الدولة العميقة الضاربة داخل الدولة السطحية الهشة

بقلم مهدي قاسم

لا ندري كيف و لماذا وبأية قدرة قادر ، بدأت فجأة عملية
إغلاق مقرات عديدة لمليشيات حقيقية (التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى ميليشيات وهمية يا سبحان الله !!) و التي زعمت أو تزعم منذ فترة طويلة انتماءها إلى الحشد الشعبي بمقراتها العلنية و أسلحتها البارزة للعيان ، وهي تصول و تجول على كيفها و مزاجها ، و الله أعلم بأفعالها
و أعمالها الخفية التي ــ ربما ــ ارتكبتها بحق المواطنين ابتزازا وتشليحا و خطفا ، لكونها كانت صاحب سلطة و قوة ..

و قد سبق لنا أن كتبنا بهذا الخصوص مقالة تحت عنوان: ”
ميليشيات الدولة العميقة داخل الدولة العراقية الهشة ” و حذرنا من مغبة تحول هذه الميليشيات ــ التي أخذت تكثر كفطرة في الغابة تحت المزاعم الانتماء إلى الحشد الشعبي ـــ إلى أشبه بعصابات منظمة تبتز المواطنين و تستغلهم وتمارس معهم و عليهم نوعا من بلطجيات بهدف
الحصول على المال ، و أنه بعد تحرير المناطق المحتلة من عصابات داعش الإرهابية يجب تحويل قوات الحشد الشعبي إلى مؤسسة الجيش ليصبحوا جنودا عاديين في الجيش العراقي ، حالهم في ذلك حال أي جندي عراقي آخر في إطار من واجبات و حقوق و انضباط و مسلكية عسكرية معتادة ،
و من ثم أنهاء أو إلغاء قوات الحشد الشعبي بعد انتفاء الحاجة إلى وجودها سيما بعد التحرير ، إذ إنها لهذه الغاية قد جرت عملية تكوينها و تأسيسها ، أي لغرض مواجهة عصابات داعش لعدم دخول العاصمة بغداد بالدرجة الأولى ، غير أنها مضت أبعد من ذلك ، باشتراكها أو بمساعدتها
للجيش العراقي في تحرير المناطق المحتلة، ولكي تكافأ على دورها القتالي هذا فقد قُرر تحويلها إلى قوات مسلحة ضمن مؤسسة الجيش ..

ولكن مع ذلك و بالرغم من صدور قرار حكومي بتحويل قوات
الحشد الشعبي إلى مؤسسة الجيش فإنها بقيت تتصرف و كأنها قوات مستقلة و موازية للجيش و الشرطة و الأمن في وسط تزايد أعداد ميليشيات التي زعمت انتمائها إلى قوات الحشد الشعبي بمسميات ذات نبرة دينية ومذهبية تجاوزت مائة ميليشيا و اكثر ، مع التمتع ” بالحصانة الحشدية
” و التي تعني بأنها تستطيع أن تفعل ما تريد و تشاء، على اعتبار أنها من الحشد ” المقدس ” !..

أما النتيجة فكثرت التجاوزات على المواطنين يوما بعد يوم
لتصبح قوات الحشد الشعبي بسبب هذه التصرفات البلطجية في نظر المواطنين على أنها ” حسب تعبير أحد القراء الكرام ” أي مجرد عصابات خطف و قتل فحسب . و بالتالي لتفقد من قدسيتها المزعومة متحولة إلى مجرد عصابات سلب و سطو ليس إلا …

إذن فإن الصراع السياسي و المصلحي و التنافس الولائي لإيران
، هو الذي يقف خلف هذه الإجراءات ، أي إجراءات توقيف و اعتقال بعضهم وغلق مقرات البعض الآخر ليكون هو السبب الأول و الأخير و ليس التنقية و التعديل أو الترشيق في صفوف قوات الحشد مثلما يزعمون .

هامش ذات صلة

اغلاق مقر “فيلق الوعد الصادق” اضافة
الى اثنين اخرين وسط بغداد
افاد مصدر أمني مسؤول والحشد الشعبي يوم الثلاثاء بإغلاق ثلاثة مقرات
تدعي الانتماء الى الحشد وسط العاصمة بغداد.

وابلغ المصدر أنه “بالساعة 1500 من اليوم تم غلق مقر المقاومة الاسلامية
في العراق “فيلق الوعد الصادق”، والذي يدعي انتمائه الى الحشد الشعبي في م929 ز2 د 6 3.

من جهتها قالت المديرية في بيان، ان “مفارز الامن اغلقت مقر يدعي ارتباطه
بمديرتي التعبئة ةالاعلام في هيئة الحشد الشعبي”، مبينة ان “المقر المغلق يقع في شارع السعدون وسط بغداد”.

واضاف البيان، ان “المقر الثاني بمنطقة العرصات/ تقاطع المسبح في الكرادة
ويدعي الارتباط بالحشد”، لافتا الى “المقر يحتوي على باجات وسجلات واسلحة خفيفة”.

وكانت مديرية الأمن في هيئة الحشد اعلنت في وقت سابق من اليوم ، الثلاثاء،
اغلاق ثلاثة مقار وهمية تنتحل صفة الحشد، فيما اكدت انها ضبطت بداخلها مطبعة باجات واسلحة خفيفة وطيارة مسيرة في منطقة المنصور غرب بغداد.

رابط فيديو عن أمهات و زوجات شهداء الحشد الشعبي الذين
تاجرت بهم الأحزاب الإسلامية ووظيفتهم لأهدافها الانتخابية :

هو هذا حال نساء #العراق وخاصة امهات الشهداء!!!

Geplaatst door ‎Iraq Al Aan العراق الآن‎ op Dinsdag 15 januari 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here