لماذا بعض دعوات السيد السيستاني ملبية و مسموعة و بعضها

بقلم مهدي قاسم

الأحزاب الإسلامية ” الشيعية ”  وميليشياتها المختلفة تتعامل
مع دعوات  السيد السيستاني حسب مصالحها و أهوائها ، فإذا وجدت أن بعضا من هذه الدعوات تخدم  أهدافها السياسية ومصالحها المادية والمعنوية ، فأنها تندفع رأسا ومباشرة في تحقيق و تنفيذ تلك الدعوات  لتستفيد منها فيما بعد وتسخيرها لصالحها (
فتوى
الجهاد الكفائي
لمحاربة عصابات داعش مثلا )
وحيث أنها تتصرف حينذاك وكأنها ملتزمة بكل ما يدعو إليها السيد السيستاني على صعيد ما يتعلق بأوضاع العراق  كمرجع ديني أعلى ، غير أنها سرعان ما تصم أذنيها و تتظاهر بالصمم و البكم عندما يأتي بعض آخر من هذه الدعوات متناقضة و متضاربة مع مصالح وأهداف هذه الأحزاب
و الميليشيات ، سيما من ناحية دعواته المتكررة إلى  مكافحة الفساد و تقديم الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية المتردية للمواطنين ، فيتصرفون آنذاك وكأن دعوة السيد السيستاني لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد ، و أنهم ليسو معنيين بهذا الأمر قطعا ، وهم يتخذون الموقف
اللامبالي نفسه وبمزيد من عدم اكتراث من دعوة السيد السيستاني إلى  ملاحقة ومواجهة
عمليات الخطف والاغتيال وحصر السلاح بيد الدولة
*، وهو الأمر الذي يعني بكل وضوح  تجريد الاحزاب و الميليشيات من أسلحتها و تحويلها إلى مجموعات أو منظمات سياسية أو مدنية أو اجتماعية  ، أو إلى أي شيء آخر من هذا القبيل ، عدا أن تبقى ميليشيات مسلحة على شكل أو هيئة عناصر جيش و قوات أمن وشرطة موازية أو رديفة ضمن
الدولة العميقة أو الخلفية المهيمنة والمتسلطة بقوة سلاحها و تسلطها الشرس ..

و هكذا نجد هذه الأحزاب و الميليشيات قد لبت دعوة السيد
السيستاني إلى حمل السلاح و محاربة عناصر داعش الإرهابية لأنها وجدت في هذه الدعوة ضالتها و مصلحتها ( خذ عصائب الحق  ــ مثلا ــ كيف أنها فازت بمقاعد برلمانية لأول مرة بفضل تلبية هذه الدعوة ) و لكنها الآن ترفض دعوته في نفس السياق إلى حصر هذه الأسلحة بيد الدولة
و كذلك باقي الأحزاب و مليشياتها المتغولة..

فكيف يمكن أن تكون دعوة السيد السيستاني  ــ بوصفه مرجعا
دينيا أعلى ـــ مسموعة ملبية من ناحية  إذا كانت ذات منفعة و سياسية أو مادية ، و غير ملبية أو مُطاعة من ناحية أخرى  إذا كانت تجرّدها من هذه المنافع السياسية والمادية والبلطجية ؟..

فهنا أيضا نلتقي مع مظاهر الكذب و النفاق و الدجل بما يخص
هذه الأحزاب و الميليشيات من مزاعم عقائدية و مبدئية زائفة همها الوحيد هو السلطة و المال .

مثل توظيف الدين والمذهب لمكاسب  فئوية وشخصية فحسب ، حيث
همها الوحيد هو السلطة و المال فقط على حساب معاناة المواطنين ..

هامش ذات صلة :

*(
السيستاني يدعو الى حصر السلاح بالدولة ومواجهة الخطف والاغتيال

د أسامة مهدي

جینین ھینیس بلاسخارت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق خلال اجتماعها في النجف مع المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني

جینین ھینیس بلاسخارت رئيسة بعثة الامم المتحدة في العراق خلال اجتماعها في النجف
مع المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني

شدد المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة ومواجهة
عمليات الخطف والاغتيال واعادة النازحين ومواجهة الفكر المتطرف وعدم السماح باستخدام الأراضي العراقية لايذاء دول أخرى.

وقالت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جنين هينسن بلاسخارت خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماعها
في النجف (110 كم جنوب بغداد) الاربعاء مع المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني ان المرجع يرفض ان يكون العراق محطة لإيذاء الآخرين. واشارت الى انه يؤكد على ضرورة تطبيق القانون على جميع المواطنين والمقيمين بلا استثناء وحصر السلاح بيد الحكومة
والوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون ومنها عمليات الاغتيال والخطف وضرورة ومحاسبة فاعليها بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية.

وقال مكتب المرجع السيستاني في بيان صحافي على موقعه الالكتروني، اطلعت على نصه “إيلاف”،
إن المرجع قد استقبل “جينين هينيس بلاسخارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثتها في العراق حيث ثمن جهود المنظمة الدولية في مساعدة العراقيين لتجاوز المشاكل التي يعاني منها البلد.. متمنياً لها التوفيق في أداء مهمتها”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here