الراب الإسلامي … بين المشروعية الدينية والضرورة العصرية

بقلم احمد الجارالله
تعد القفزة النوعية التي حققها مشروع شباب المسلم الواعد في إدخال طور الراب في القصيدة الحسينية والمجالس المهدوية والتربوية من أروع ما يمكن؛ وذلك لأن هذا الطور هو من الأطوار المحببة لدى أغلبية شعوب العالم من الغرب والشرق وحتى العالم العربي؛ ولهذا نجد أن أغلب الشعوب المضطهدة والتي تعاني الحروب والفقر تعتمد على هذا الطور في نقل معاناتها إلى العالم فكثر استخدامه في سوريا واليمن وليبيا وتونس ومصر ؛ فالراب وسيلة عصرية لنقل معاناة الإنسانية ولهذا نجد بعض الحكومات تقوم بمنع هذا الطور وتحارب إنتشاره كما فعلت روسيا بحجة أن فيه ترويج لثقافات غربية !! لكن في حقيقة الأمر إنه طور ينقل من خلاله سخط الشعب على دكتاتورية السلطات وكذلك ينقل تلك المعاناة للعالم من أجل تحريك الرأي العام العالمي …

لذلك نجد أن استخدام هذا الطور في الشعائر الحسينية أمر مقبول عقلاً وشرعًا؛ فمن الناحية العقلية وكما بينا فهو طور ينقل معاناة شعب للعالم وبما أنه محبب لدى كل شعوب العالم فمن خلاله يمكن إيصال القضية الحسينية والمهدوية والإسلامية بشكل عام للعالم وبالطور المحبب لهم ومن خلاله يمكن مخاطبة العالم بلسان حالهم خصوصًا أن القضية المهدوية هي قضية عالمية ويجب أن يفهمها العالم أجمع وهذا ما يؤمن به العقل المؤمن الإسلامي الرسالي ؛ كما أن استخدام هذا الطور في مخاطبة العالم لهو دليل على وسطية الإسلام وتسامحه وبذلك يمكن أن تمحى ملامح تلك الصورة القاتمة التي تشكلت عن الإسلام في عقول العالم بسبب جرائم الدواعش الذين صوروا للعالم أن الإسلام دين قتل وذبح فقط؛ يضاف لذلك أن الشباب العراقي وبسبب الانفتاح على العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بدأ يتأثر بهذا الطور حتى راح ينجرف له كثيرا لذلك ومن أجل المحافظة على الشباب من الانحراف والضياع في الحانات والبارات والمراقص والمخدرات هُذب هذا الطور واستخدم الجانب الإيجابي فيه وتم استخدامه في الجانب الفكري والعقائدي والديني لتوعية الشباب والمحافظة عليهم من الانحراف وبالطريقة المحببة لديهم؛ وبهذا يكون لغة خطاب عصرية تتماشى مع الحداثة التي يعاصرها شبابنا.

أما من الناحية الشرعية؛ فالراب هو طور حاله حال كل الأطوار الأخرى التي يقرأ فيها القرآن الكريم والقصائد الحسينية ولا توجد أي حرمة شرعية على أي طور موجود ولذلك لم نسمع أو نقرأ بفتوى صدرت من أي مرجع ديني من السابقين أو المعاصرين تحرم طور معين وهذا وحده يكفي لمشروعية طور الراب وإن كان غربيا فليس كل ماهو غربي محرم ودليل ذلك الآن الجميع يستخدم النت الذي هو من إنتاج وابتكار الغرب وحتى الموسيقى لم يوجد مرجع ديني حرم الموسيقى المستخدمة في القصائد الحسينية – أفراح أو أحزان – بل حتى الأغاني الوطنية والدينية هي محللة عند كل الفقهاء ؛ فالراب كطور لا إشكال شرعي فيه…

لهذا فإن مشروع الشباب المسلم الواعد عند استخدم هذا الطور كان بدافع ودليل شرعي وعقلي وهو ما يحسب له من أجل نشر الثقافة الإسلامية عمومًا والقضية الحسينية والمهدوية خصوصًا بين شعوب العالم وبلسان تلك الشعوب وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على العبقرية التي يحملها هذا المشروع وذكاء قيادته وفطنتها وما يحمله من روح رسالية تتحدى العرف السائد والجهل المطبق الرافض للحداثة وهنا نقولها صراحة ليسمع العالم أجمع الراب أصبح مهدويًا وانتهى الأمر .

سماحة السيد عباس السبتي واثبات مشروعية الراب المهدوي …

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here