اصدقاء للابد قصة للاطفال من الادب الافريقي (غانا)

ترجمة : فدوى هاشم كاطع (ترجمة) – البصرة

بقلم : فريدة ساليفو Farida Salifu

عاش فأر وضفدع علاقة صداقة وثيقة في الماضي وفي كل صباح كان الضفدع يزور الفأر الذي كان يعيش في حفرة داخل شجرة . واثارت هذه الصداقة سعادة غامرة في نفس الفأر لكنه لم يدرك شعور الضفدع بالاحباط المتزايد لانه كان دائما من يبادر الى زيارة الفأر وليس العكس . ولم يدرك الفأر الصغير الكسول ذلك الامر في حينه ودون ان يشعر كان قد جعل من صديقه المقرب عدوا له . في ظهر احد الايام قرر الضفدع لدى عودته الى مسكنه ان يضع حدا لتلك الصداقة التي طالما كانت من طرف واحد . قام الضفدع بربط قطعة من الخيط في رجله ومن ثم ربط الطرف الاخر بذيل الفأر الصغير دون ان يلاحظ الاّخر ذلك . لوّح الضفدع مودعا الفأر ثم قفز عميقا في البركة عند اسفل الشجرة . وفجأة سحب الخيط بقوة ذيل الفأر خارج مسكنه الامن وظل يتشقلب في الهواء مندهشا نحو البركة حتى غطس فيها . كان الفأر الصغير المسكين لا يجيد السباحة . قاوم بشدة كبيرة ليحرر ذيله لكنه لم يستطع ان يفك الخيط . وبعد الكثير من المقاومة والمحاولة غرق الفأر المسكين في البركة .

حدّث الضفدع نفسه قائلا ” هذا سوف يعلمك كيف تحتال علي ايها الفأر الكسول “.

لم يمر هذا العمل الشرير دون ان يلاحظه احد , فقد كان هناك صقر يحلق عاليا في السماء يراقب الفأر الصغير عائما على سطح الماء . اتجه الصقر الجائع نحو البركة لينقض على الفأر الصغير ويجعل منه وجبة عشاءه . وعندما امسك الصقر بالفأر بمخالبه الحادة تذكر الضفدع ان الخيط ما يزال يربطه بالفأر . حلق الضفدع عاليا في السماء ريثما وصل الصقر الى اطول فرع في شجرة قريبة ليستريح , عندها ادرك الضفدع فداحة مافعله فقد نصب لنفسه الفخ ذاته الذي نصبه لصديقه ليلاقي نفس مصيره المحتوم . وسوف يأكله الصقر ايضا بسبب خطته الشريرة .

هناك مثل افريقي قديم يقول : “لا تحفر لعدوك حفرة عميقة فمن المحتمل ان تقع انت فيها”

أضاءة :

تمثل القصة الصداقة المزيفة التي يكون العطاء فيها بمقابل دائما , وبسبب عدم مبادرة الفأر لزيارة صديقه الضفدع ادى ذلك الى انتقام ذلك الصديق بطريقة شريرة اودت بحياة الفأر فوقع الضفدع في شر اعماله وكانت النتيجة ان انتقامه عاد عليه بنفس النتيجة ولاقى نفس مصير صديقه الفأر . الافعال الشريرة توقع فاعلها دائما ليلاقي مصير من ينوي الشر اليه. (المترجمة)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here