التشيع العلوي …عادل مصطفى العلوي أنموذجا للنهج والسلوك.

الكاتب / ثائر الربيعي

أن أخطر أنواع الأمراض الأجتماعية والنفسية التي يبتلى بها المرء في حياته أن يكون منافقاً , فالمنافق ضرره أكثر أيذاءً وأشد وقعاً بالنفس ,من المشرك الواضح بشركه مع الله , فهو يضهر بشاشَةَ الْمَلَقِ، وَيَبْسُطُ وَجْهاً غَيْرَ طَلِق،,ويخفي دَغَلَ سَريرَتِهِ وَقُبْحَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ من خبث سهام المكر والغدر وينتظر فرصة ثم ينقض على فريسته, وها أنا ذرفت على الأربعين ونيف ولست مضظراً لأن ألوث قلمي وتاريخي بالرياء والتملق بألامتداح والثناء في غير محله ,بتزيفي للحقائق التي أراها وألمسها بالكذب والبهتان مقابل شيء زائل ,فالعصامية والمبدئية التي نشأت وتربيت عليها في كنف أسرتي تردعني أن سولت لي نفسي بالأنخراط في المسلك الهابط المتدني,ولكن هنالك واجبٌ أخلاقي ومسوؤلية تقع عاتقي في نقل الصورة الحقيقية المشرقة لمن يقدمون ويجودون بما لديهم ويأثرون على أنفسهم لخدمة المجموع , أمن العدل والأنصاف أن أركن للتل لأن الصعود عليه أسلم وأما الأكل مع معاوية أدسم والصلاة خلف علي أقوم !!

كنت أبحث عن الذي رسمت ملامحه وطافت بي رؤاه بمخيلتي في عالم التشيع العلوي الذي أتخذ من الإمام علي (ع) خطاً ومناراً ونبراساَ بملئه الدنيا نوراً وهاجاً في تجسيده للعدالة الاجتماعية للإنسانية المترجمة على أرض الواقع سلوكاً ,على الرغم من التحديات والالام التي عصفت بالأمة الشيعية نتيجة لجثمان طواغيت عصورهم على صدورهم فستخدموا أبشع أنواع أساليب العنف الوحشية التي مورست معهم وبحق رجالاتهم بتسليط مقابض الحديد والنار والقسوة المفرطة وغيرها من البشاعة ,ولكن الأمة كانت رحمها ولاداً غير عقيم بأن ينجب رجالاً تمردوا على الواقع المؤلم ونهضوا من الركام كطائر العنقاء وتركوا بصماتهم الفاعلة والمؤثرة في التأريخ .

وبعد التنقيب الذي أرهقني وأستنزف قوتي وأنا أضرب بيد من حديد بالمطرقة والفأس لآنفذ من الجبل بحثاً عن إلأضاءة والنور في رجل الدولة,فالتقيت (بعادل مصطفى ) الذي عرفته عن بعداً وعن قرباً ممتلئاً محملاً بالقيم متسلحاً بمبادىء أهل البيت النبوة ,فالمبدأ عنده لايباع ولا يشترى ولا يجزأ يضرب أطنابه بعمق جذر الأرض ,مبداءً يتصل بالمصلح الاجتماعي الإمام الحسين (ع) في رفضه لأن يكون

الأنسان رقاً للأنسان ,غيرخانعاً ولا خاضعاً لطاعة ظالم مستبد أو عتلٌ زنيم ,وفي أبا الفضل (ع) بوفائه للكلمة التي يعطيها وأن كلفته الكثير فالكلام يشكل لديه التزاماً أخلاقياً .

عرفت عادل : متواضعاً ودوداً مع الجميع وأن أختلف اللون والدم والهوية والمعتقد معه وإذا سألته أجابك بوجهاً منشرح بقول سيد البلغاء (ع) 🙁 الناس صنفان :أما أخ لك في الدين, أو نظير لك في الخلق) محباً للخير ساعياً في ايصاله لأهله دون أجراً منهم .

عرفت عادل : كفوءاً عادلاً ملماً بعمله يعطيه حقه وأكثر,مهنياً علمياً عملياً موضوعياً , يريد من الجميع أن يكونوا زيناً في أعمالهم وأفعالهم ينصحهم يسمع منهم ويبادلهم الرأي والمشورة ويتغافل مرة ومرتين ذلك لسعة صدره وطيب منبعه وليس لضعفاً منه ,لكنه لايقبل بتكرر الأساءة , يشخص مواطن الخلل والضعف أن وجدت مقدماً الحل الذي يرضي ضميره ومهنيته .

عرفت عادل: زاهداً في دنياه الزائلة الغرورة لم تغره رغم أذرعها التي فتحتها له براحت يديها , ويردد مع نفسه قول سيد الحكمة الإمام علي (ع) : (يا دنيا غري غيري إليَّ تعرضت أم إليَّ تشوقت هيهات هيهات ) فالزهد في نظره هو أن تملك كل شيء و لايمتلكك أي شيء,متى ما التقيته أنيقاً بكامل قيافته الجذابة , يقابلك بأبتسامة تملء وجهه ووجهك فيقف من على مكتبه ويوصل ضيفه الى باب أحتراماً له بغض النظر عن مكانه وعنوانه ؟

عرفت عادل : كريماً سخياً رؤوفاً حتى مع أعداءه الذين أساءوا اليه فقد قابلهم بالحسنى فجود كرم نفسه العملاقة تأبى منه النزول بهذا المستوى وكأني بقول الشاعر:( وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ (

عرفت عادل : من بيت أشتهر ضمن البيوتات بالعفة والطهارة لا يرد سائل وطالب إلا وقصده بحصوله على مطلبه وبكل أرتياح دون أراقة ماء وججه , لا يعرف الحقد والضغينة غاية مناهم رضا الباري واهل بيته عنهم .

عرفت عادل : من محك المنصب الذي تشرف به كرسي السلطة الذي أكساه وقاراً وهيبة لا يعدو إلا منطلقاً يسعى من خلاله بقضاء حوائج المستضعفين والفقراء,وأرجاع الحقوق لأصحابها التي ذهبت بعيداً عن مسارها ووضع الأمور

في نصابها ,ولله قول المتنبي 🙁 ملأى السنابل تنحني بتواضع .. والفارغات رؤوسهن شوامخ)

عرفت عادل:من أقوال كل الذين التقوا به والتقيتهم دون موعد محدد قالوا أكثر مما قلته بحقه بل وأزادوا في القول وتحديداً في الجانب الإنساني لم يتردد يوماً من الأيام في أكمال هذه الجنبة التي خص نفسه بها .

وتساءلت هل حقاً ما أشاهده ونحن نعيش فوضى التعرف على أحرار الرجال بعد أن كثرت طوابير الانصاف والاشباه والاقزام منهم , والمدعين أنهم يسيرون على نهج أئمتنا فأفعالهم تناقي أقوالهم شكلاً ومضموناً .

فجاءني الجواب من عمق الضمير ليذكرني بحادثة أستقالة علي أبن يقطين حين استأذن الامام الكاظم (ع) لإستقالته من الوزارة وكان في وقتها رئيساً للوزراء، لم يأذن له الإمام قائلاً له : لا تفعل ، فإنّ لنا بك أُنساً ، ولإخوانك بك عزّاً ، وعسى أن يجبر الله بك كسراً ، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه وقال الإمام علي الرضا عنه (ع) به : أما أن علي بن يقطين مضى، وصاحبه عنه راض يعنى أبا الحسن عليه السلام.

في الختام أسال الله أن يبرأني الذمة في ما كتبته أن كنت صادقاً .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here