الدين بين اللسان والقلب والسلوك!!

كأن الدين تصدح به ألسنتنا ولا تنبض به قلوبنا , ولا تتنعم به أرواحنا , ولاتتعطر به نفوسنا.

فالدين غائب في سلوكنا , ومفقود في عقولنا , ومبني على المجهول في أيامنا , ونعاديه بتفاعلاتنا , ولا نعرفه ولا يعرفنا!!

دين إقرأ , ونحن لا نقرأ!!

دين يسّر ولا تعسّر , ونحن نعسره ونعقده ونجعله الأصعب والأبهم!!

دين إذا جاء نصر الله , ونحن الذين يستلطفون الهزائم والإنكسارات والإنتكاسات!!

دين الإحسان والزكاة , ونحن البخلاء ومن حولنا ملايين الفقراء.

دين البلاغة , ونحن بلغة الضاد جاهلون , وعنها معرضون , وبها أميون!!

دين وجادلهم بالتي هي أحسن , ونحن نتصارع فيما بيننا ويقتل بعضنا بعضا!!

دين إنا أعطيناك الكوثر , ونحن التائهون الخائبون اليائسون والقانطون!!

دين العدل والمساواة , ونحن الجائرون الظالمون المستحوذون على حقوق الآخرين والقاهرون لإرادة إخواننا في الدين.

دين الذين يعقلون , ونحن لا نعقل ونتنكر للعقل ودوره في الحياة.

دين الذين يتفكرون ويتدبرون , ونحن حرّمنا إعمال العقل وإجتهدنا بالتبعية والتلقين والموت العقلي.

دين المتقين , ولا نخاف الله فيما نقوله ونفعله.

دين الذين يبصرون , وعلى أبصارنا غشاوات وننكر البيّن المنير.

دين الصادقين , وقد إتخذنا الكذب صراطا ومنهجا.

دين الصلاح , والفساد في مجتمعاتنا وباء مشين.

دين المحبة والأخوة الإنسانية , وعندنا الكراهية مذهب ودين.

دين التوحيد وعدم الإشراك ونبذ الأوثان , وقد جعلنا من البشر أوثانا نتقرب بهم إلى الله زلفى.

دين أمتكم أمة واحدة , ونحن في فرقة وتصارعات وتناحرات وتبعيات وخضوع لغير الله.

فهل بربك أننا ندين بالدين , أم أن لكل منا رب ودين؟!!

وهل سنعرف ديننا ولغتنا لنكون!!

د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here