من أغتال الأديب والمثقف العراقي علاء مشذوب

شاكر فريد حسن
قبل أيام معدودات أغتيل الأديب الروائي الباحث والمثقف العراقي البارز الجريء علاء مشذوب، على يد مسلحين مجهولين في الشارع الرئيسي وسط مدينة كربلاء العراقية بالقرب من منزله، فاردوه قتيلًا ب ١٣ رصاصة.
ويأتي اغتيال مجذوب ضمن سلسلة التصفيات السياسية في العراق، والاغتيالات ضد رجالات الفكر والقلم والابداع والطبقة المثقفة في العراق والوطن العربي، وتستهدف الفكر العقلاني التقدمي المستنير، والموقف الوطني الشريف.
ومجذوب ليس الوحيد الذي يغتال من أهل الأدب والفكر، فقد أغتيل قبله عدد من المفكرين والمثقفين الرواد، ففي لبنان أغتيل الشيخ الجليل د. حسين مروة، ومهدي عامل ( حسن حمدان )، وفي مصر الكاتب والمفكر فرج فودة.
علاء مشذوب هو عضو في نقابة الفنانين العراقيين ونقابة الصحفيين، وفي الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وفي جمعية السلم والتضامن. وهو خريج كلية الفنون الجميلة في بغداد، وحاصل على درجة الدكتوراة في الفنون الجميلة.
شغف بالكتابة منذ نعومة اظفاره، وعرف برواياته الرائعة وكتاباته الجريئة ومواقفه الفكرية والسياسية الشجاعة ووقوفه ضد التابوهات السياسية والدينية. وقد صدر له اول كتاب بعنوان ” الوطن والوطنية ” ثم توالت كتبه ومجاميعه القصصية والروائية، وله ما يقرب ١٠ أعمال روائية.
وهو معروفه بمواقفه ونشاطه السياسي ومناهضته للمذهبية وللطائفية البغيضة، وكان من النشطاء المدنيين في العراق، ومشاركًا في التظاهرات والاحتجاجات التي شهدها العراق في يوليو من العام الماضي.
إننا إذ نستنكر جريمة اغتيال الأديب والمفكر والمثقف المسكون بعراقه حد الثمالة، علاء مجذوب، والتي تأتي في اطار اغتيال الكلمة والفكر، ومحاصرة الوعي، وقمع الحريات، والارهاب الفكري، فأننا ندعو أبناء المجتمع العراقي ومؤسسات المجتمع المدني وكل المثقفين والمبدعين والاوساط الشعبية في العراق للتحرك الفاعل الغاضب والتظاهر احتجاجًا على هذه الجريمة النكراء المدانة، والمطالبة بالتحقيق السريع للكشف عن القتلة ومن يقف وراءهم من عصابات القتل والارهاب ومحاسبتهم وانزال أشد العقوبات ضدهم.
الذكر الطيب لعلاء مجذوب، والخزي والعار للقتلة المجرمين السفاحين الحاقدين، ومن يقف وراءهم، وطوبى لشهداء الحرية والكلمة النظيفة الملتزمة والموقف الوطني والفكر الحر الشريف، والخلود لهم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here