المحقق الصرخي ..فاطمة الزهراء طالبت بإمامة عليّ

احمد الركابي
إنّ أهمّ الأهداف التي توخّتها الزهراء-عليها‌ السلام- في مطالباتها المالية ، هو الدفاع عن ولاية أهل البيت-عليهم‌ السلام- وإثبات أحقيّتهم في قيادة الاُمّة بعد الرسول – صلّى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم – ويتّضح ذلك من خلال خطبة الزهراء – عليها‌ السلام – في المسجد النبوي ، وخطبتها الاُخرى بنساء المدينة ، وفي مواقف اُخرى متعدّدة ، أدّت فيها واجبها الرسالي في الدفاع عن إمامة أمير المؤمنين -عليه‌ السلام- .
إن من أهم الجوانب التي يمكن إن نتطرق إليها في حياتها الشريفة هو جانب المطالبة بالحقوق المسلوبة لأهل بيت النبوة والمتمثل بأحقية أمير المؤمنين- عليه السلام- آنذاك، بل هي حقوق الناس اجمع فإن من الأهداف التي جعلت الزهراء تطالب في حقها هو من أجل الهدف الأكبر ألا وهو الولاية الحقة لعلي-عليه السلام-، وكذلك تحشيد الرأي العام على من غصب حقها وبالتالي يعود الأمر لأجل القضية السامية، فلذا نلاحظ عنصر الشجاعة التي تميزت به الزهراء والذي لا يمكن أن يقاس به احد في زماننا من أجل المطالبة بالحقوق المغصوبة والحق المضيّع، وتعتبر هذه الفترة – أي ما بعد استشهاد الرسول- من الفترات الحرجة التي مرت بها الأمة الإسلامية ووضعت الإسلام ككل عند مفترق طريقين لا ثالث لهما . فإما أن تسلك الأمة الإسلامية طريق رسول الله الذي خطّه لهم بأمر الله عز وجل في حياته- صلى الله عليه وآله- وهو إتباع علي وأهل بيته.
أرادت الزهراء استرجاع حقها المغصوب، وهذا أمر طبيعي لكل إنسان غصب حقه أن يطالب به بالطرق المشروعة.
وكان بنو هاشم وفي مقدمتهم علي -عليه السلام -لا يقدرون على المطالبة بحقوقهم المغصوبة بأنفسهم، فجعلت الزهراء من نفسها مطالبة بحق بني هاشم وحقها، ومدافعة عنهم اعتماداً على فضلها وشرفها وقربها من رسول الله، واستناداً إلى أنوثتها حيث النساء أقدر من الرجال في بعض المواقف. ومعلوم أن الزهراء إذا استردت حقوقها استردت حينئذ حقوق بني هاشم معها.
استهدفت الزهراء من مطالبتها الحثيثة بفدك فسح المجال أمامها للمطالبة بحق زوجها المغلوب على أمره، والواقع أن فدك صارت تتمشى مع الخلافة جنباً إلى جنب، كما صار لها عنوان كبير وسعة في المعنى، فلم تبق فدك قرية زراعية محدودة بحدودها في عصر الرسول، بل صار معناها الخلافة والرقعة الإسلامية بكاملها.
إن الزهراء البتول وُلدت كبرعم تفتّح في ربيع الحياة ، أو كنسمة فوّاحة انسابت على سهل الحياة ، أو كسحابة خير هطلت فاهتزّت لها صحراء الوجود ، أو كومضة سطعت على آفاق العالم المظلم ، ذلك لأن الزهراء جزءٌ لا يتجزّأ من نور الرسالة ، وركن أساسي من الإيمان .
ومن هذه النظرة الواقعية فقد أشار المحقق الأستاذ الصرخي إلى دور فاطمة الزهراء – عليها السلام – الرسالي التربوي ، وهذا جزء من كلامه الشريف جاء فيه :
((خرجت فاطمة – عليها السلام – ( ونعتقد بهذا وتوجد أدلة ونعتقد بصحة الأدلة ) للمطالبة بحق علي للإشارة إلى حق علي للاحتجاج على الآخرين بحق علي بمنزلة علي بوصية علي بإمامة علي بأحقية علي -عليه السلام- بأفضلية علي، هذا حصل واقعًا وانتهى الأمر.))
مقتبس من المحاضرة (***1640;) من بحث ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني – دام ظله –
8 ذي القعدة 1437هـ – 12 / 8 / 2016م

https://s1.gulfupload.com/i/00080/q6kaqlh5lepp.jpg…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here