متسلقا ظلكِ نحو الأعالي : نص مفتوح

متسلقا ظلكِ نحو الأعالي : نص مفتوح

بقلم مهدي قاسم

كم أشتاق إليك بين دقيقة و أخرى في قفار أيامي

حتى يؤلمني قلبي من شدة لهاثه

أعاني مثل طائر وحيد فقد أنثاه في غابة غريبة

ولم يعد قادرا على تحمل ضراوة غيابه

أغلق عيني راغبا الغرق في بحيرة النسيان

لكني أراكِ بوضوح أكثر آنذاك

متوهجة بدفق حنانكِ و شعاع ابتسامتكِ المشرقة

فأشهق بذهولي كما لو كنت طفلا مغتبطا في عيد بهيج

ليس لدي رغبة أخرى ، فقط حلم وحيد

أن تسترخي أصابعكِ الدافئة و المزدانة بالياقوت الأزرق
في يدي

بينما أنا أتأملكِ مأخوذا وبيدي الثانية أداعب شعرك القرمزي

حيث تتدفق فراشات زاهية من بين خصلاتكِ الطويلة حتى الكتف

وتحوم أسرابا مجّنحة حولنا بكرنفال آسر

تُباغتني قبلاتي وهي ترصّع جبينك المرمري وشاما متوهجا

حتى تستحلين إلى موجة بحر دافئة

ترفعني نحو الأعالي نسرا يسحره غموض آفاق بعيدة

حتى العالم الرمادي و البارد نفسه

يبدو من خلال حضوركِ البهي جميلا متآخيا

و كأنما الحياة ليست سوى قطعة حلوة لذيذة !

فلا يمكن الاكتفاء منها ابدا !..

قبل ذلك في وسط تشققات وحشتي

كنتُ واقفا على حافة شاقولية تعصفني أفكار داكنة

فإذا بيَّ أصحو متسلقا ظلكِ المرجاني نحو الأعالي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here