية الرأي وحقوق الانسان وهي التي كانت تطبل للقائد الضرورة اذا قال صدام قال العراق

لهذا على القوى المدنية والعلمانية الاصلية الحقيقية ان توحد نفسها وفق خطة وبرنامج وتطرح ثوابتها العامة وكل من يخرج عليها يعتبر معادي للمدنية والعلمانية وعليها كشفه وكشف حقيقته والتصدي له وفضحه والا لا مدنية ولا مدنين ولا علمانية ولا علمانيين

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here