ومن العرب أبواق آكليهم!!

نسبة مرعبة من العرب يبوّقون لآكليهم وللطامعين بتدميرهم ومصادرة وجودهم بالكامل , ويأخذك الإستغراب وتتملكك الدهشة وأنت تراهم يحققون أهداف أعدائهم بإخلاصٍ وتفانٍ!!

إنها حقيقة سلوكية عربية متميزة وعلامة فارقة لا مثيل لها في مجتمعات الدنيا قاطبة.

والأمثلة على ذلك واضحة وقائمة في الواقع العربي , فالإيرانيون قد أوجدوا عربا أشد حرصا على مصالح إيران من الإيرانيين أنفسهم , وغيرها من الدول والقوى في طريقها إلى خلق أجيال عربية أكثر حرصا على مصالحها من مواطنيها أنفسهم.

ولو أخذنا أية دولة عربية لوجدنا فيها من العرب أنفسهم أعداء لتلك الدولة ومؤهلين للقيام بما يريده منهم أعداؤهم , وما جرى في الواقع العربي على مدى عقود تنطبق عليه هذه النمطية السلوكية العجيبة , فلا يوجد في مجتمعات الدنيا إلا فيما ندر جدا , أن يكون أبناؤها مستعدين للتدرب في ديار أعدائها والقيام بتنفيذ أوامرها على أحسن وجه وبأمانة فائقة.

ولهذا فالعرب أعداء العرب ويموَّلون من أعداء العرب ويتدربون بديارهم ويأخذون السلاح منهم لقتل العرب , وهذا سلوك إنقراضي إنتحاري إمحاقي في أقل ما يعنيه أن المجتمعات العربية آيلة إلى زوال أكيد.

ولا يزال الحبل على الجرار , وقد تفاقم الوضع منذ أواخر القرن العشرين ومضى إلى ذروته في القرن الحادي والعشرين , وسيتواصل حتى غياب العرب , ما داموا يكنزون قابليات خارقة للقضاء على ذاتهم وموضوعهم.

والسؤال الصعب هو لماذا يعادي العرب أنفسهم ويتذللون لأعدائهم ويتحببون؟!!

هل هو الظلم والقهر والحرمان؟

هل هو الإقرار بالضعف والتبعية وإستلطاف الإمتهان؟!

إن الحيرة لتتملك أية محاولة لتفسير هذا السلوك الشاذ المتنافي مع بديهيات البقاء وقوانين الطبيعة والتطور والتفاعل المجتمعي الصحيح!!

فهل أن للتدين وتجار الدين دور في تعزيزه , لأنهم يقتلون الغيرة الوطنية ويجهضون إنسانية الإنسان؟!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here