طريق الشباب (حلقة ثقافية) لا تكن فاترا.

(*) د. رضا العطار

ندخل عاما جديدا يفتح امامنا ابوابا للامل والنشاط والعمل.
والشاب عندما يعرض لحياته في العام الماضي يجد بلا شك محاسن ومساوئ او بالاحرى يجد الاصابة والخطأ. وهو لذلك يجدد عزيمته على ان يسلك السلوك السوي الذي يرقى به في العام الجديد. فيعقد كل شاب عزيمته للعام الجديد على ان يقلع عن عادة سيئة ليستبدل بها عادة حسنة. سواء أكانت هذه العادة في لغته في الحديث الممل الذي يحفل بالكلمات العوراء او النابية. او في الهندام الذي تنقصه الاناقة. او في قضاء وقت الفراغ الذي يمتلئ بالعبث واللهو او في التصرف الاجتماعي الذي ناخذ في الخصومة بدل المصالحة.

وليعني الشاب، كتابة، هذه العزائم. واحدة بعد اخرى كانها دين عليه، يجب ان يفي به، شهرا بعد شهر.
يجب ان يقرأ الكتب الرصينة، وان يختار الكاتب الذي له دلالته ومغزاه، دون الكاتب الذي يتسكع ولا يهدف الى غاية.
ويجب ان يقاطع هذه الغوغاء، من المجلات التي تخاطب غريزته الجنسية، ويجب ان يسأل ويتعلم، علما جديدا، او يتعرف الى المشكلات العالمية. ويجب ان يثقف جسمه وذهنه حتى تنضج شخصيته، فيجد في هذا النضج السعادة لنفسه والاحترام والحب من غيره من يتصل بهم.

ولن يكون هذا إلا بالاهتمامات التي تحتاج الى دوام اليقظة والانشغال بالمشاكل الاجتماعية والسياسية.
ايها الشاب لا تكن ذلك الجامد الفاتر، بل كن دافئا وعش في حماسة وغلواء، انشط واهتم وفكًر
وليكن هذا برنامجك للعام الجديد

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here