بمناسبة مرور 44 سنة على وفاتها أم كلثوم تأسر قلوب العراقيين عام 1932

تم إعداد هذه الصفحة لمناسبة مرور 44 سنة على رحيل السيدة ام كلثوم مطربة العرب والشرق والتي زارت العراق عام 1932 واحيت عدة حفلات للعراقيين الذين اسرهم صوتها الصداح..
جواد الحطاب
تعرفَ العراقيون على صوت السيدة أم كلثوم عن طريق اسطوانات “الجرامافون” التي كانت في حينها وسيلة التواصل الطربية الوحيدة، إلى أن حانت لحظة اللقاء المباشر بها في نوفمبر عام 1932 لتنشر سحرها في أرجاء بغداد. وكانت البداية حينما نشرت جريدة بغدادية إعلاناً، جاء فيه: “بشرى عظمى نزفها إلى العراق أجمع.. الآنسة أم كلثوم في بغداد.. وستبدأ أولى حفلاتها في أوتيل الهلال بالميدان، وقد اتخذت إدارة الأوتيل جميع التدابير اللازمة من النظام والترتيب، وخصصت محلات منفردة للسيدات استعدادا لهذا المقدم الميمون”. وبات الجميع في انتظار تلك اللحظة التي سيشنف آذانه بسماع صوت كوكب الشرق، وفي مساء يوم 19 نوفمبر 1932، غص فندق الهلال بكل عاشق لهذا الصوت القوي الشجي. وتفاعلت الصحف مع تلك الزيارة، فوصف أحد الصحفيين أحداث تلك الليلة في جريدته، قائلاً: “عندما ظهرت الآنسة على المسرح بأبهى زينة وفي يدها العود، ثارت من الحاضرين زوبعة تصفيق وهتافات هائلة دامت بضع دقائق، ثم أخذت الفنانة ذائعة الصيت تلعب بالقلوب ما شاءت بفنون غنائها الممتاز”.

بعد 14 عاماً تعود لبغداد بدعوة ملكية
وكان جمهور العراق على موعد آخر مع سيدة الغناء العربي، حينما عادت إلى بغداد بعد 14 عاماً إثر دعوة رسمية من القصر الملكي، لتشارك العراقيين عيد ميلاد ملكهم فيصل الثاني، إذ حطت بها طائرة خاصة في مطار “الحبانية” العسكري في الثاني من مايو عام 1946، ليرافقها كبير مستشاري الوصي على عرش العراق عبد الإله إلى القصر الملكي حيث كان في انتظارها والدة الملك وبقية نساء العائلة. في المساء غصت حديقة قصر الرحاب، بكبار الضيوف بانتظار إطلالة كوكب الشرق، وقد أراد الوصي على العرش تكريم ضيفته فقدمها بنفسه إلى الحاضرين. وقال الوصي في أعقاب الحفل: “لو أني وزعت على كل عراقي هدية ذهبية لما استطعت أن أدخل السرور على قلبه كما فعلت الليلة أم كلثوم”. يشار إلى أن الحفلة كانت منقولة على الهواء من دار الإذاعة العراقية، وغنت فيها أم كلثوم “يا ليلة العيد” التي أضافت إليها في الختام: “يا دجلة ميتك عنبر وزرعك على العراق نور.. يعيش فيصل ويتهنى نحيي له ليالي العيد”، كما شجت بعدد من أغانيها، منها: “كل الأحبة اثنين اثنين” و”غنيلي شوي شوي”، كما ختمت حفلها برائعة أمير الشعراء أحمد شوقي “سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها.. واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها”. وقد تفاعل الجمهور مع هذا الحفل، فقال توفيق السويدي – أحد رؤساء الوزارات العراقية – لأم كلثوم: “يا آنسة من حقنا أن نقبض عليك الليلة بتهمة سرقة قلوبنا”. وفي أعقاب ذلك، منحت أم كلثوم وسام الرافدين المدني، وهو لا يمنح عادة إلا للرجال حسبما تنص عليه قوانين العراق آنذاك، لكن القانون عدل لتتقلد الوسام، ولأول مرة في تاريخ العراق امرأة هي: السيدة أم كلثوم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here