إغتيال الكلمة الحرة والصادقة على أرض كربلاء المقدسة…

الكاتب والروائي العراقي علاء مشذوب في ذمة الخلود

ببالغ الحزن والاستنكار تلقينا يوم السبت 2 فبراير ـ شباط 2019 نبأ اغتيال الكاتب والروائي العراقي المبدع علاء مشذوب بطريقة بشعة من قبل “أشخاص مجهولين” في مدينته كربلاء. وقد عُرف الضحية بجرأته في إنتقاد الأوضاع المزرية التي يعيشها العراق منذ إحتلاله في 2003 وبموقفه الشجاع في إنتقاد القوى الطائفية والإديولوجية المسؤولة الأساس عن تدهور الأوضاع الأمنية. وشخص الكاتب علاء مشذوب في العديد من رواياتة المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب العراقي تحت سيطرة الأرهاب والمليشيات والفساد الأداري وإستغلال الدين من أجل السلطة والمنافع الشخصية. كما كان الشهيد مدافعاً عنيداً عن إستقلالية القرار العراقي، ومتصدياً بقلمه لكل من يريد ربط العراق بهذه أو تلك الجهة.

ويعتبر الكاتب علاء مشذوب المولود في 24 تموز 1968، واحدا من أهم الكتاب في العراق، فقد تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1992-1993، وحصل على ماجستير فنون جميلة في عام 2008- 2009، وعلى دكتوراه فنون جميلة في عام 2013- 2014.. وهو أيضا عضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو نقابة الصحفيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وعضو في جمعية السلم والتضامن.

وليست هذه أول عملية إغتيال تحدث لأصحاب الفكر الحر والإبداع في العراق في السنوات الأخيرة، فقد تعودنا على مثل هذه الإعتداءات التي تستهدف الأصوات الوطنية والنشطاء الحقوقيين والمثقفين ممن دافعوا عن كلمة الحق ومن أجل العدالة الاجتماعية، والمطالبة بإيقاف أساليب التهديدات وألإختطافات والتعذيب والقتل، التي بسسببها أجبر الكثير منهم الى ترك البلاد. وهذا ما سعت وتسعى اليه الفئات المتنفذة لقمع كل الأصوات الحرة، التي لا تتفق مع النهج الذي تتبعه. وقد سبق هذه الجرائم، ملاحقة المثقفين وإغتيال المئات من العلماء وأساتذة الجامعات على يد قوات الاحتلال، تحت سمع وبصر الحكومة العراقية وأجهزة الأمن، دون محاسبة أياً من القتلة ومن يقف وراءهم.

وليس من الصدفة أن تمر هذه الجريمة وجرائم كثيرة مشابهة لها، دون التعرف على المجرمين، ناهيك عن محاسبتهم. فأجهزة الأمن مخترقة من قبل الميليشيات المسلحة ومنظمات إجرامية محترفة تقف وراءها قوى متنفذة. تضع مسؤولية الحكومة العراقية أمام مفترق طرق خطيرة، لا يعبر عن رغبتها الصادقة في حماية جميع المواطنين العراقيين وتفعيل القضاء وسيادة القانون.

إننا في الوقت الذي نستنكر فيه هذه الجريمة البشعة، نرفع صوتنا مع العديد من المثقفين العراقيين والخيرين بأن “تتحول قضية علاء مشذوب إلى قضية وطنية”، من أجل الدفاع عن حرية الرأي والتعبير وحقوق الأنسان العراقي عموماً ووضع حدٍ لمثل هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
التعازي لأهل الشهيد وأصدقائه ولكل العراقيين والمعجبين بإبداعه الأدبي الذين سيفتقدون صوته الجريء.

منتدى بغداد للثقافة والفنون ـ برلين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here