وسط بئر يوسف الظلماء حلمٌ بخزائن مصر شخصية عبد المهدي تنفتح بالعراق على العالم

القاضي منير حداد

نفذ العراق من حصار خارجي، يوم 9 نيسان 2003، الى حصار فرضته ارادات داخلية، بسبب ولاءات فردية وفئوية، مزقت دستور وقوانين وسياقات السياسة، لإرضاء قوى دولية، مررت مصالحها السياسية في العراق، من خلال هؤلاء الافراد وتلك الفئات.. طابور خامسا…

وبهذا تلاشى البلد، وإمحى الشعب، فإنفصمت عرى المواطنة.. نهبا لا مراعاة فيه، لأزمة دبلوماسية، قد يتسبب بها غريم مع دولة مؤثرة، إيقاعا بغريمه الداخلي؛ فصار العراق بعد 2003، قسمة غرماء، في بنك مفلس او سفينة تحطمت في عرض البحر.. غارقة، وتلقى سفانتها النداء الأخير من القبطان: “فلينجو من يستطيع النجاة”.

كدنا نسمع الصيحة ويشتتنا النفخ في الصور، وما زلنا… نتدارك الانهيار؛ لأن من يقع.. يقع وحده، وما من أحد يقيل عثرته، سوى أهله.. ونحن أهل العراق!

وسط بئر يوسف الظلماء، حلم بخزائن مصر؛ تجلى يفرج سدف الديجور، بزيارة ملك الاردن، عبد الله الثاني، وتوقيع بروتكولات ستراتيجية، تكفل مصالح متبادلة.. إتزانا بين بلدين متحضرين، بعد أن كان العراق نهبا لهمجية “داعش” والمفسدين.

مقدم العاهل الاردني، في زيارة مباركة، لها ما قبلها وما بعدها…

… قبلها زار العراق ملك أسبانيا، في لمحة لا تخلوا من تأشيرة إنتظام عراقي في الصف العالمي، تضافرا مع… تفاؤل بآمال وسع المدى.

… وبعدها زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، المرتقبة مطلع آذار المقبل.

إذن إصطف العراق مع حضارة السلام، بحلول د. عادل عبد المهدي، على دفة السفينة التي كاد ربانها ان يصيح: “لينجو من يستطيع النجاة”.. حطاما.

عاد العراق الى منظومة الاسرة الدولية، بدلالة الزيارات القممية.. من ملوك ورؤساء، جاؤوا لربط كلمة التفاهم بجوهر العقل الدبلوماسي وعاطفة تناغم السياقات الدبلوماسية، خدمة للعراق، الى جوار دوره في خدمات نظيرة يقدمها لتلك البلدان… يأخذ بموجبها أهميته كرقم صعب في معادلة الوجود.

ثرى العراق سقي بدماء الشباب، طوال تلك الالتباسات السياسية المتداخلة، إنصياعا لمصالح الآخرين، ودفع ثمن الولاءات الفارطة، من إقتصاده المسفوح وخدماته الشحيحة والفساد الذي إستشرى في تلافيف مفاصله، حتى باتت الارصفة نقمة أنفقت على تحطيمها عشرات المليارات من الدولارت وعلى إعادة صبها الهش، مئات المليارات… وقس على ذلك كل شؤون الحياة في العراق.. ماءً وكهرباءً وصحة وتعليما.. أما الصناعة والزراعة، فأوقفوها؛ كي يستوردون لحسابهم الشخصي، من دول “الكومشنات” ردا لفضل الجنسية المزدوجة، التي يصرون على تمييع حظرها بإلتفاف على دستوري، يطول شرحه في هذا المقام*.

فأي حزن يبعث المطر!؟ تبددت تلك الأحزان، بلمعة برق خاطفة، توقظ رهافة الشعراء، ولن تهز جلمود الساسة،…

شخصية عادل عبد المهدي، ناضجة.. رجل عراقي زاهد بالمغريات، قادم بمنهج عمل رئاسي واضح.. محسوم الولاء للوطن، لا يميل لدولة او حزب او فئة، إلا بما تمليه مصلحة العراق.

والشخصية المقنعة تستقدم الآخرين.. تحثهم على المجيء؛ بغية التعاطي مع جديته في المواظبة على العمل… فإنتظروا سادة كرام، يأتون من كل فج عميق، حاملين مصالح بلدانهم، تتكامل مع مصلحة العراق تبادلا نديا كل يحترم حاجة الآخر، ويعنى بتطمينها؛ فيأخذ كل ذي حق ما له ويعطي ما عليه.

وهذا لن يرتكز راسخا في قاعدة السياسة العراقية، ما لم يقصَ الساسة المفسدون، منذ 15 عاما، ذوو الاهداف المرجحة لمصالح دول إستنفدت خيرات العراق و… لوثت حتى إسالة الماء، كي نستورد من محطات تحلية على ارصفة الشوارع، تصب بالنهاية عملة صعبة خارج العراق، بتمظهرات عدة.

وكلما أصابهم نزغ من زيغ الشيطان، لم يستعيذوا بالله، إنما عادوا الى الجن والعفاريت والتنانين الكامنة في ضمائرهم يملأون جوفها نار وسموم ثعابين؛ ينفثونها على العملية السياسية؛ كي لا تستقر، ولا تستقيم.

وبهذا توافقت مصالح البعثية و”داعش” والمفسدين… الذين حبطت أعمالهم أمام التحرك التأملي المدروس بحكمة، من قبل رئاسة التشكيلة الوزارية الراهنة، والآتي أبلغ؛ لان عادل عبد المهدي، مصر على النجاح بالعراق وللعراق ومواطنه.

كان هو الفائز منذ إستفتاء 2005؛ لكن طاش السهم بفعل العصف، ولو حل حينها في رئاسة الوزراء، لأغنانا عن عناء 15 عاما عجافا خلت؛ بما اوتي من عقلية اقتصادية وأصل كريم.. إبن خير.. ليس حقودا.. متسامح بإقتدار، لا ضعف فيه ولا وهن، لا يتسقط مآخذ في الآخرين، كي يستغلها في ملفات مدخرة، للإبتزاز، تشهر متى ما تطلبت المصلحة الشخصية، في حين ينبغي ان تأخذ مجراها للقضاء، حال وجودها؛ وفق مصلحة العراق..

*لنا مقال مقبل بشأن الجنسية المزدوجة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here