من مذكرات برزان التكريتي الحلقة التاسعة

يعترف برزان بتفاقم الخلافات والمشكلات العائلية وعدم معرفة حلها حيث كان سيف السلطة المشهور على الرقاب فبدلا من حل الخلافات والمشكلات العائلية بعيدا عن كرسي الحكم تم التعامل مع هذه الخلافات والمشاكل من على كرسي الحكم مما خلق شقوق وعقد في الجدار العائلي وكان وراء ذلك الكرسي الذي يدر اكثر مالا والنفوذ والمصالح الخاصة

فصدر امر نقلي من جنيف الى بغداد كان يرى برزان ذلك تجاوز عليه لانه يعيش في ظروف غير طبيعية حتى انه قال لوكنت سفيرا لدولة اسرائيل لم تفعل بي ما فعلت حكومة صدام لكن اخي صدام اتخذ هذا القرار ضدي وانا الذي ساندته منذ كنت في عمر ال13 عاما ولعبت دورا فعالا في وصوله الى الحكم وانا الذي ثبت حكمه وزعامته لكنه باعني بسعر بخس بسبب حسين كامل ان اخي اصدر امر نقلي دون ان يأخذ ظروفي بنظر الاعتبار لانه كان مزعوج من وجودي في اوربا من تسليط الاضواء علي لا سيما بعد ان اصبح واضح ان هناك فكرة قد تبلورت ولمعت بعد ان نضجت نتيجة النضج السياسي ومعرفة مجريات السياسة الدولية والاقليمية لانه تاكد من عمق اخلاقي واستحالة ذهابي الى الصف الأخر لانه دائما يضغط ويتجاهل الاشخاص الذين يتاكد من اخلاقهم وعمقها

ويؤكد ان حياتهم كانت قلقة وغير مستقرة وكنا غير سعداء بالحياة الجميلة وسبب ذلك هو ظلم اهل القربى وتزويرهم الامور ضدنا ومتابعتنا بطريقة مزعجة لا توصف وهذا هو السبب الذي جعل اغلبية ايام حياتنا غير مستقرة وجعلنا مضطرين للتفكير كيف نتقي شرهم وكيف ننقذ انفسنا ( الحقيقة كنا نحسد افراد هذه العائلة التي تمكنت في غفلة ان تسرق العراق وتجعله ضيعة خاصة بها وتجعل من العراقيين مجرد عبيد وخدم لما يتمتعون به من مال ونفوذ وكل شي تحت الطلب لكنهم في الحقيقة يعيشون في خوف وقلق من بعضهم البعض وهذا أسوء العذاب)

ويعترف برزان التكريتي ان يوم احتلال الكويت وام المعارك كانا من اهم اسباب نفور الناس عنا وبعدهم منا وكأننا ناس منبوذين او اننا نحمل مرض معدي بعد ان كان الناس من مختلف البلدان يقبلون دعواتنا لهم ويقدمون الدعوات لنا بدءوا عندما يشاهدوننا في مناسبة او مكان يحاولون ان يتجاهلوننا ويتجنبون اي سلام او حديث معنا وهذه انعكس على ابناء برزان فكان الطلبة معهم في المدرسة ينعتوهم باولاد شقيق الدكتاتور

ويقول برزان التكريتي سأل الرئيس صد ام حسين كامل عن انتهاء العمل في الجسر المعلق لانه كان جدا مهتم بعملية الاعمار ( غير مهتم بارواح العراقيين بجوع العراقيين بمعانات العراقيين) فرد حسين كامل سيدي سوف يفتح في موعده فقال صدام اي موعد تقصد قال حسين كامل في شهر 11 يقصد عام 1992 قال صدام هل انت متأكد قال نعم لم يجب صدام بشي فرد عدي صعب ان ينتهي العمل في الجسر المعلق بهذا الوقت واضاف ان جسر الاحرار وجسر الباب الشرقي سوف ينتهي العمل به قبل الجسر المعلق فرد حسين كامل بعصبية سوف اقطع رأسي اذا افتتح جسر باب الشرقي قبل الجسر المعلق فضحك صدام (تأمل الانانية التي تملأ نفوسهم المريضة والحقد الذي يملأا قلوبهم الخبيثة بعضهم على بعض)

بقول برزان لم انتبه الى المجادلة في حينها لكن بعد ان استقال حسين كامل عرفت ان هذه المجادلة هي بداية لعلاقة حساسة بين الشخصين مما تفجرت عندما افتتح جسر التحرير وحدثت مداخلات ونقاشات وصلت للصحف بين حسين كامل وعدي صدام

واستغرب برزان من جهل صدام بوقت الانتخابات الامريكية وقال كيف لا يعرف رئيس دولة في حالة حرب مع امريكا بموعد الانتخابات ومن هو المرشح لهذه الانتخابات وما هي رؤيته وتوجهاته ويقول اني اعرف السبب في ذلك

لا توجد مؤسسات سياسية ترفع تقارير وتحليل موضوعات الى الرئيس للاطلاع عليها لا الخارجية ولا المخابرات ولا الحزب ومنظماته المعنية بالعلاقات الخارجية كما ان الرئيس لا يطلب ذلك ولا يحاسبهم عندما لا يفعلون ذلك ولا يشجعهم عندما يبادرون الى ذلك

كما ان صدام لا يعول على ذلك ولا يهتم بالعامل الخارجي بل كل تركيزه على الداخل لانه لا يؤمن بالدبلوماسية ولا غيرها وان وجدت وزارة الخارجية لانها موجودة في كل العالم ولكن بالنسبة اليه لا لفتح الطريق ولا لتعزيز العلاقات لان العلاقات تدار منذ 1968 من المركز ولم يحصل طيلة هذه المدة ان استدعي سفير لوضع جدول اعمال زيارة رئيس دولة او نائبه او رئيس وزراء في ذلك معمول فيه في اصغر واضعف دولة في العالم ويؤكد ان كل عناصر واركان الدولة عقولهم غائبة ويثبت ذلك من خلال قوله في احد الايام زار جنيف وزير الصحة وهو مهندس وليس طبيب

لحضور مؤتمر الصحة العالمي وفي احد اللقاءات سألته هل تقرأ الصحف قال لا هل تتابع الاخبار عبر الراديو قال لا قلت كيف لا وانت وزير بالدولة وتحضر اجتماعات مجلس الوزراء ومطلوب منك ابداء رأي قال ان مجلس الوزراء غير معني بالامور السياسية ولا نناقش به السياسة الشي الآخر ان الصحف والراديو وغيرها من وسائل الاعلام تؤثر علينا لذلك من الافضل ان لا نسمعها ولا نقرأها ويضيف برزان عندما سمعت ذلك الكلام شعرت ان نصفي قد مات قلت له انت وزير وليس مواطن عادي حتى تؤثر عليك الدعاية عليك ان تعرف ماذا يقول عدوك قال لا لا الافضل ان اتجنب ذلك هذا هو النمط الموجود في العراق وزير يخاف من تأثير وسائل الاعلام عليه ويضيف برزان اني اقول لا انه لا يخاف من وسائل الاعلام بل يخاف من ان يزل لسانه ويقول امس قالت صوت امريكا كذا وكذا ويعتقد ان ذلك كافي ليدفع راسه لذلك

( هكذا اثبت ان الذين حول صدام مجرد عبيد ارقاء لا رأي لهم ولا موقف ولا عقل ولا معرفة والويل لهم ان فكروا بذلك تغتصب نسائهم امام اعينهم ثم يذبحون امام اعين نسائهم)

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here